من المستوطنة إلى دهاليز السياسة

من المستوطنة إلى دهاليز السياسة
الكاتب: جلال نشوان

الكاتب: جلال نشوان

لم يكن يحُلم في يوم ما، أن يجلس المستوطن المراهق “نفتالي بينت” على طاولة سيد البيت الأبيض، الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويناقش معه القضايا ذات الاهتمام المشترك.

مستوطن صهيوني، ولد في مدينة حيفا لأبوين مهاجرين من سان فرانسيسكو وهو يهودي متدين، والآن يدير دفة الأمور ، ويقابل ثعلب السياسة الأمريكية بايدن ، فالرئيس الأمريكي يحفظ قضايا الشرق الأوسط عن ظهر قلب ، فالرجل أمضى سنوات عمره مسؤولاً للجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس ، ثم نائباً للرئيس السابق باراك أوباما.

اللقاء كان باهتاً ، ومملاً ، رغم تأجيله بسبب انشغال الرئيس بايدن بملف الانسحاب من أفغانستان ، خاصة بعد تفجيرات مطار كابل التي راح ضحيتها أكثر من عشرة جنود أمريكيين .

تسلّق نفتالي بينيت قمة الهرم السياسي الإسرائيلي خلال العقد الماضي بسرعة، بفضل تاريخه العسكري، وتحقيقه ثروة طائلة في مجال الشركات التقنية الناشئة.

الى جانب ذلك، يعرف السياسي اليميني بالتزامه الديني المعلن، وممارسته شعائر الديانة اليهودية، خلافاً لكلّ من شغلوا منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل منذ تأسيسها.

ولكن ماذا يعني ذلك؟ وهل هناك فرق بين التزام بينيت الديني والتزام بعض اليهود المتشددين؟

في انتخابات الكنيست الأخيرة، حلّ حزب نفتالي بينيت “يمينا” المتشدّد في المركز الخامس. شكلّ ائتلافاً حكومياً مع أحزاب من أطياف سياسية متنوعة، أبرزها الوسطي “هناك مستقبل” بقيادة يائير لبيد، وأحزاب من يمين الوسط إلى اليسار، إلى جانب القائمة العربية الموحدة

تقدم ائتلاف بينيت بفارق صوت واحد على خصومه، إذ فاز بـ 61صوتاً، مقابل 59 صوتاً للمعارضة، وتضمّ أحزاباً يمينية ودينية، أبرزها الليكود، وشاس، وحزب الصهيونية الدينية، وحزب يهدوت هتوراة.،

جلس المراهق السياسي ورجل الأعمال بينيت ، ولا هم له إلا الملف الايراني وكيف يمكن منع إيران من امتلاك القنبلة النووية ، وبسبب خبرة ( بينيت القليلة ) في ادغال السياسة ، قاطعه سيد البيت الأبيض ، أن هناك مفاوضات مضنية بين الولايات المتحدة الأمريكية ، وأوروبا في النمسا ، وأعرب له معلم السياسة أن المضايقات التي تمارسها حكومته على الشعب الفلسطيني ، تقوض اي حل سياسي ، مستقبلي ، وان الولايات المتحدة الأمريكية ، تبذل جهوداً لمساعدة الشعب الفلسطيني ، وان الولايات المتحدة ترتأي( تسكين الأمور ،) لأن أجندتها التفرغ لتطويق الصين وروسيا والمشروع النووي الإيراني ، ويبدو أن ثعلب السياسة الأمريكية بايدن انزل المراهق نفتالي بينت من أعلى الشجرة وأعطاه درساً في السياسة ، ولسان حاله يقول ( المراهقون السياسيون ) يحتاجون خبرة كبيرة ليقتحموا. ادغال السياسة ، فعاد التلميذ خائباً ، ولم يحقق أي اختراق

المراهق والمستوطن بينيت كان يبحث عن إنجاز ، وهو ممارسة الضغوط على إيران لمنعها من التقدم في مشروعها النووي ، ثم الموافقة الأمريكية على مسألة الضم وتكريس وعد ترامب للقدس والجولان

عاد النلميذ من لقاء سيد البيت الأبيض ، خائبا ، دون أي إنجاز يفاخر به أمام المعارضة بقيادة نتنياهو ، مع أن السياسي الثعلب نتنياهو كان يبحث عن إخفاقات التلميذ المراهق واحداث أي اختراق لرحيل( حكومة بينيت ،لابيد ) ، تلك الحكومة التي من الممكن أن يصيبها التصدع في لحظة ..

الساحة الحزبية الصهيونية ، تعج بالتطورات ، وكل يغني على ليلاه ، وبالرغم من ذلك استطاع بينيت المرور بسلام من انهيار الحكومة ، انها الطريق الوعرة من المستوطنة إلى دهاليز السياسة ، بعد أن نجح في فرض نفسه على الساحة السياسية وشكل حكومة من أقصى اليمين الى الإسلاميين وأطاح بالملك نتنياهو ، فهو أشد تطرفا ، من نتنياهو ، حيث كان رئيسا لمجلس حركة المستوطنين الرئيسية في الضفة الغربية ، وجعل من ضم أجزاء من الأراضي التي استولى عليها كيانه الغاصب عام 67 ، سمة رئيسية لبرنامجه السياسي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن