نتنياهو يعرض على اوباما ” دويلة ” فلسطينية مقابل ” نووي ” ايران !

اوباما

بعد قيام روسيا بتوسيع تدخلها العسكري في منطقة القرم في أوكرانيا امس السبت متجاهلة تحذيرا صارما من باراك أوباما يواجه الرئيس الامريكي اختبارا صعبا ليثبت ما اذا كانت واشنطن تتمتع بالنفوذ أو الارادة لاجبار موسكو على التراجع.

ويجد أوباما -الذي تفادى التورط في أزمات عالمية قدر المستطاع وركز على الشوؤن الداخلية- نفسه الان وسط أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.

وعلى مدى شهور كان المسؤولون الامريكيون يقولون انهم لا يريدون أن تتحول الازمة السياسية في أوكرانيا الى صراع علني بين واشنطن وموسكو. لكن بعد أسبوع من عزل الرئيس المدعوم من روسيا اثر موجة غضب شعبي سارع مساعدو أوباما للشؤون الخارجية أمس السبت الى صياغة رد على التحركات السافرة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفوض البرلمان الروسي بوتين بغزو أوكرانيا التي يعتبرها جزءا من مجال نفوذ روسيا وسيطرت قواته على ما يبدو على شبه جزيرة القرم.

وقال البيت الابيض ان أوباما ندد في مكالمة هاتفية مع بوتين امتدت 90 دقيقة امس السبت بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وحذر من أن موسكو يمكن أن تواجه مزيدا من العزلة السياسية والاقتصادية.

وقال أوباما للرئيس الروسي ان واشنطن ستعلق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني التي تعقد في منتجع سوتشي في روسيا هذا الصيف.

لكن بوتين تجاهل تهديد أوباما يوم الجمعة بأنه سيكون هناك ثمن لاستخدام القوة في أوكرانيا. ويبدو ان الزعيم الروسي الذي كان أوباما يأمل يوما أن يصبح شريكا يصر الان على أن يكون عدوا.

لقد خلص بوتين فيما يبدو الى ان استعداد أوباما لخوض صراع بشأن أوكرانيا التي لا يعرف الكثير من الامريكيين سوى القليل عنها لا يضاهي استعداد روسيا لتأكيد سيطرتها على جمهورية سوفيتية سابقة تربطها بها علاقات تاريخية وثيقة ومصالح اقتصادية.

كانت القرم جزءا من روسيا حتى عام 1954 وهي المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي يمثل أصحاب الاصل الروسي أغلبية سكانها كما أن لموسكو وجودا عسكريا هناك بالفعل حيث يوجد مقر أسطولها بالبحر الاسود.

وقال جون مكين عضو مجلس الشيوخ الامريكي من الحزب الجمهوري وهم دائم الانتقاد للسياسة الخارجية التي ينتهجها أوباما لرويترز على الرغم من أن الرئيس لا يريد أن ينظر لهذا الامر على أنه سيناريو للحرب الباردة فان بوتين يراه كذلك.

وأضاف لقد أغراه ظهور الولايات المتحدة بمظهر الضعف على الساحة الدولية.

ويبدو أن ادارة أوباما ليست أمامها سوى بضعة خيارات جاهزة للرد.

ويؤكد مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن على الرغم من أن واشنطن وحلفاءها الاوروبيين استبعدوا استخدام القوة العسكرية فان بوسعهم ممارسة الضغط على موسكو من خلال اظهار أن لديها الكثير لتخسره اذا استمرت على النهج الحالي. وقد يشمل هذا ما كسبته روسيا من تعزيز لصورتها بعد استضافتها دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في فبراير شباط.

وقال مايكل مكفول الذي ترك منصب سفير الولايات المتحدة في موسكو منذ أيام من المعتقد أن بوتين أنفق 50 مليار دولار لاستعراض روسيا الجديدة في أولمبياد سوتشي…يجب أن يفهم أن كل ما كان يصبو اليه سينتهي اذا اندلع صراع عسكري حقيقي.

وتثير الازمة المتصاعدة تساؤلات حول ما اذا كان البيت الابيض أدرك خطورة الازمة الاوكرانية وأولاها الاهتمام اللازم بالسرعة الكافية.
وقال مسؤولون أمريكيون ومصادر أخرى ان وزارة الخارجية خاصة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الاوروبية فيكتوريا نولاند دقت ناقوس الخطر منذ شهور بشأن موقف روسيا الاكثر عدوانية تجاه الجمهوريات السوفيتية السابقة خاصة أوكرانيا.

وتسارعت وتيرة تدخل واشنطن بعد قمة أوروبية في نوفمبر تشرين الثاني 2013 تراجعت خلالها أوكرانيا وأرمينيا تحت ضغط روسي شديد عن توقيع اتفاقيات مع الاتحاد الاوروبي.

وقال ديمون ويلسون نائب الرئيس التنفيذي للمجلس الاطلسي ومقره واشنطن والمستشار السابق للرئيس جورج بوش الابن للشؤون الاوروبية حينئذ شهدنا تدخل الامريكيين.

وأضاف أن نولاند //صنعت السياسة الامريكية من القليل فعلا في ذلك الحين.

وقال مكفول ان الازمة الاوكرانية كانت تحت بصرنا على أعلى المستويات منذ بداية الخريف الماضي وانه هو شخصيا لعب دور الجسر بين البيت الابيض ووزارة الخارجية.

وقال السفير السابق المقرب لاوباما بالهاتف لرويترز في وقت متأخر يوم الجمعة من المهم أن نفهم حدود ما نستطيع وما لا نستطيع القيام به لكن القول بأننا لم نعر الامر اهتماما غير صحيح.

وأشاد ويلسون بتحذيرات أوباما الاكثر حدة لروسيا يوم الجمعة. وقال انه سيكون على الولايات المتحدة الان أن تقرر حجم الضرر الذي لحق بالعلاقات الاوسع مع روسيا والمتوترة بالفعل بسبب الخلافات بشأن الحرب الاهلية في سوريا. ومضى يقول ان السؤل هو في أي مرحلة ستزداد حدة هذا الخلاف الى حد أن يؤثر على القضايا الاخرى..

وقال جيمس كولينز سفير الولايات المتحدة في موسكو من عام 1997 الى عام 2001 انه بالمقارنة مع اخر أزمة كبيرة مرت بها روسيا وهي حربها مع جورجيا عام 2008 يمكن أن تكون هذه اكثر حدة على صعيد افساد علاقات روسيا مع الاوروبيين والولايات المتحدة.

لكن أوباما الذي ظهر امام الكاميرات في البيت الابيض يوم الجمعة بعد مؤشرات على زيادة النشاط العسكري الروسي في القرم كان غامضا في تهديده فيما يتعلق بالعواقب.

وقال مسؤول كبير بالادارة الامريكية ان من بين الخيارات التي تجري دراستها عدم المشاركة في قمة مجموعة الثماني التي تعقد في سوتشي في يونيو حزيران ورفض المبادرات الروسية من اجل علاقات تجارية أعمق.

وبعد المكالمة الهاتفية بين بوتين وأوباما حذر البيت الابيض في بيان يوم السبت من أن روسيا تجازف بمزيد من العزلة السياسية والاقتصادية.

ويقول مكفول انه اذا كان من السابق لاوانه التفكير في عقوبات اقتصادية فانه سيكون هناك وقت ومجال لاتخاذ اجراءات عقابية ضد روسيا اذا واصلت ما يجري على الارض في القرم.

ومازالت واشنطن في الوقت الحالي تتحدث الى موسكو على أعلى مستوى. والى جانب المكالمة بين أوباما وبوتين قالت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون ان وزير الدفاع تشاك هاجل تحدث يوم السبت مع نظيره الروسي مضيفة أن هاجل أبلغ سيرجي شويجو بأن التدخل العسكري لموسكو يجازف بتصعيد يمكن أن يهدد الامن الاوروبي والدولي.

وحين سئل مسؤول أمريكي عما اذا كانت بعض الوحدات العسكرية الامريكية في حالة تأهب بسبب الاضطرابات في القرم قال انه لا يوجد تغيير في موقف الجيش الامريكي وان الولايات المتحدة تركز على الخيارات الدبلوماسية.

وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية ان فريق أوباما للامن القومي اجتمع امس السبت لبحث الخيارات السياسية.

والى جانب القوات أوضح بوتين أنه مستعد لضخ الاموال في أوكرانيا لجذبها الى فلك روسيا.

ويدرس الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي تقديم دعم مالي لحكومة أوكرانيا الجديدة مع وعود بمساعدات اكبر من صندوق النقد الدولي اذا أجرت كييف اصلاحات اقتصادية بعد الانتخابات المقررة في مايو ايار.

وتشعر واشنطن بالقلق بشأن ما اذا كان التمويل سيصل بالسرعة الكافية لدعم اقتصاد أوكرانيا المتداعي.

وتتزايد الضغوط في الكونجرس الامريكي لتسريع وتيرة المساعدات الامريكية.

ويجد أوباما نفسه بلا سفير في موسكو في وقت مفصلي خطير وان كانت الادارة الامريكية تتجه لتدارك هذا الموقف.

وأشار مسؤولون الى انه رغم أن رحيل مكفول كان مقررا منذ شهور فان مستشارة أوباما للامن القومي سوزان رايس ووزارة الخارجية لم يوافقا الا مؤخرا على مرشح ليخلفه وهو مؤشر على أنه ربما يتم الاعلان قريبا عن السفير الجديد.

وسرت تكهنات في واشنطن بأن من بين الاسماء المطروحة ثلاثة سفراء سابقين لدى أوكرانيا هم جون تيفت وستيفن بيفر وكارلوس باسكوال.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن