تربية الأبناء مهمة عظيمة و لكنها ليست سهلة، فهم الكنز الحقيقي و هم الأمل والمستقبل الذي نعيش من أجله، وعلى الوالدين والأم تحديدا أن يدركوا طريقة التربية الصحيحة و يحرصوا على أهم النصائح والقواعد الإيجابية في تربية الأبناء، لتنشئتهم تنشئة تربوية صحيحة يمكن أن يغرسوا ثمارها في المستقبل.
الحب و الحنان
تربية الأبناء يجب أن ترتكز على إظهار المزيد من الحب والحنان للأبناء، و هو أمر في غاية الأهمية حتى يتسنى إعطاء الأبناء الإحساس بالأمن والانتماء و المساندة، و يتعين على الأباء والأمهات أن يدركوا أن الأبناء بحاجة إلى الحب والحنان غير المشروط و العناية بهم في كل فرصة تتاح لهم .
القدوة
يجب على الوالدين مراقبة تصرفاتهم و الحرص على اتساق أفعالهم مع أقوالهم، فالابناء منذ الطفولة يتعلمون من الأفعال أكثر مما يتعلمون من الكلام، و يجب أن تتجسد قواعد تربية الابناء واضحة في تصرفات الوالدين كقدوة أمامهم، فهما المرآة التي يتعلم منها الطفل منذ ولادته و حتى يشب ناضجا .
الاحترام
يعد الاحترام احدى قواعد تربية الأبناء تربية سوية، و يشمل ذلك وجوب احترام الوالدين لبعضهما البعض أمام الأبناء، مهما كانت الخلافات التي تمر بهما، حتى لا تنعكس قلة الاحترام بين الوالدين بالقلق على شخصية الأبناء و احساسهم بعدم الأمان، وفقدان الاحترام للوالدين أو كراهيتهما، كما يشمل الاحترام أيضا احترام الأبناء أمام الآخرين، حيث أن ذكر مساوئ الابن و أخطائه أو إهانته و إحراجه أمام الآخرين، سيهز تكوينه النفسي، حتى يكبر ضعيف الشخصية يميل للانطواء.
التربية المتوازنة
يجب اتباع النمط المتوازن في تربية الأبناء، و هي تلك التربية المتوازنة التي تجمع ما بين التعامل باللين و الحزم معا، حيث يعتقد البعض أن إصدار الأوامر بشكل متسلط، و الديكتاتورية في التعامل مع الأبناء، و اللجوء في بعض الأحيان للعنف لفرض السيطرة هي الحل الأمثل في التربية و الطاعة، و لكن على العكس تماما فإن هذه الطريقة تؤثر على شخصية الابن و ثقته بنفسه، و تنعكس على تعاملاته وتصرفاته مع الآخرين أيضا، وكذلك التساهل المطلق في تربية الأبناء و الذي سيجعل الابن لا يحترم القوانين و القواعد، و لا يلتزم بالأخلاق والعادات المجتمعية.
الصداقة بين الوالدين والابناء
الصداقة بين الوالدين والأبناء وخاصة من خلال الحوار المفتوح و قضاء بعض الوقت للتقرب منهم، احدى القواعد الضرورية في تربية الأبناء، فهي وسيلة الأمان و التقرب من الأبناء، و طالما نشأت هذه الصداقة و اطمأن لها الابن نراه يلجأ لوالديه أو أحدهما للمشورة، مما يمكن الوالدين من التعرف على كل ما يفعله الابن و الاتجاه الذي يسير فيه، و التوقيت المناسب للتدخل بالطريقة المناسبة التي تحافظ على هذه الصداقة، كما أنها حصن من انصراف الابن للغرباء و طلب النصيحة منهم.
وضع الثوابت و الحدود
وضع الثوابت و الحدود و غرسها في نفوس الأبناء منذ الصغر شيء هام في تربية الأبناء، و هي الوسيلة التي يؤمن بها الوالدين على أبنائهم، حتى يعرف الابن ما يجب أن يفعله وما لا يجب أن يفعله، و يعرف حدوده و عواقب تجاوزها.
الحرية و الاختيار
بعد ترسيخ المبادئ الصحيحة في شخصية الأبناء، لا مانع من منحهم بعض الشيء من الحرية و القدرة على الاختيار، و من ذلك حريتهم في اختيار الهوايات، و الملابس و غيرها مع مراقبة من بعد، و توجيه إذا لزم الأمر .
عدم استخدام العقاب البدني
لا فائدة مطلقا من استخدام العقاب البدني في تربية الأبناء وتعليمهم الانضباط، فهذه الطريقة تغرس بداخل الأبناء الخوف و تقلل من ثقتهم بأنفسهم بدلا من دعم رغبتهم الداخلية في القيام بالتصرفات الصحيحة، كما أن الابن يتعلم أن العقاب البدني هو الوسيلة المناسبة للتعامل مع الأمور المختلف عليها، و قد يسيء التعامل مع زوجته وأصدقائه و كذلك أبنائه عندما يكبر.