نماذج واعدة للتعليم الإلكتروني في فلسطين

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم: تمارا حداد

يُعد التعلم وسيلة الاستثمار الأساسية في رأس المال البشري الذي هو غاية التنمية ومع التقدم التكنولوجي أصبح التعليم كغيره من القطاعات الخدمية مُطالبا بمواكبة التحضر والتطور والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتطويعها لخدمة العملية التعليمية على نحو يُحقق الهدف المنشود منها.

وأمام الأزمة الصحية العالمية بوجود فيروس” كورونا” استطاعت فلسطين تخطي تداعيات انتشار فيروس كورونا لتُمارس انشطة “التعليم عن بُعد”، وتحل اشكالية التعليم المباشر بسبب التعطيل القهري الى التعليم الالكتروني الذي وظف أدوات التكنولوجيا للارتقاء بجودة التعليم وكفاءة مخرجاته وتحقيق مصلحة عُليا.

يُعد “التعليم عن بُعد” رؤية حديثة حيث اتسع التعليم الإلكتروني في مجالات تعليمية عديدة منها التعليم المدرسي والجامعي، والذي يعتمد على أبعاد رئيسة: وجود التكنولوجيا” الإنترنت”، التواصل بين المعلم والمتعلم، وجود معلومات، واذا تم جمع تلك الأبعاد نستطيع تعريف التعليم الالكتروني” منهج للتعليم يقوم على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتمكين الطلاب من استكمال فصولهم الدراسية والتواصل مع المعلمين بشكل غير مباشر”.

يُعد “التعليم عن بُعد” أحد أهم المفاهيم والتقنيات الحديثة للتعليم بكافة مستوياته، وجوهره هو النمط التفاعلي، حيث يعني وجود مناقشات متبادلة بين الطلبة وبعضهم، والتفاعل مع المحاضر، حيث انتهجت المدارس الفلسطينية والجامعات الفلسطينية مثل ” جامعة القدس المفتوحة انموذجا” التعليم عن بُعد بشكل ناجح وبامتياز.

ايجابيات “التعليم عن بُعد”:

1. التعليم عن بُعد طريقة مناسبة للاغلبية، فمن خلال التعليم عن بُعد يُمكن العديد من الأفراد من التعليم نظرا لما يتميز التعليم الالكتروني بمرونة الوقت.

2. التعلم الإلكتروني يدعم المحور الاجتماعي فهو يساعد على نفاذ التعليم إلى كافة المناطق حتى البعيدة منها، كما أنه يساعد على تمكين المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة من فرص التعليم.

3. عند مشاهدة المحاضرة اكثر من مرة قد يكون هناك قدرة على فهم المعلومات وهذا ما لا يوفره الدراسة التقليدية.

4. توفير الوقت والجهد والتكلفة، ساهم التعليم عن بُعد في خفض الوقت اللازم للتعلم بنسب كبيرة، وهو ما يرجع إلى إلغاء الوقت اللازم لعملية الانتقال للمقر التعليمي والعودة منه إلى المنزل، كما أنه يُساهم في تخفيض التكاليف المالية بسبب عدم وجود تكلفة للانتقال، وعدم تكبد نفقات الانتقال من مدينة لمدينة اخرى.

5. يُعد التعلم الإلكتروني كذلك صديقاً للبيئة من خلال ترشيد استخدام وسائل الانتقال والسفر ومتطلبات البناء والتشغيل للأبنية التعليمية وتقنين استخدام الأوراق والمطبوعات.

6. سهولة التواصل الالكتروني تعمل على تحفيز المتعلمين على المشاركة والتفاعل من خلال العصف الذهني الذي يولد ويظهر الطاقات الإبداعية، وتمكن المعلم كذلك من مقارنة ومتابعة التطور الدراسي للمتعلمين.

7. التعليم الإلكتروني يتيح المجال لتنويع منهجية التعليم وطرق الإيضاح حسب نوعية وخصائص المتعلمين، حيث يتمكن المتعلمون من خلال المقررات الإلكترونية من النفاذ المستمر للمحتوى الدراسي، مما يرفع إجمالاً من مستويات التحصيل الدراسي.

8. يحد التعليم الإلكتروني من جهة أخرى من تبعات انتشار العدوى في الفصول الدراسية المكدسة وقت الأزمات والأوبئة.

معوقات:

1. المعوق الأساسي للتعليم التكنولوجي هو عدم توفر بنية تكنولوجية قوية داخل بعض المنازل نظرا للظروف الاقتصادية .

2. عدم قدرة بعض العائلات على تعلم استخدام التكنولوجيا الحديثة ” الأمية التكنولوجية”.

توقعات مستقبلية:

يتوقع ان يتفوق التعليم الالكتروني على التعليم التقليدي في دعم العملية التعليمية، خصوصا ان التعليم التقليدي يواجه تحديات مستقبلية كثيرة وبالتحديد في الحالة الفلسطينية نتيجة تطور طبيعية التوزيع الديمغرافي غير المتوازن للسكان امام عدد المدارس الحالية، كما ان التعليم الالكتروني يقلل من التكاليف التي تصرف بشكل عام على التعليم التقليدي.

يتوقع أن يحظى التعلم الإلكتروني بقدر أكبر من الإقبال وعلى إيلاء مزيد من الجهود لتطوير كفاءة العملية التعليمية، حيث إن الآلية التكنولوجية الحديثة التي يقوم عليها التعلم الإلكتروني هي الأكثر ملاءمة لروح العصر الذي يتجاوب معه الشباب بشكل ملحوظ، وهو ما يتوقع أن يجعلهم أفضل تحصيلاً.

وبناء على هذا التطور المرتقب للتعليم الإلكتروني في الساحة المحلية يتوقع تغير دور المعلم في العملية التعليمية، وتغير مفهوم وآلية البحث العلمي.

ختاما:

“التعليم عن بُعد” احد الحلول التي يلجا اليها الدول لمواجهة انتشار كورونا، ولا غنى عن التعليم التقليدي ولكن دمج العملية التكنولوجية والتعليم عن بُعد وبالتحديد في الظروف الطارئة يُعطي ميزة تنافسية للعملية التعليمية، حيث ان التكنولوجيا الذكية أصبحت إحدى أهم أدوات إدارة الأزمات، بما تمتلكه من قدرة على توفير الوقت والجهد.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن