نيويورك تايمز : إيران تتغيير ولكن ليس بسبب سياسات ترامب

نيويورك تايمز : إيران تتغيير ولكن ليس بسبب سياسات ترامب

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب من صفقة النووي مع إيران كان يهدف بالدرجة الأولى لدفع طهران لتغيير سياساتها الخارجية ومنعها من التدخل والتغلغل في منطقة الشرق الأوسط، والواضح حتى الآن أنها فعلاً تتغير ، وتحديداً على الصعيد الداخلي، دون أن يطرأ كثير من التغيير على سياساتها الخارجية، وكل ذلك على ما يبدو ليس بسبب سياسات ترامب.

وتضيف الصحيفة أن ترامب قال مطلع هذا الشهر، إن إيران تغير سلوكها في المنطقة، ما يعني ضمناً أن قادتها قد تعرضوا للتأنيب أو التقهقر بسبب التحرك الأمريكي، وأنهم يتراجعون.

وأضاف ترامب للصحفيين: “إنهم لم يعودوا ينظرون كثيراً للبحر المتوسط، وإلى ما يجري في سوريا، وما يحدث في اليمن والكثير من الأماكن الأخرى، إنها بلد مختلف كثيراً على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، إيران ليست التي كانت عليه قبل بضعة أشهر”.

لكن محللين يقولون إنه لم يحدث تغيير يُذكر في الموقف الإقليمي لإيران، وإن التأثير الحقيقي حتى الآن على السياسة الداخلية، وخاصة بعد إعادة فرض العقوبات عليها.

لاتبدو إيران قد تنازلت عن أحلامها في المنطقة؛ ففي الأسبوع الماضي أشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إلى أن حليف طهران في لبنان، حزب الله، لديه 100 ألف صاروخ ومستعدّ لتدمير “إسرائيل”.

وفي سوريا، حيث أدت إيران دوراً حاسماً في بقاء الأسد بالسلطة، قُتل ثلاثة جنود إيرانيين هذا الشهر خلال المعارك.

يقول حسين شيخ الإسلام، المستشار الخاص لوزير الخارجية الإيراني: “لدى ترامب هذا الوهم بأنه بعد أن انسحب من الاتفاق النووي فإن طهران ستكون مضطرة لتغيير سلوكها في سوريا واليمن والعراق وفلسطين. ليس هناك سبب لفعل ذلك، إذا قامت إيران بتغيير سياساتها فإنه بالتأكيد ليس لترامب علاقة بذلك”.

ويتفق معظم المحللين الغربيين مع هذا التقييم، ويقول والتر بوش، خبير الشرق الأوسط في أكاديمية الدفاع الوطني بفيينا، إن إيران تعيد النظر في دورها بالمنطقة، لكن ذلك ليس بسبب سياسات ترامب، طهران أهدرت ما يفوق طاقتها، وهي اليوم غير قادرة على الإمساك بالأرض، لا يمكن لها أن تصبح قوية في سوريا وتضغط على “إسرائيل” دون أن تتلقى الهجمات، الأمر بالنسبة إليها يزداد صعوبة يوماً بعد آخر.

بعيداً عن مناطق الصراع في الشرق الأوسط، وبالأزقة الصغيرة لأسواق طهران ووكالات السيارات الأخرى في الأجزاء الشمالية الغنية من المدينة، فإن انسحاب ترامب من صفقة النووي قد أضاف بالتأكيد المزيد من المشاكل الاقتصادية، وأسهم بزيادة التوتر السياسي.

يوم الاثنين الماضي، تجمع خارج مبنى البرلمان في طهران العشرات من الإيرانيين للشكوى والاحتجاج بسبب تردي الوضع الاقتصادي، حيث اضطرت الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع، كما اضطرّ البازار الكبير إلى إغلاق أبوابه بسبب الاحتجاجات.

اقتصاد إيران كان بالأصل يعاني من أوضاع سيئة، حتى قبل عام، فلقد انخفض سعر صرف الريال الإيراني بنسبة 50% مقابل الدولار، وبحسب بيان لصندوق النقد الدولي فإنه تم سحب مبالغ قياسية من رأس المال خلال العام الماضي وصل إلى 27 مليار دولار.

وخلال خطبة عيد الفطر، قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، إن على الإيرانيين أن يتوقفوا عن القيام برحلات ترفيهية إلى الخارج لضمان عدم خروج العملات الأجنبية.

أزمة العملة في إيران أدت إلى ارتفاع حاد بأسعار السلع المستوردة، كما أقبل الناس على شراء العقارات والذهب والسيارات لحماية مدخراتهم، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار تلك السلع.

وفي خضم هذه المشاكل، باتت السلطات في إيران تتعامل بحساسية مفرطة مع أي حركة فيها تعبير عن المعارضة.

ويقول رضا خاندان، زوج نسرين سوتوده، المحامية الإيرانية البارزة بمجال حقوق الإنسان، والتي اعتُقلت الأسبوع الماضي، إن تأثير انسحاب ترامب من الصفقة النووية منخفض جداً جداً. حتى لو تم تنفيذ الاتفاقية النووية بالكامل، فإن سوء الإدارة داخل البلاد كانت ستؤدي إلى إهدار عائدات النفط وغيرها من الواردات، نحن في دولة اقتصادية واجتماعية سيئة، لا علاقة لها بترامب والعقوبات التي فرضها أو سيفرضها”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن