نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن قادة في الجيش الأمريكي قولهم، إن تنظيم الدولة في العراق فقد أغلب أراضيه التي كان يسيطر عليها، إلا أنه لم يفقد بعدُ القدرة على القتال، ولا يعرف الطريقة التي يمكن يلجأ إليها التنظيم لمواصلة القتال.
وتقول الصحيفة إن خريطة الهزائم التي مُني بها تنظيم داعش تزايدت، وإن أراضيه تقلّصت، ولكن وفقاً لقادة عسكريين بالجيش الأمريكي، فإن وتيرة المعركة ضد التنظيم يجب ألا تبطئ.
فَقَدَ التنظيم بعد ثلاث سنوات من المعارك مدناً كثيرة؛ مثل بعقوبة وأبو غريب والفلوجة والرمادي وتكريت والموصل، وأخيراً تلعفر، التي أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، استعادتها، يوم الخميس الماضي، بينما يخوض التنظيم معركة خاسرة في آخر معاقله بسوريا (مدينة الرقة)، ورغم ذلك فإن القادة الأمريكيين يقولون إنهم لا يعرفون بعد الطريقة التي يعتزم أن يواصل بها التنظيم قتاله.
من الرقة إلى الموصل وصولاً إلى محافظة ننغرهار في أفغانستان، يرسم المنتصرون المفترضون في الحرب على التنظيم صورة عن التمرد وهو يعيش آخر أيامه، حيث يقول العبادي إن قواته ستذهب إلى آخر نقطة يوجد فيها عناصر “داعش”، وإنه ليس أمامهم سوى “الاستسلام أو الموت”.
أعداد صغيرة فقط من المقاتلين التابعين للتنظيم استسلموا، بينما فر آخرون إلى تركيا، في حين تقاتل الأكثرية منهم حتى الموت، بحسب الصحيفة.
يقول الجنرال ستيفن تاونسند، القائد الأمريكي قائد التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، إن الأيام الأخيرة من القتال في مدينة الموصل التي شاركت بها قوات التحالف هي الأكثر سوءاً التي خاضها خلال 35 عاماً.
ويتابع تاونسند: “الجرافات التابعة لقوات الأمن العراقية قامت بدفن مقاتلي التنظيم أحياء في الموصل، بعد أن رفضوا الاستسلام”.
أما جارود ديفور، وهو طيار أمريكي، فيقول وفقاً للصحيفة: إن “مقاتلي تنظيم الدولة يقاتلون مثل مقاتلي الجيش التقليدي. إنهم يتصرّفون بشكل مختلف عن مقاتلي القاعدة وحركة طالبان، وهم أبطأ في التخلّي عن مواقعهم، ويقاتلون بشدة، وبعد الانسحاب منها فإنهم يقومون بتفجيرها في عدوهم”.
وتنقل الصحيفة عن قادة في الجيش الأمريكي أنه “ما إن ينتهي القصف على مواقع مقاتلي التنظيم حتى يعودوا مرة أخرى، بل في بعض الأحيان يقومون بجمع القنابل التي لم تنفجر لإعادة استخدامها. إنهم مصممون على القتال”.
وبمجرد تحرك القوات التي تدعمها الولايات المتحدة غالباً ما يعود المسلحون، مهما كانت حدة حملة القصف.
