هل تستطيع دولة الاحتلال أن تخوض حرباً على ثلاث جبهات؟

جيش الاحتلال الاسرائيلي

القدس – وكالات

قال الكاتب اليهوي المقرب من الحكم “ألون بن مئير” في تحليل لقدرة إسرائيل على فتح حرب على ثلاث جبهات “على الرغم من أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معروف بتركيزه على التهديدات الفلسطينية والإيرانية للأمن القومي الإسرائيلي، فهو قد بدا في الأشهر الأخيرة يدق بشكل متزايد ناقوس الخطر بشأن إيران بشكل خاص وليس الفلسطينيين”.

وأضاف بن مئير: أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) باتت في كل من العراق وسوريا أمراً محتوماً، فإن القلق الرئيس لنتنياهو الآن هو أن إيران سوف تصر على الحفاظ على موطئ قدم قوي لها في سوريا من خلال إقامة وجود عسكري كبير لها كتعويض عن دعمها المتواصل لنظام الأسد في جميع مراحل الحرب الأهلية.

وتمم “هذا، بطبيعة الحال، لا ينبغي أن يشكل مفاجأة لنتنياهو أو لأي شخص آخر مطلع على طموحات إيران في أن تصبح القوة المهيمنة في المنطقة، كما أنها تعتبر سوريا المحور الذي من شأنه أن يحافظ على نفوذها من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط”.

فيما رأى أن وضع نتنياهو، للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على “الموقد الخلفي”، (بمعنى ألا يعطيه الأهمية التي يستحقها) هو خطأ فادح.

ونصح نتياهو قائلاً: “بسبب التهديد الإيراني المتزايد عليك أن  تبذل كل ما في وسعك للتفاوض على اتفاق سلام مع الفلسطينيين الآن في إطار سلام عربي إسرائيلي شامل”.

وأردف بقيامه بذلك، لن يقوم فقط بتحييد التهديد الفلسطيني، ولكن يمكن التخفيف من الخطر الإيراني على الأقل إلى حد ما، وخلافاً لذلك، فإنه سيستمر في التصرّف بطريقة تعود على إيران بالفائدة وعليه بالضرر.

وعن الخطر الثلاثي الذي يهدد إسرائيل قال: “إن تورط إيران في سوريا ليس بجديد ويسبق نشوب الحرب الأهلية بعدة عقود، ولكن ما هو جديد على أية حال هو أن طهران أصبحت عازمة الآن على تأسيس جبهة ثالثة في سوريا ضد إسرائيل علاوة على حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان”.

وكشف عن قلق القيادة العسكرية العليا في إسرائيل بشكل خاص إزاء احتمال أنه في حالة اندلاع حرب بين إسرائيل وحماس، ُيحتمل أن ينضم لها حزب الله (أو العكس بالعكس)، وإيران قد تقرر الانضمام إلى غزوة أو تحرض على القتال في المقام الأول وبذلك تجبر إسرائيل على القتال على ثلاث جبهات، متمماً “وهذا من شأنه أيضاً أن يوفر للفلسطينيين في الضفة الغربية الفرصة للقيام بانتفاضة ضد الاحتلال”.

في خطاب ألقاه في وزارة الخارجية في ذكرى الإسرائيليين الذين قتلوا في تفجير السفارة عام 1992 في الأرجنتين (المتورطة فيه إيران)، صرح نتنياهو “بأن النظام في طهران يطمح لزرع علمه على أنقاض العالم الحر، إنه يواصل تهديده لللقضاء على إسرائيل”.

وأكد أن نتنياهو يدرك أنه لا يستطيع اقناع إدارة ترامب بإلغاء الصفقة النووية مع إيران، إلا أنه يريد التأكد من أن واشنطن لا تزال مهتمة بسلوك إيران المؤذي والمزعزع للاستقرار في المنطقة، ويستمر في تحميل إيران المسؤولية لالتزامها الكامل بالاتفاق، على حد قوله.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن نتنياهو يريد التأكد من أن واشنطن تدرك الخطر الذي ينبع من الوجود العسكري الإيراني في سوريا من خلال إنشاء قاعدة لا تبعد كثيراً عن مدينة القنيطرة، فقط على بعد بضعة أميال من الحدود في هضبة الجولان.

ولهذا الغرض فإنه تباحث أيضاً مع الرئيس الروسي بوتين، معرباً بعبارات لا لبس فيها أن إسرائيل لن تتسامح مع مثل هذه النتيجة بعد هزيمة “داعش”.

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من هزيمة “داعش” المؤكدة،  سوف يستغرق الأمر-مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الحسابات العسكرية- ستة أشهر على الأقل لتحقيق زواله.

وفي غضون ذلك، ستقوم إيران بشكل منهجي بترسيخ وجودها في سوريا عن طريق زيادة عتادها العسكري، بما في ذلك الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، هذا مع عدم وجود اعتراض من الأسد الذي يرى في وجود إيران المتواصل في المستقبل المنظور أمراً في غاية الأهمية للإبقاء على قبضته على السلطة.

وعلى الرغم من أن موسكو وواشنطن قد تدعمان موقف نتنياهو، لا تستطيع أيّ منهما أن تفعل الكثير في هذا الخصوص الآن لأن الحرب ضد “داعش” مستمرة بمشاركة إيران.

وبالإضافة إلى ذلك، طهران مستمرة في نقل مجموعة من الأسلحة إلى حزب الله، بما في ذلك الصواريخ، وبالرغم من حقيقة أن إسرائيل قد اعترضت ودمرت في الماضي العديد من شحنات هذه الأسلحة وما زالت تفعل ذلك، غير أنّ كميات كبيرة منها ما زالت قادرة على الوصول إلى هدفها في لبنان.

وقدر بن مئير، أن ما لدى حماس وحزب الله ما يقرب من 200.000 صاروخ قصير ومتوسط المدى، يُمكن للعديد منها أن يصل إلى أي هدف في إسرائيل من المطلة شمالا وحتى إيلات في أقصى الجنوب، وباستطاعتهما أن يمطرا معاً أكثر من ألف صاروخ يومياً لمدة ما يقرب من سبعة أشهر.

ونظراً لتصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس وحزب الله، لا يمكن استبعاد اندلاع خطير من الحرب بينها، وعلى الرغم من أن قوات الاحتلال الإسرائيلية ليست غافلة عن مثل هذا الاحتمال، غير أنها تواجه “سيناريو” شبيه بالكابوس، بغض النظر عن كيف ومتى قد تندلع مثل هذه الحرب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن