هل تستغل إيران حرب أوكرانيا لمهاجمة إسرائيل؟

هل تستغل إيران حرب أوكرانيا لمهاجمة إسرائيل؟
إبراهيم رئيسي ونفتالي بينيت

لنتأمل التاريخ الحديث للشرق الأوسط. قبل أيام قليلة من غزو الإسرائيليين لسيناء عام 1956، اندلعت ثورة المجر المناهضة للشيوعية؛ وفي خضم انشغال العالم بأزمة السويس، اقتحم الجيش السوفيتي بودابست. وفي عام 1967، أعطى قرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إغلاق مضيق تيران ذريعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول لشن حرب الأيام الستة.

وبعد غزو روسيا لأوكرانيا مباشرة، أعرب تقرير إعلامي إسرائيلي عن قلقه من أن إيران قد تستغل الحرب وتوجه وكلائها في الشرق الأوسط لشن هجمات ضد إسرائيل؛ ولكن من المرجح أن تستخدم إسرائيل حرب أوكرانيا لاستهداف الأصول النووية الإيرانية أو المجموعات الإقليمية التي تعمل بالوكالة.

ويمكن لإيران مراكمة ما يكفي من اليورانيوم اللازم لصنع قنبلة نووية في غضون أسابيع؛ ولكن التحدي الرئيسي هو تطوير نظام إطلاق، وقد يستلزم ذلك ما لا يقل عن عامين. وليس هناك ما يشير إلى أن إيران تسرع في تطوير نظامها الصاروخي النووي لأنه ليس شيئًا يمكن أن تخفيه. وهي لا تريد أن تعطي إسرائيل ذريعة لشن هجوم.

ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم غير ملزمين بأي اتفاق نووي مع إيران وأنهم يحتفظون بالحق في التصرف من جانب واحد لإزالة التهديد النووي؛ ومع ذلك ستجد إسرائيل صعوبة في إقناع أمريكا بأن الهجوم على إيران له ما يبرره إذا ظل المعدل الحالي لتقدم برنامجها النووي.

وحتى إذا اختارت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية دون تدخل أمريكي مباشر، فلا يمكنها إلا أن تعرقل البرنامج لبضع سنوات، وبعد ذلك ستستأنف إيران أنشطتها وتتقدم بها.

على أي حال، سيتعين على إسرائيل أن تسبق هجومها على إيران بتدمير قدرات “حزب الله” اللبناني الصاروخية وترسانته من الطائرات بدون طيار حيث أن “حزب الله” هو خط دفاع إيران الأول ضد إسرائيل والقوة الأساسية في تعزيز طموحها ونفوذها الإقليمي.

♦ عالم إسلامي يؤكد زوال إسرائيل عام 2022

وقد انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان في عام 2000 دون التوصل إلى اتفاق سلام؛ وكانت سياستها الثابتة هي تجنب التصعيد ضد حزب الله، الذي فهم قواعد اللعبة الجديدة ولم يقم بأي محاولة لانتهاكها، (كان الاستثناء في يوليو/تموز 2006 عندما أخطأت غارة محدودة على الحدود لأخذ أسرى من جيش الاحتلال الإسرائيلي وأوقعت إصابات أكثر مما يمكن أن تقبله إسرائيل).

في السنوات التي تلت ذلك، أدلى الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله بادعاءات غبية حول امتلاك وتطوير صواريخ باليستية دقيقة. وقال إن الحزب حقق بالتالي القدرة على ردع إسرائيل، وزعم أن الحزب نجح في إحداث توازن قوى مع الجيش الإسرائيلي. وفي الآونة الأخيرة، تفاخر “نصر الله” بإرسال طائرة بدون طيار فوق إسرائيل لم تتمكن أنظمة الفاع الإسرائيلية المتطورة من اعتراضها.

وبالطبع، لن تغير طائرة بدون طيار صغيرة ميزان القوة العسكري الذي يميل لصالح إسرائيل بشكل ساحق، لكن من الملاحظ، أن قدرات “حزب الله” تطورت كثيرا في هذا الصدد. وردت إسرائيل بإرسال طائرتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي للتحليق فوق بيروت وضواحيها الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله”. ومن المعلوم أنه في الثمانينيات والتسعينيات، كان يمكن لأي استفزاز بهذا الحجم أن يستدعي ردا إسرائيليا شديدا.

وإذا قررت إسرائيل في أي وقت قصف المواقع النووية الإيرانية، فسيتعين عليها التعامل مع الأصول العسكرية لـ”حزب الله” مسبقًا. وبالنسبة لقادة الجيش الإسرائيلي، ليس السؤال ما إذا كانوا سيخوضون الحرب مرة أخرى ضد “حزب الله”، ولكن متى.

وتعد الشروط المسبقة لهجوم إسرائيلي حاسم على البنية التحتية النووية الإيرانية غير متحققة بعد، لكنها مستوفاة بالفعل في حالة “حزب الله”.

قد يكون من الصعب على الولايات المتحدة وقف العمل الإسرائيلي ضد “حزب الله” بعد أن غزت روسيا أوكرانيا. ويمكن لإسرائيل أن تدعي أن لديها أسبابًا أمنية أكثر إقناعًا لمواجهة “حزب الله” من الأسباب التي لدى روسيا لتقسيم أوكرانيا وإسقاط حكومتها.

♦ برنامج دهاليز.. هل اقترب موعد زوال “إسرائيل”؟

(جيبوليتكال فيوتشرز) – هلال خاشان

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن