في وقت لا تتوقف فيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن تصدير مواقف وتقديرات وسيناريوهات وصفت بـ “المتشائمة” حيال الحرب المقبلة والتي قد تكون على أكثر من جبهة، وباستخدام صواريخ دقيقة سواء من لبنان أو سوريا وحتى ربما العراق من خلال المجموعات الإيرانية والموالية لها في تلك الدول، طفا على السطح نقاش جديد وإن لم يكن بمحتوى رسمي، ولكنه قد يأخذ طابعًا رسميًا لمناقشته في دوائر حكومية وربما أمنية، يتمثل في شراء جزر يونانية يمكن إجلاء الإسرائيليين إليها عند وقوع مثل هذه الحرب، أو على الأقل في كوارث طبيعية.
المحامي أفري شتاينر من مجلس إدارة شركة همونتا الاستيطانية إحدى تشكيلات “الصندوق القومي اليهودي”، التي تستولي على أراضٍ فلسطينية في القدس والداخل والضفة الغربية، اقترح خلال مجلس إدارة الشركة فكرة شراء الجزر في اليونان، بهدف أن تكون خياراً الإجلاء الإسرائيليين لها وإنقاذهم من أي حرب أو كوارث، إلا أنه تم رفض الاقتراح بأغلبية بسبب نقص السلطة لدى الصندوق القومي على مثل هذا الخيار وأن هذا ليس هدف عمله، كما ذكر موقع صحيفة معاريف أمس الثلاثاء.
في عدد الصحيفة هذا الصباح، قال شتاينر الذي كان عضوًا في حزب أزرق – أبيض الذي يتزعمه بيني غانتس، أوضح في مقابلة مع (معاريف)، إن الفكرة التي توصل إليها تعود إلى ما نشأ من تقارير حول أن الصواريخ التي ستطلق على إسرائيل ستطال جميع مناطقها في أي حرب مقبلة، وخلال حرب لبنان الثانية وصلت الصواريخ إلى نتانيا، ولكن في الحرب المقبلة قد تصل إلى الجنوب.
• إسرائيل: حزب الله وحماس خطر وجودي علينا.. والحرب المقبلة إقليمية متعددة الساحات
وأضاف الفكرة توصلت إليها بعد أن تساءلت ما الذي يمكن أن نفعله في سيناريو محتمل لتهديد عدد كبير من السكان، ووجدت أن هذا حلًا معقولًا، خاصة وأن إسرائيل لديها القوة الإقليمية والقدرة على رعاية مواطنيها، وأنه يمكن للحكومة أو أي هيئة صهيونية البحث عن مناطق لا يسكن فيها أحد مثل الجزر في اليونان، ويمكن أن تشترى وإنشاء بنية تحتية فيها لأوقات الحاجة ونقل المواطنين إليها، وطرحت فكرة شراء جزر اليونان لأنها قريبة من إسرائيل، وهناك حوالي 40 جزيرة فارغة في تلك البلاد، وليس من المستحيل أن تجري عملية الشراء، ويمكن أن تكون الفكرة نابعة من ملكية شراء أو عقد إيجار على مساحات كبيرة.
وأضاف “ستكون هذه صفقة بمحتوى إنساني لحماية المواطنين عند الحاجة، سيكون من الممكن دراسة إمكانية العمل على هذا المشروع بالتنسيق مع الحكومة اليونانية فيما يتعلق بسيادتها، وكل شيء يجب أن يتم بشكل قانوني وفقًا للمعايير وبموافقة كاملة، بهدف إنشاء بنية تحتية لاستيعاب سكان إسرائيل عند الضرورة”.
وأشار إلى أن أسعار الجزر غير المأهولة ليست عالية، الفكرة تتمثل في شراء أرض لإنشاء قبة حديدية أخرى (في إشارة لحماية الإسرائيليين)، مشيرًا إلى أن هناك جهات قانونية شجعت على الفكرة على أن تكون ضمن نطاق رسمي وقانوني من خلال الكنيست والحكومة.
(القدس)
