هل يستخدم داعش حيلة انهيار سد الفرات لإخراج قادته من الرقة؟

سد الفرات

وكالات – ذكرت تقارير صحفية أن تنظيم داعش يسعى من خلال تحذيراته بشأن انهيار سد الفرات، إلى إخراج قادته وعائلاته من مدينة الرقة شمال سوريا.

وأشارت التقارير إلى أن صورًا ولقطات بثها ناشطون على الإنترنت، أظهرت أعدادًا كبيرة من سكان الرقة، يغادرون المدينة بسياراتهم مسرعين، فيما ذكر أحد الأهالي أن الناس في الشوارع يركضون ويصرخون.

لكن مشهد الفوضى هذا، يتناقض تمامًا مع النظام الصارم الذي فرضه داعش على المدينة المعزولة عن العالم الخارجي خلال الأعوام القليلة الماضية، وعادة ما يلجأ التنظيم إلى إبقاء المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها ليكونوا بمثابة دروع بشرية في المعارك التي يخوضها.

وفي تفسيره لهذا التناقض، قال ناشط سوري لصحيفة “ذا وول ستريت جورنال”، إن تنظيم داعش يحاول نقل بعض قادته أو عائلاته من الرقة، ضمن حالة النزوح المدني التي تشهدها المدينة.

وحذر مسلحو داعش، أمس الأحد، سكان الرقة عبر مكبرات الصوت، من انهيار السد، مطالبين إياهم بالفرار، إلا أن هذه التحذيرات تراجعت في وقت لاحق ونصحهم مسؤولون آخرون بالبقاء وعدم الخروج؛ ما يعكس ارتباكًا في صفوف التنظيم.

التحالف الدولي يوضح

وذكر التحالف الدولي، يوم الاثنين أن سد الفرات، الذي يعرف -أيضًا- بسد الطبقة، ليس في “خطر عاجل”، لكنه سيكون كذلك في حال هاجمه مسلحو تنظيم داعش.

وجاء ذلك ردًا على ما أعلنه أمس الأحد، كل من تنظيم داعش والمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، بأن سد الفرات “قد ينهار في أي لحظة” بسبب احتدام المعارك، وانقطاع إمداد الكهرباء عنه، فيما ذكرت تقارير أن السد تعرض إلى أضرار جراء القصف الجوي للتحالف الدولي.

وأكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في بيان أصدره اليوم الاثنين، أنه سيعمل على حماية سد الطبقة الواقع في محافظة الرقة شمال شرق سوريا، بعد أن سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية، أمس الأحد، بدعم من قوات التحالف الدولي.

وأضاف البيان أن أساسات السد الواقع على نهر الفرات لم تتعرض لأي أضرار، وقوات التحالف ستبذل جهدها من أجل حماية سلامة السد، الذي يمثل أهمية كبيرة للسوريين”.

وأشار إلى أن قوات التحالف لم تستعمل متفجرات ذات قوة تدميرية كبيرة، في عملياتها بالقرب من السد، وفقًا لـ”الأناضول”.

وقف مؤقت للمعارك

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أنها أوقفت مؤقتًا العمليات العسكرية قرب سد الفرات، اليوم الاثنين، للسماح بتنفيذ أعمال هندسية في السد.

وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من مقاتلين عرب وأكراد مدعوم من تحالف تقوده الولايات المتحدة، تنظيمَ داعش قرب السد، في إطار حملة لاستعادة السيطرة على المدينة وهي معقل المتشددين.

وسد الطبقة مقام على نهر الفرات، ويقع جنوب مدينة الرقة، ويؤمن جزءًا مهمًا من احتياجات البلاد من التيار الكهربائي، غير أنه توقف عن إنتاج الطاقة الكهربائية، عقب سيطرة تنظيم “داعش” على المنطقة.

ويقع سد الفرات الذي يعد أكبر السدود في سوريا ويعود بناؤه إلى عام 1968 قرب مدينة الثورة، ويبعد عن الرقة بحدود 50 كيلومترًا.

ويبلغ طوله أربعة كيلومترات ونصف الكليومتر، بارتفاع يتجاوز 60 متراً.

وتتشكل خلف السد بحيرة كبيرة بطول 80 كلم، وبعرض 8 كليومترات، وتحتجز كمية مياه تبلغ 14 ألف مليار متر مكعب.

ويستفاد من مياه سد الفرات في المشاريع الزراعية الكبيرة في المنطقة، إضافة إلى توليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن