هنية: هل يعقل أننا ما زلنا عالقين بملف واحد في المصالحة الوطنية؟

اسماعيل هنية
اسماعيل هنية

قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”  إسماعيل هنية، إن حركته تؤمن بأن الوحدة الفلسطينية هي صمام الأمان، متسائلا : “فهل يُعقل أننا ما زلنا عالقين في ملف واحد من ملفات المصالحة الوطنية الخمسة، وهي الحكومة؟ هل يعقل أننا نتحدث في الجباية، وترمب يعلن الحرب على قضيتنا؟”.

واعتبر هنية أن هذه قضايا صغيرة، لكنها مهمة، ويجب تجاوزها وفق الاتفاق، وبسرعة، “فالوقت يعمل ضدنا”.

جاء ذلك خلال لقاء سياسي موسع عقده هنية وقيادة الحركة الاثنين الماضي، ونشرت تفاصيله مساء الأربعاء، مع قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي والشخصيات الوطنية الاعتبارية؛ لإطلاعهم على نتائج زيارة وفد الحركة لمصر، والوضع السياسي العام.

وأكد أن حركة حماس ذهبت للمصالحة وقدمت التنازلات لقطع الطريق أمام تصفية القضية الفلسطينية، داعيًا إلى جهد جماعي لمواجهة صفقة القرن.

وأوضح أن ما يجري في المنطقة وما يجري في الشأن الداخلي الفلسطيني أعطى أمريكا الضوء الأخضر لتسرع في إتمام مشروع تصفية قضية فلسطين.

وأضاف هنية: من هذا الواقع تحركت حماس وأخذت خطوات على المستوى الوطني لتحقيق الوحدة، وتحركت كذلك عربيًا وإسلاميًا، وسعينا نحو بناء خط ممانعة قوي ضد صفقة ترمب، بعيداً عن الحسابات الضيقة هنا وهناك.

وتابع: نحن لسنا جزءاً من محور ضد آخر، لكننا نستند إلى خط قوي في المنطقة، يريد الحفاظ على فلسطين وعلى حقوق شعبها، وليس سراً أننا نعمل على عدم استفراد العدو بجبهة دون أخرى، ولتتوحد الجبهات ضد العدوان.

وحول اللقاء، قال هنية إنه جاء لمشاركة الهمّ الوطني وما يقع علينا من مسؤولية جماعية لحماية قضيتنا وحقوق شعبنا في وجه مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

مؤتمر إنقاذ وطني

ودعا هنية مصر لرعاية مؤتمر إنقاذ وطني يشارك فيه الجميع بمن فيهم حركة فتح، وينتج عنه رؤية وطنية شاملة، وإستراتيجية عمل وطنية واضحة، تحدد أدوارنا جميعًا في جهد تكاملي ينقذ قضية شعبنا ويفشل مؤامرات التصفية.

وطالب ببناء إستراتيجية موحدة ترتكز على التصدي لصفقة ترمب ومواجهتها، وتنفيذ اتفاق المصالحة دون تلكؤ، وبناء القوة ودعم المقاومة، وبناء علاقات سياسية منفتحة مع الأمة.

وترتكز الإستراتيجية كذلك على برنامج سياسي فلسطيني مشترك، يكون نتاج مؤتمر إنقاذ وطني فلسطيني شامل، وبناءً عليه يتم إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

وأضاف أن هذه النقاط تضمن تحقيق وحدة شعبنا وعدم فرض شيء عليه، وتحقق موقفًا فلسطينيًا موحدًا له نتيجتان: توحد عربي خلف الموقف الفلسطيني، وقطع الطريق أمام أي شخص أو جهة تريد تمرير صفقة القرن، وكذلك تحويل التحدي القائم إلى فرصة تخدم حقوق شعبنا.

وقال هنية إننا أمام مرحلة تاريخية فارقة، فإما أن نكون ونحفظ حقوق شعبنا ونحمي قضيتنا، أو لا نكون، ولا نملك خيارًا إلا أن نكون، داعيا الجميع إلى مزيد من العمل، حتى تحقيق أهدافنا، وإفشال مخططات أعدائنا.

زيارة مصر

وقال هنية إن زيارة وفد الحركة لمصر ناقشت الملفات كافة، منها: رفْض صفقة القرن، وبحْث ملف المصالحة، وطالبنا بضغط مصري لإتمامها، وتطرقنا للأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، لافتا أن مصر غير يائسة من المصالحة، لكنها قلقة عليها.

وأكد أن حركة حماس قطعت شوطًا لا بأس به في ملف المصالحة، وقدمت الكثير لإنجاحه، لافتا أن حماس تحركت نحوها بإرادة سياسية.

وأكد هنية أن العامل الحاسم في نجاح المصالحة هو الموقف الفلسطيني والإرادة السياسية الفلسطينية، مشيرا أن التفاؤل الشعبي كان عاليًا ومتقدمًا خلال الأشهر الأخيرة، لكنه انخفض لمستويات متدنية جدًا مؤخرًا وهذا مؤشر خطير.

العلاقة مع مصر

وأوضح هنية أن حركة حماس تجاوزت أزمة الثقة مع مصر إلى مرحلة تعزيز الثقة، منبها أن العلاقة الإيجابية بين حماس ومصر تنعكس إيجابًا على شعبنا.

وأشار أن حركة حماس لا يمكن أن تغفل الدور التاريخي لمصر، ولا دورها الحالي، ولا المستقبلي، وتتحرك بقناعة تامة بمحورية الدور المصري، موضحًا أن مصر لم تعد تنظر لغزة على أنها مصدر تهديد، بل مصدر تأمين، وهذا تصحيح إستراتيجي للنظرة المصرية.

حوار بين مكونات الأمة

ودعا هنية إلى ضرورة حوار حقيقي بين مكونات الأمة، يتفاهم على القواسم المشتركة، لافتا أن الأوضاع العربية والإقليمية والداخلية الفلسطينية، مثلت فرصة ذهبية لأمريكا وإسرائيل، وتحرص الأخيرتان على استغلال هذه الأوضاع بما يخدم مشروعهما لعشرات السنين القادمة.

وقال هنية إننا أوضحنا لمصر أن الصراع الإقليمي والطائفي أضرّ ويضرّ بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر قادرة على رعاية مصالحات كبرى وإستراتيجية في الإقليم.

الوضع السياسي العام

وقال هنية إنه وفي ظل المعطيات السياسية القائمة يجب أن نستحضر كمجموع وطني قيادي أن أمريكا وإسرائيل وبعض الإقليم يعتقدون أنهم انتهوا من تحطيم المنطقة العربية.

ولفت أن المرحلة الحالية – أمريكيًا وإسرائيليًا – هي الاستفادة من تحطيم المنطقة لترتيبها من جديد، بما يضمن دمج العدو الصهيوني فيها كجسم شرعي مألوف.

وأكد أن الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي يسعيان إلى قطف ثلاث ثمرات من هذا الوضع؛ وهي ثمرة سياسية وعنوانها تحالف عربي إسرائيلي، وثمرة أمنية عنوانها ضرب المقاومة في الأمة، وأخرى اقتصادية عنونها السيطرة على ثروات الأمة ومقدراتها.

وأشار هنية إلى أنهم يعملون بكل قوة لإنهاء إمكان قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، لذلك يخططون لتحويل الضفة إلى كانتونات وروابط قرى، واحتواء غزة أو محاصرتها.

مسيرة العودة

ودعا هنية إلى استغلال كل فرصة ممكنة لإحياء القضية الفلسطينية وإعادة الاعتبار لها من خلال العمل على نجاح مسيرة العودة في الذكرى الـ70 للنكبة، وقبلها إنجاح فعاليات يوم الأرض في 30/3/2018م، ليعلم العالم أن شعب فلسطين في الداخل والخارج لم ينسَ ولن ينسى قضيته وأرضه ومقدساته.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن