واشنطن بوست: القيادة الفلسطينية لم تعُد تستجيب لحيل ترامب

دونالد ترامب
دونالد ترامب

قال الكاتب الفلسطيني داود كتاب، الأستاذ في جامعة برنستون الأمريكية، إن قيادة فلسطين لم تعُد تفضِّل التعامل مع أمريكا والاستماع إليها، إثر السياسة الأحادية التي سلكها الرئيس دونالد ترامب إزاء القضية الفلسطينية، وقراره نقل سفارة بلاده إلى القدس، واصفاً القرار بأنه يذكِّر الفلسطينيين بالنكبة عام 1948 وتشريدهم من منازلهم.

ويضيف الكاتب، في مقاله المنشور بصحيفة “الواشنطن بوست”، أن المتحدثين باسم القيادة لم يردُّوا بحزمٍ على قرار ترامب، فهم يدركون أنهم لم يكونوا طرفاً فيه.

ولقد دعا الدكتور ناصر اللحام، رئيس تحرير شبكة “معا” الفلسطينية المقربة من الرئيس محمود عباس، إلى أهمية أن يكون الهدف في المرحلة المقبلة هو دعم صمود أهالي القدس وعدم الانجرار وراء هذا القرار الاستفزازي.

القرار الذي اتخذه ترامب، لم يجعل الولايات المتحدة طرفاً غير نزيه في مفاوضات السلام فحسب، وإنما جعل القيادة الفلسطينية لا تأخذ أي تصريح يصدر من واشنطن على محمل الجد.

حتى فريق الرئيس ترامب، يقول الكاتب، لم يكن متفائلاً بالإجراءات التي اتخذها ترامب، فلقد اعترف جيسون غرينبلات، مساعد الرئيس والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، في خطابٍ ألقاه يناير الماضي، بأن فريقه لم يُحرز تقدُّماً ملموساً.

ويبدو أن الأمريكيين لم يتفاوضوا فيما بينهم حول مستقبل النزاع الفلسطيني، كما أصبح من الواضح لدى القيادة الفلسطينية أن الخطوات الأمريكية ليست أكثر من حيل تهدف إلى إرضاء الجناح اليميني في الحزب الجمهوري والقاعدة “المسيحية الصهيونية” للرئيس، وفق الكاتب.

ولدى الفلسطينيين اعتقاد قوي بأن حيل ترامب الرخيصة وتهديداته ليست خطيرة، وقد أدركت الكثير من الدول ذلك، ورفضت الموقف الأمريكي خلال التصويت الذي جرى في الأمم المتحدة ضد قرار القدس، رغم كل التهديدات التي صدرت من المبعوثة الأمريكية نيكي هالي، وحديثها عن فرض عقوبات مالية على الدول التي سترفض التصويت لصالح القرار.

ولكن رغم هذا التهديد، فإن الدول تعرف جيداً أن ليس لدى إدارة ترامب القدرة على اتخاذ مثل هذه الخطوات، ففي حالة الأردن مثلاً، الذي رفض التصويت على القرار، تمت زيادة المساعدات الأمريكية.

وعلى ما يبدو، وفق الكاتب، فإن المسؤولين الأمريكيين يستمعون إلى مصدر واحد ويصمُّون آذانهم عن جميع الأصوات الأخرى، فلقد تجاهلت واشنطن نصيحة أقرب حلفائها، ليس فيما يتعلق بموضوع نقل السفارة فقط، وإنما أيضاً بخصوص قطع المعونة الأمريكية للأمم المتحدة والخاصة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).

وأعلن البيت الأبيض، قبل بضعة أشهر، فقط تعليق الدعم للوكالة، مؤكداً أن هذا الدعم لن يعود إلا بعد أن يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات، وهو ما يرفضونه.

وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، من العاصمة الأردنية عمّان، إن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن طرق لجعل “الأونروا” أكثر استدامة من خلال التمويل المتعدد السنوات.

ويرى الكاتب أن الفضائح التي تضرب إدارة ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ستؤثر على مواقفهم بشأن الصراع في الشرق الأوسط.

ففي “إسرائيل” تحقق الشرطة مع نتنياهو، وقد يشمل الأمر زوجته سارة؛ بسبب اتهامات بالرشوة. أما في واشنطن، فلقد فشل صهر الرئيس ومستشاره ومبعوثه الخاص للسلام بالشرق الأوسط غاريد كوشنر، في الحصول على تصريح أمني دائم لدخول البيت الأبيض.

اليوم، وبعد أن تخلصوا من الاعتماد على الولايات المتحدة كراعٍ للسلام، فإن الفلسطينيين يدركون أنه لا يمكن تحقيق أي شيء من خلال التعاون مع القادة الحاليين في واشنطن وتل أبيب، فالسلام الذي يتوق إليه الفلسطينيون، من غير المحتمل أن يأتي على يد ترامب أو نتنياهو، وفق الكاتب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن