وعد “بلفور” يشعل المسجد الأقصى

وعد بلفور، الذي جرى في 2\11\1917؛ هذا الوعد ممن لا يملك لمن لا يستحق؛ تحقق بقوة السلاح، وهو الآن بصدد تحقيق وعد زائف وكاذب بتقسيم المسجد الأقصى ليشعله، ويشعل المنطقة برمتها؛ عبر إغلاقه لأول مرة منذ الاحتلال؛ لجس نبض العرب؛ ولتحقيق الهدم لاحقا وإقامة ما يسمى بـ(حائط المبكى) مكانه؛ خاصة في ظل المرحلة الحالية المريحة، والفرصة الذهبية لدولة الاحتلال بانشغال العرب في حروبهم الداخلية التي تأكل الأخضر واليابس.

ما جرى من جرائم على يد نتنياهو في العدوان الأخير على غزة خلال حرب العصف المأكول، واستشهاد أكثر من 2300 فلسطيني، وما يجري في القدس من انتهاك للحرمات والمقدسات، وتدنيس المسجد الأقصى، وما يجري في الضفة من مصادرة الأراضي وطرد الفلسطينيين لبناء المزيد من المستوطنات؛ هذا كله وغيره ليست بريئة منه بريطانيا التي زرعت شجرة خبيثة وسط العرب.

فكرت بريطانيا وقُتلت كيف قدّرت؛ فبريطانيا ومن خلال تفكيرها بإيجاد مشكلة دائمة في قلب العالم العربي والإسلامي؛ زرعت دولة الاحتلال كقاعدة متقدمة لها وللغرب عموما، وهو ما حصل ونجحت فيه. جريمة بريطانيا لا تسقط بالتقادم، وحان الوقت كي تعترف بجريمتها وقبح أفعالها.

بريطانيا تزعم إعلاميا أنها بلد الحريات والديمقراطية والإنسانية الرحيمة، ولكن العكس هو الصحيح؛ بعدم اعترافها بالمسئولية عن مآسي شعبنا وتعويضهم ومساندتهم، بدل المكر والدهاء للإفلات من المحاسبة والمساءلة.

بريطانيا, ومعها أمريكا, تحاول وحتى اللحظة جعل دولة الاحتلال – الجسم الغريب- جزءا أصيلا من العالم العربي والإسلامي؛ بالقوة أحيانا، وبالحيلة أحيانا أخرى، وهنا توجد صورة مصغرة عنها هو “طوني بلير” رئيس وزرائها السابق، خصم كاذب، متغطرس، ماكر، وذكي، يستسهل دماء وآلام العرب.

بريطانيا بوعدها الملعون جعلت فلسطينيي الـ 48 يخشون الطرد؛ بقانون يهودية الدولة، وجعلت سبعة ملايين لاجئ بلا حق للعودة، ومليونين ونصف في الضفة والقطاع يقتلون صباح مساء، وتهود القدس، دون أن يرف جفن للعالم المتحضر.

بريطانيا هي من أشعلت ناراً قد تحرقها لاحقا ولم تتوقف حتى الآن، واكتوت بلهيبها قليلاً عبر تفجيرات لندن قبل أعوام، فالقاعدة حجتها ما يحصل في فلسطين، فالأقصى في قلب مليار ونصف مسلم سواء كان شيعيا أم سنيا.

كان من المفترض ببريطانيا كدولة أوروبية “متحضرة” تريد أن تنقذ العالم الثالث من جهالاته؛ كما تزعم كذبا وزورا؛ أن تصدر وعدا بنشر العلم والفضيلة وحقوق الإنسان و”الديمقراطية ” لخدمة البشرية؛ إلا أننا نراها قد وعدت بشر مستطير، وأصدرت وعد بلفور القاضي بإيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين.

صحيح أن القوي يفرض ما يريده؛ ولكن إن كان ما يفرضه لا يتناسب مع منطق الأمور والسنن الكونية؛ فانه لا يدوم, وسرعان ما يتحطم. هل ثبتت أمريكا في العراق وأفغانستان؟ وهل ثبتت دولة الاحتلال في كل من جنوب لبنان وقطاع غزة؟

بعد 97 عاما على وعد بلفور؛ أخطأت بريطانيا، وارتكبت جريمة العصر المتواصلة؛ بزرع دولة الاحتلال. الاحتلال وباعتراف مفكريه وقادته يمر في مراحله الأخيرة؛ وهذا لا يستوجب منا التواكل والانتظار؛ بل إعداد الخطط وإحكامها؛ للتخلص منه، عبر برنامج وطني متفق عليه، والآن هناك فرصة ذهبية لإشعال انتفاضة القدس والمسجد الأقصى؛ فهل تستغلها قيادة الشعب الفلسطيني وتقرب ساعة زوال الاحتلال؛ أم تدعها تفلت من بين يديها؟!

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن