بدأ وفدٌ من الجامعة العربية برئاسة نائب الأمين العام السفير حسام زكي، اليوم الإثنين، زيارة إلى لبنان يلتقي خلالها عددا من المسؤولين لبحث الأزمة مع الخليج، والتي تسبب بها تصريح وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي، الذي انتقد فيه التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
وتأتي الزيارة في وقت يستمر التصعيد من جانب “حزب الله”ً، وتقابله رسائل واضحة المضمون عبر وسائل إعلام سعودية تشير صراحةً إلى أن لا بوادر تلوح في الأفق لحلّ الأزمة.
وقالت مصادر لصحيفة (العربي الجديد) إن بعض الوزراء بدؤوا في اجتماعاتهم الخاصة يبحثون الانفتاح على عدد من الدول، لتعويض الخسائر التي يتعرض لها لبنان اقتصادياً، وضربت قطاعات كثيرة، لا سيما منها الزراعية، خصوصاً نتيجة القيود السعودية، وهو ما يشي أيضاً بأن الأزمة قد تطول.
وأفاد مصدر مقرب من رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بأن “الأزمة صعبة وحلّها لن يكون بهذه السهولة، ولكن كلّ خطوة أو مسعى للمعالجة ننظر إليه بأملٍ، لوجود جهات تقف إلى جانب لبنان وتستمر في مساعدته، سواء أمريكية أو فرنسية أو أوروبية أو عربية، ونحن نتطلع بإيجابية لجولة وفد جامعة الدول العربية”.
من جهته، قال عضو “اللقاء الديمقراطي” (يرأسه النائب تيمور نجل وليد جنبلاط) النائب بلال عبد الله: “واضح أنه لا تطور إيجابياً حتى الساعة على صعيد أزمة لبنان مع السعودية وعددٍ من دول الخليج، بل على العكس يبدو أن الأمور ذاهبة إلى مزيدٍ من التصعيد والتعقيد”.
وعبر عن أسفه لـ”استمرار لبنان في تردّده بإجراءات كان يجب أن يتخذها سريعاً، كبادرة حسن نية، منها إقالة قرداحي، لا بل عمد بعض الفرقاء السياسيين إلى التصعيد السياسي، ما فاقم الأزمة أكثر، واقفل أبواب الحلول، خصوصاً أنه يبدو أن الوساطات الغربية والأوروبية فشلت أيضاً”.
واستبعد عبد الله إقالة قرداحي لأن الأرضية السياسية غير مؤمنة لهكذا خطوة، في حين يرى أن “استقالة الحكومة ليست خياراً قد يلجأ إليه ميقاتي لأنها تعني الفراغ القاتل، من هنا سيبحث بجميع الطرق والوسائل الممكنة لإيجاد الحلول”.
ورأى النائب أن “زيارة وفد جامعة الدول العربية الذي نرحب به طبعاً، هي مجاملة أكثر منها مبادرة، باعتبار أن المبادرة تتطلب عوامل كثيرة يتفق عليها أولاً مع دول الخليج وثانياً تستدعي تقديمات من جانب السلطة اللبنانية، فأي تقديمات وهي تعجز حتى على دعوة مجلس الوزراء للانعقاد رغم كلّ ما يمر بالبلد من ظروف؟”.
