65 مصابا بالتوحد بغزة: المصابون…إبداع رغم المرض وإصرار وتحدّ

65 مصابا بالتوحد بغزة: المصابون...إبداع رغم المرض وإصرار وتحدّ

“إبداع من نوع آخر , يجيد لغات أجنبية بطلاقة حافظ لعدة أجزاء من القرآن الكريم , ولكن لم يسمع تلك الأشياء لا يعتبرها إبداعا لشخص عادي ولكن الإبداع كونها من احد مرضى التوحد بقطاع غزة ”

الشاب محمد زقوت الذي بدأ الحديث ما هي إلا دقائق وإذا بأذان الظهر ينطلق، فوقف محمد بكل أدب طالبا السماح بالاستئذان لمجيء موعد صلاة الظهر وبعد الانتهاء من الصلاة سنواصل حديثنا معك ثم ذهب وتوضأ وصلى”.

محمد ذو العشرين عاما : قال رغم انني أعاني من مرض التوحد إلا أنني استشعر عظمة الله سبحانه وتعالى في كل شيء، ويضيف الحمد الله أتقن اللغة العربية والإنجليزية بشكل جيد، وعرّفنا بنفسه باللغة الإنجليزية، وقال هي لغة عدونا فلابد ان نتعلمها”.

وأضاف محمد أنه يحفظ العديد من أجزاء القرآن الكريم، ودائماً يردد على لسانه حتى لا ينساه ويبقى القرآن على لسانه في كل وقت، ويتابع لـ” فلسطين اليوم ” قائلاً أملي في هذه الحياة أن اصبح استاذا جامعيا حتى اخرج الأجيال المسلمة الموحدة بالله تعالى التي تعمل على نشر الدعوة الاسلامية وتحرير الوطن من الاحتلال.

وبين انه الوحيد من إخوته المصاب بالتوحد ورغم إصابته الا انه لم يثنه عن مواصلة ما يريد في حياته لأوصل رسالة ان المرض لن يعيق الإنسان في تحقيق ما يحلم في الوصول إليه، وقد كتب العديد من أبيات الشعر عن وطنه.

طموح بلا حدود

أما يسرى الجلبي ذو الواحد والعشرين عاماً التي تعاني من مرض التوحد وقد بدأت معاناتها بعد الولادة بفترة قصيرة تقول لـــ” فلسطين اليوم ” بدأت دراستي من الروضة وحتى الصف الثاني الإعدادي وبعدها أصبحت أداوم في جمعية الحق في الحياة، وتتابع خلال وجودي في هذه الجمعية منذ سنوات استطعت تعلم اشياء كثيرة.

وتضيف بالقول أحب العزف على الموسيقى فهي تشعرني بالحنان الى ارضي المحتلة التي احتلها اليهود عام 1948 التي طالما كانت والدتي تحدثني عنها واشارت الى انها تحب القراءة

والمطالعة كثيرا في قراءة العديد من الكتب وهي تتقن القراءة باللغة الفصحى بشكل ممتاز وتمتلك ذكاءً كبيراً في حساب أي عدد مهما كانت كبيرة.

وتتابع حديثها قائلة: الحمد الله أحفظ خمسة أجزاء من القران الكريم، رغم أنني أعاني من مرض التوحد الا ان حياتي منتظمة وأتحمل اعباء كبيرة داخل المنزل مع والدتي، وختمت كلامها بأنه تتمنى ان تصبح في المستقبل مدرسة أجيال.

نسعى لتأهيلهم ورعايتهم

بدوره أوضح نبيل جنيد مدير البرامج بجمعية الحق في الحياة أنها ترعى أكثر من 65 من المصابين بمرض التوحد على مستوى القطاع وبين ان الشخص الذي يكتشف انه يعاني من التوحد يأتي إلى الجمعية ويتم علاجه من هذا المرض حتى يندمج في الحياة الاجتماعية لأن اغلبية المصابين بالتوحد يعانون من نقص في الجانب الاجتماعي في حياتهم.

وتابع ان المريض بالتوحد يبقى مصابا به طوال حياته؛ ولكن يبقى في الجمعية حتى يندمج من الناحية الاجتماعية، وغالبا معظم الذين يتركون الجمعية بعد تأهيلهم يكون بعد 18 الى 21 عاماً ويضيف نهدف الى ان يصبح هؤلاء الافراد مدموجين داخل المجتمع وتمكينهم من الحصول على حقوقهم والمساواة والإنصاف.

علما أن الجمعية خيرية وتسعى لأجل رعاية وتأهيل المصابين بمرض التوحد والعمل على تأهيلهم من خلال العديد من البرامج التدريبية لتنمية القدرات لدى الشخص المصاب بالتوحد من خلال التي يتم تنفيذها داخل الجمعية على مدار العام حتى نستطيع تحسين القدرات الذهنية والمهارات المعرفية من خلال مجموعة من الأخصائيين.

لافتا أنهم يسعون من كل ذلك ايصال رسالة الى شرائح المجتمع الفلسطيني بكافة مكوناته الى ان المصابين بمرض التوحد هو جزء لا يتجزأ من المجتمع ويجب التعامل معهم بطريقة طبيعية؛ لأنه قد يمتلك مهارات ذهنية اكثر من الأصحاء.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن