80 قتيلا على الأقل بعملية دهس متعمدة في فرنسا

فرنسا بيس

قتل ثمانون شخصا على الأقل مساء الخميس، في مدينة نيس في جنوب فرنسا، في اعتداء نفذه سائق شاحنة دهس جمعا من الناس كانوا محتشدين في جادة بروميناد ديزانغليه السياحية المطلة على البحر المتوسط؛ لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني.

وبعد ثمانية أشهر على اعتداءات باريس، التي أوقعت 130 قتيلا، غرقت فرنسا مجددا في مشاهد من الرعب والدماء، وهذه المرة في منطقة سياحية مقصودة جدا على شاطئ الكوت دازور.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فجر الجمعة أنه “لا يمكن إنكار الطابع الإرهابي” لاعتداء نيس “الوحشي”.

وقال في خطاب عبر التلفزيون من قصر الإليزيه إن الاعتداء أوقع “77 قتيلا”، بينهم “أطفال كثر”، إضافة إلى 20 جريحا حالتهم حرجة للغاية.

لكن بعد وقت قصير، أشار وزير فرنسي إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 80 قتيلا.

وكان هولاند قطع زيارة إلى أفينيون (جنوب شرق)، وقرر العودة إلى باريس، حيث شارك في اجتماع لخلية الأزمة، التي شكلتها وزارة الداخلية ليل الخميس الجمعة بعد الاعتداء، ثم عاد إلى قصر الإليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية إنه عبّر عن “دعمه لأبناء مدينة نيس وتضامنه معهم”.

وقال هولاند في خطابه عبر التلفزيون إن حالة الطوارئ في فرنسا ستمدد لثلاثة أشهر، داعيا المواطنين الاحتياطيين في الجيش الفرنسي إلى المشاركة في تعزيز الأمن.

كما أعلن أن فرنسا ستعزز تدخلها في سوريا والعراق إثر الاعتداء.

ولم تتبنّ أي جهة الهجوم حتى الآن.

وتسلم فرع مكافحة الإرهاب في النيابة العامة الفرنسية التحقيق.

وأوضح مصدر قضائي أن شاحنة بيضاء اندفعت بأقصى سرعة في اتجاه الحشد، الذي كان يضم الآلاف، وبينه العديد من الأجانب، وحصدت ضحايا على مسافة كيلومترين. وحصل ذلك في وقت كان عرض الألعاب النارية يشارف على نهايته.

وأعلنت وزارة الداخلية أن الشرطة قتلت سائق الشاحنة.

وقال رئيس مجلس منطقة نيس كريستيان ايستروزي: “كانت هناك أسلحة وأسلحة ثقيلة داخل الشاحنة”.

وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس كان في المكان بأن الشاحنة هي شاحنة تبريد، وأنها دهست أشخاصا كثيرين، ما تسبب بحالة هلع.

وقال الصحفي روبرت هولواي: “كانت الفوضى عارمة. رأيت أناسا مصابين وحطاما يتطاير في كل مكان. رأيت أناسا يصرخون”.

وأضاف: “مرت الشاحنة بقربي، ولم تكن لدي إلا ثوان معدودة لأتنحى”.

وتابع: “قفزت جانبا، واضطررت لأن أخبئ وجهي؛ كي لا يصيبني الحطام”.

وعثرت السلطات داخل الشاحنة على أوراق ثبوتية لمواطن فرنسي-تونسي، كما أفاد مصدر أمني.

وقرابة الساعة 01,20 ت غ، قال المصدر إن “عملية التعرف على هوية سائق الشاحنة لا تزال جارية”، مشيرا إلى أن الأوراق الثبوتية التي عثر عليها تعود لرجل عمره 31 عاما، ومقر إقامته نيس.

وإثر الاعتداء، فرضت السلطات طوقا أمنيا في المكان، ودعت المواطنين لملازمة الأماكن التي يتواجدون فيها.

جثث مغطاة

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، بيار هنري برانديه، إن “التحقيقات جارية حاليا لمعرفة ما إذا كان منفذ الاعتداء تصرف بمفرده أم كان لديه شركاء تمكنوا من الفرار، السبب الذي يدفعنا إلى دعوة الناس لملازمة منازلهم”.

وانتشر عدد كبير من أفراد الشرطة والجيش في المكان.

وكان في الإمكان رؤية الجثث على الأرض، وقد تمت تغطيتها، بينما وقف أشخاص يبكون وفي حالة صدمة على رصيف مغطى بالدم.

ونتيجة أجواء الرعب، سرت شائعات عن عمليات احتجاز رهائن، تم تناقلها لساعات، على الرغم من صدور نفي رسمي لها.

وأدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة “ما يبدو أنه اعتداء إرهابي مروع”.

وقال في بيان: “نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء”.

بدورها، عبرت الحكومة البريطانية عن “صدمتها” إزاء الاعتداء “المروع”، مؤكدة أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الوضع، وأن حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية.

وتعيش فرنسا التي تعرضت لاعتداءين داميين منذ كانون الثاني/ يناير في هاجس حصول اعتداءات جديدة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن