كشفت شبكة (NBC) الأمريكية، أن موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إجرائه زيارة إلى السعودية استغرقت 18 شهرا من المفاوضات المتوترة وراء الكواليس، وبعد محاولات حثيثة أجراها مسؤولون داخل إدارته لإقناعه بالأمر.
وقالت الشبكة في تقرير لها: إن القيام بالزيارة كان بمثابة “جهد شاق”، كما وصفه أحد المسؤولين، بعد أن طالب السعوديون بأن يهتم بايدن شخصيا بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد أن أساء إلى الزعيم الفعلي للمملكة (بن سلمان) بسبب مقتل الكاتب الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في قنصلية الرياض بإسطنبول عام 2018.
ووجهت انتقادات داخلية إلى بايدن بعد قراره بزيارة السعودية ولقائه بن سلمان، لاسيما أنه تعهد خلال حملته الانتخابية بجعل السعودية “دولة منبوذة” لقتلها الصحفي خاشقجي.
لكن بايدن أكد قبل إجرائه الزيارة أن ملف حقوق الإنسان ضمن أجندة الزيارة، لافتا إلى أن زيارته هدفها الأساسي رعاية المصالح الأمريكية.
• وول ستريت جورنال: مشرعون بارزون يضغطون على بايدن لاتخاذ مواقف صارمة مع السعودية
وفي السياق، نقلت (NBC) عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، فضل عدم ذكر هويته، قوله: “لقد استغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يصبح الرئيس مقتنعا بالزيارة بعد محاولات حثيثة أجراها مسؤولون داخل إدارته لإقناعه بإجرائها”.
وأضاف المسؤول، “حتى عندما أدرك الرئيس الأهمية الاستراتيجية للذهاب للقاء السعوديين، كان لا يزال مترددا”، لافتا إلى أنه أدرك في النهاية أنه لا مفر من الزيارة”.
ولفت مسؤولون إلى أن مداولات جرت حول الصور التي قد تنتجها الاجتماعات لبايدن في السعودية.
وناقش المسؤولون، حسب التقرير، ما إذا كان يجب على بايدن أن يبتسم في الصور مع ولي العهد أو مصافحته – حتى في مناقشة ما إذا كان ينبغي على بايدن أن يمسك بذراعه أثناء القيام بذلك.
وقال المسؤولون إنهم ناقشوا أيضا ما إذا كان ينبغي على بايدن أن يقدم “كلمات دافئة” حول العلاقة مع السعودية أثناء وقوفه مع ولي العهد أمام الكاميرات.
وتابع التقرير، “في النهاية، قرر المسؤولون نصح بايدن بعدم الابتسام مع ولي العهد، على حد قولهم، بينما أقروا بأنه من المحتمل أن ينتهي به الأمر بفعل ما يريد القيام به على الرغم من التوصية”.
وأشار إلى أن بايدن أبدى استعداده بالفعل لعدم الالتزام بالبروتوكولات الجديدة بعدما تقرر أن يلتقي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، في أول رحلة له في الشرق الأوسط كرئيس.
• واشنطن بوست: بايدن يسترضي السعودية.. وبن سلمان يواصل البلطجة
وبحسب الشبكة الأمريكية فإنه قبل لحظات من وصول بايدن إلى إسرائيل، قال مسؤولو البيت الأبيض للصحفيين إن الرئيس سيحد من الاتصال الجسدي مع من يقابلهم في هذه الرحلة، مشيرين إلى أن كوفيد هو السبب.
واستدركوا، “لكن بايدن تبادل الرئيس بعض التحيات مع القادة الإسرائيليين بعد أن نزل من الطائرة، ولكن في غضون دقائق كان يصافح الناس بشكل قاطع ويتحدث على بعد مسافة قريبة من وجوههم”.
وفي السياق، أوضح التقرير أنه قبل الرحلة، قام بريت ماكغورك، منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص ومنسق شؤون الطاقة الدولية عاموس هوشستين، بزيارة السعودية لإجراء مناقشات حول تعزيز المملكة لإنتاج النفط.
والسبت اختتم الرئيس الأمريكي زيارة إلى السعودية بعدما وصلها الجمعة ضمن جولته الأولى للشرق الأوسط منذ وصوله لكرسي الرئاسة مطلع عام 2021.
والتقى بايدن في الزيارة بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، كما شارك في القمة التي عقدت بمدينة جدة بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.