التقى وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أمس الخميس 17 مارس 2022، في العاصمة الروسية موسكو وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف.
جرى خلال اللقاء بحث التعاون بين البلدين، وسبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول التطورات والتحديات الرئيسية المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.. وناقشا المستجدات الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا.
وناقش عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية الروسي استقرار أسواق الطاقة والسلع العالمية، بما في ذلك المعروض العالمي من الحبوب.
وأكد على ضرورة التوصل إلى تسوية وحل سلمي بين روسيا وأوكرانيا، وعبّر عن استعداد دولة الإمارات لدعم الجهود كافة الهادفة لإيجاد حل للأزمة، بما في ذلك وقف إطلاق النار.
وشدد سموه على أهمية الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيراً إلى التزام دولة الإمارات بالدبلوماسية البناءة الهادفة إلى خفض التصعيد.
وأعرب سموه خلال اللقاء عن قلق دولة الإمارات البالغ بشأن التداعيات الإنسانية للوضع الجاري، واستعرض الآليات الممكنة لتخفيف معاناة المدنيين، مشدداً على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية دون عوائق، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، وأشار إلى دور الأمم المتحدة في هذا الصدد مجدداً دعم دولة الإمارات لعملها الإنساني.
حضر اللقاء الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر سفير الدولة ومفوض فوق العادة لدى روسيا الاتحادية، وعبد الناصر الشعالي مساعد الوزير للشؤون الاقتصادية والتجارية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
عقب ذلك، عقد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية.
وفي مستهل المؤتمر، قال سموه: “أود أن أشكر معالي سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية الصديقة لنقاشنا المثمر والبنّاء الذي يؤكد على مدى عمق الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين بلدينا الصديقين”.
قضايا
وأضاف سموه: “خلال لقائنا اليوم، تم تبادل وجهات النظر حول أهم جوانب علاقتنا الثنائية، وأبرز القضايا الإقليمية والدولية”.. مؤكداً “أن دولة الإمارات تثمّن علاقاتها الراسخة مع روسيا الاتحادية التي تكللت بشراكتنا الاستراتيجية، وتعاوننا الوثيق عبر شتى الأصعدة”.
وأشار سموه إلى أنه في ضوء الذكرى الخمسين المرتقبة لتأسيس العلاقات بين بلدينا، أؤكد على الأولوية التي توليها دولة الإمارات لتعزيز آفاق التعاون المشترك خلال العقود المقبلة، وفي مختلف المجالات التي تخدم مصالح بلدينا الصديقين.
وقال سموه: “كما ناقشنا مستجدات النزاع في أوكرانيا، بما في ذلك مساعي التسوية السياسية، وفي هذا السياق ترحب دولة الإمارات بكافة جهود الوساطة المبذولة من جانب الدول والأطراف الفاعلة لتقريب وجهات النظر، ولتغليب الاستقرار والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وأضاف سموه: “أكدنا على ضرورة تكثيف الجهود لبحث الخيارات المتاحة في المسائل الإنسانية، وخاصة في ما يتعلق بالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول للمحتاجين دون عوائق”.
ثقة
وأكد عبد الله بن زايد آل نهيان، على ثقة دولة الإمارات في قدرة الأطراف على تغليب الحل السياسي والبنّاء على المشاورات القائمة بين الأطراف، وقال سموه: “من هذا المنطلق تؤكد دولة الإمارات، استعدادها التام لدعم كافة الجهود الهادفة لإيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، كما أننا على أتم الاستعداد للتواصل مع كافة الأطراف بهدف الوصول إلى وقف لإطلاق النار”.
وأضاف : “ناقشنا مستجدات إمدادات الطاقة العالمية وأسواق السلع الأساسية، وأهمية استقرار أسواق الطاقة والغذاء للاقتصاد العالمي، كما أن تأمين الإمدادات الغذائية العالمية يعتبر أمراً ضرورياً، حيث إن هناك العديد من الدول حول العالم سواء في منطقتنا أو خارجها التي تعتمد بشكل كبير على استيراد وتصدير الحبوب وغيرها من المواد الأساسية لسلاسة الإمدادات الغذائية حول العالم”.
وأكد بن زايد، “أن دولة الإمارات ستظل شريكاً دولياً فاعلاً من خلال عملها مع الجهات الإقليمية والدولية، وسنسعى مع روسيا الاتحادية لبحث الحلول المناسبة لحل القضايا بشكل يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في منقطتنا والعالم”.
وقال في ختام المؤتمر الصحفي: “أشكر مرة أخرى معالي صديقي سيرجي لافروف على حفاوة الاستقبال وفرصة تبادل الآراء في القضايا المهمة، وأتطلع للقاء معاليه قريباً في دولة الإمارات”.
تبادل تجاري
من جانبه، أكد سيرغي لافروف على العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، مشيراً إلى حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين وصل إلى 5 مليارات دولار بنهاية العام الماضي.
وتطرق إلى التعاون المشترك الإماراتي الروسي في مختلف المجالات، ومنها على الصعيد الدولي مع شغل دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما تطرق لعدد من الملفات السياسية في مختلف الدول، ومنها سوريا والسودان واليمن، مشيراً إلى أن روسيا الاتحادية نددت بالهجمات التي وقعت على المنشآت المدنية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، مؤكداً أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية.