بسم الله الرحمن الرحيم
الهجرة للمدينة
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
إن وجود فكرة الهجرة فى نفس أى إنسان يعنى وجود سبب لوجودها وحتى نتحدث عن هجرة الرسول (ص)لابد أن نقارن بين المهاجر الآمن والمهاجر غير الآمن فالمهاجر الآمن يكون سبب هجرته هو نفع يظن تحققه له من خلال الهجرة وهو يعرف أن لكى يهاجر لابد أن يصفى أمواله فى البلد الذى سيهاجر منه بقدر الإمكان وهو قبل هجرته قد ذهب لبلد الهجرة ليعد سكنه ويعلم ماذا يفعل فيها ليحصل على الرزق ومن ثم فهو إذا انتهى من تصفية ماله حمله ومتاعه على وسائل النقل وهو يعرف أماكن توقفه فى الطريق لبلد الهجرة ويعد الطعام والشراب اللازم لسفره حتى لا يحتاج لشىء أو يعرف أحد يعد له المكان والوظيفة ويكون سفره غالبا فى النهار وأما المهاجر غير الآمن أى الخائف فسبب هجرته دفع الضرر عن نفسه وهو يعلم أنه لا يقدر على تصفية أمواله فى بلده لأن هذا سيلفت نظر العدو لما يريد فعله وهو يريد الهجرة إلى أى مكان يظن أنه سيحصل فيه على الأمن فليس عنده اختيار للمكان إلا من خلال معرفته وسماعه بالبلاد الأخرى ومن ثم فهو يحاول التخلص من أمواله تدريجيا أو يحمل ما خف حمله وغلا ثمنه فقط عند هجرته وهو لا يسلك طريقا معلوما حتى لا يبحث عنه عدوه فيجده وإنما يسلك طريقا مجهولا للعدو ويسافر غالبا فى الليل لأنه أخفى له ولا يكشفه لعدوه وهو يحاول أن يسلك أقصر الطرق وأسرعها ووسيلة هجرته ليست محددة فهى حسب الظروف وهو يعد الطعام الذى سيأخذه حتى لا يتوقف فى طريقه وحتى لا يقابل أناس قد يبلغون عدوه إذا اشترى منهم الطعام أو الشراب وهو إذا وصل مكان هجرته وصل متعبا مرهقا وهو مضطر للبحث عن سكن وعمل إذا كان لا يعرف قريبا أو صاحبا له فى البلد التى هاجر إليها
وهجرة محمد(ص)مرتبطة بهجرة المؤمنين قبله ومن ثم لا يمكن أن نتحدث عن هجرته دون الحديث عن هجرتهم التى كانت تمهيدا لهجرته وإقامة مأوى له ولهم وقد شرع الله الهجرة للمؤمنين بسبب استضعاف كفار مكة لهم فأنزل العديد من الآيات التى تحثهم وتأمرهم بالهجرة حرصا على دينهم حتى لا يدخلوا النار ومنها قوله تعالى بسورة الزمر “قل يا عبادى الذين امنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا فى هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة “وقوله بسورة العنكبوت “يا عبادى الذين أمنوا إن أرضى واسعة فإياى فاعبدون “وقوله بسورة النساء “ومن يهاجر فى سبيل الله يجد مراغما كثيرة وسعة “وقوله “إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم “فالآيات الأولى تحث على الهجرة من أجل تقوى الله وهى عبادته والحصول على الرزق الكثير وهو السعة والآية الأخيرة تأمرهم بالهجرة لأن عدم الهجرة عقابه هو دخول النار ولم تكن هجرة المؤمنين عشوائية فقد نظمها النبى (ص)من حيث المكان لأن الله حدد المكان وهو الدار التى سيهاجرون لها وهى البلد الذى آمن كثير منهم بالإسلام وفيهم قال تعالى بسورة الحشر “والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم “ونظمها من حيث الخروج فلم يطلب منهم الخروج الجماعى وإنما طلب منهم الخروج التدريجى كل عدة أيام أسرة أو اثنين حتى لا يأخذ الكفار حذرهم فيمنعونهم من الهجرة أو يقتلونهم وحتى لا يظنوا أنهم يعدون العدة لقتالهم فى المستقبل وسبب الهجرة وصف فى سورة النساء بالإستضعاف وفسره الله بسورة النحل بالظلم فقال “والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا “وفسره فى نفس السورة بالفتنة وهى الإيذاء بشتى الوسائل وهو قوله “ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا “وبعد هجرة بعض المسلمين للمدينة بقى فى مكة البعض الأخر وقد أقلق الكفار وجودهم فاجتمع كبارهم فى مكان التشاور عندهم واتفقوا على خطة لطرد البقية الباقية من مكة وقد قامت هذه الخطة على التالى :
– إخراج الضعفاء الذين ليس لهم قوة ولا عصبية إخراج علنى ومن ثم الإستيلاء على بيوتهم وأموالهم
– المظاهرة على إخراج أقوياء المؤمنين وذلك بأن يقوم أهل المؤمن بإخراجه مع مساعدة الأهالى الأخرين لهم وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة “إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم “وقال بسورة البقرة “والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله “ولم يجد المخرجون مكانا سوى المكان الذى هاجر إليه اخوانهم من قبل وهو المدينة ولم يتبق فى البلد الحرام سوى العبيد ومن لهم أهل لا يرضون بطردهم وقد اتفق الكفار على إخراج هؤلاء ومنهم النبى (ص)وكان الهدف من عمليات الإخراج والطرد هو الحصول على أموال المؤمنين وبيوتهم وقد عمل الكفار على استفزاز النبى (ص)والمراد على إيصال الضرر والأذى له حتى يترك أرض مكة طاردا نفسه وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء “وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها”
وقد بين الله لنبيه(ص”)أن الكفار لو نجحوا فى إخراجه وهو طرده من البلد الحرام ما لبثوا بعد خروجه سوى وقت قليل وهذا يعنى أنه سيهلكهم جميعا وفى هذا قال تعالى فى بقية الآية السابقة “وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا “ونتيجة علم الكفار بهذه الآية كفوا عن استفزازه واتجهوا اتجاها أخر هو البحث عن علاج أخر يخلصهم من النبى(ص)دون أن يعرضوا أنفسهم لهذا الهلاك وكأن الله لن يعاقبهم على هذا العلاج الأخر فاجتمعوا فى مكان مشورتهم وبحثوا عن الحلول المخلصة فتفرقوا لثلاث جماعات الأولى طالبت بتثبيته (ص)وهو حبسه فى سجن دائم والثانية طالبت بقتله والثالثة طالبت بإخراجه من مكة نهائيا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك “وفى مقابل هذا المكر وهو تدبير المكائد لتنفيذ أحد الحلول كان مكر الله هو إصدار الأمر للنبى (ص)بالهجرة للدخول فى مدخل الصدق وقد أمر الله نبيه(ص)أن يقول بسورة الإسراء “وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا “وبناء على هذا الأمر كان لابد من الإعداد لرحلة الهجرة فقام النبى (ص)بالإتفاق مع صاحبه الصديق على الهجرة معا وجلسا يفكران فى حيلة وهى خطة الهجرة الخادعة للكفار مصداق لقوله تعالى بسورة النساء “إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا “فقد استطاعا الحيلة وهى :
– إعداد وسيلة السفر التى يسافران بها
– إعداد ما يحتاجان إليه فى الرحلة من طعام وماء مع الاقتصار طبعا على الطعام الذى يعيش فترة أطول
– الخروج فى الليل والناس نيام
– الإختباء لمدة حتى يخف الطلب وينسى الناس أنهما لم يصلا لمقصدهما
– السير فى الطرق المجهولة فبدلا من الإتجاه للمدينة اتجهوا وجهة مغايرة وهو ما لا يتوقعه الكفار وساروا فى طرق غير مطروقة كثيرا بعد خروجهم من الغار
وقد خرج الصاحبان ليلا ولم يعلم أحد بوجهتهم وفى الصباح لم يجدهم الكفار فى مكة فلعبت بهم الظنون واعتزموا قتلهم ومن ثم كان النداء ابحثوا عن محمد وصاحبه واقتلوهما وزاد كبار القوم من قتلهما أو أسرهما أو أخبر عنهما فله الجائزة منا ومن ثم خرج كثير من الكفار حاملين سلاحهم للبحث وبلغة العصر لمطاردة الصاحبين وكان أن اقترب بعضهم من الغار وسمع الصديق أصواتهم فدخل الحزن وهو الخوف قلبه فعرف محمد(ص)ما به فقال لا تحزن عن الله معنا أى لا تخف إن الله منقذنا منهم فنزل جبريل(ص)بالسكينة وهى الوحى المطمئن على النبى (ص)فطمئن صاحبه فسكن قلبه وكان التأييد الإلهى جنود لم يراها الناس أى جنود خفية قامت بإبعاد الكفار عن الغار وطريق الصاحبين ولا يوجد تفسير للجنود الخفية يتفق عليه فهى تحتمل الملائكة وغيرهم من المخلوقات الخفية كالجراثيم التى تعمى أو تذهب السمع وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم “ومعنى الآية إن لم تؤيدوه فقد أنقذه الله حين طارده الذين كذبوا الوحى ثانى فردين إذ هما فى الكهف حين يقول لصديقه لا تخف إن الله منقذنا فأوحى الله طمأنينة له ونصره بعسكر لم تشاهدوها وجعل دين الذين كذبوا الذليل ودين الله هو العزيز والله قوى قاضى بالعدل ومن ثم رجع الكفار خائبين لمكة لم ينالوا شىء مما يريدون وكان لابد من عقابهم على مطاردتهم للنبى(ص)وصاحبه بغية قتلهم وكان العقاب هو الدخان المبين الذى أحال حياتهم لآلام مستمرة حتى قالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون وفى هذا قال تعالى بسورة الدخان “فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون “وقد قالوا ما قالوه خداعا ونفاقا وقد كشف الله العذاب عنهم بعد فترة متوعدا إياهم بالبطشة الكبرى وهى عذاب القيامة بعد عودتهم إليه وفى هذا قال بسورة الدخان”إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون “ولا يمكن تفسير الدخان بأنه من علامات القيامة بسبب هو أن عذاب القيامة لا يكشف أى لا يخفف مصداق لقوله تعالى بسورة فاطر “ولا يخفف عنهم من عذابها “ونعود للصاحبين فنقول إنهما خرجا من الغار فى ظل حراسة الجنود الغير مرئية لهما وسارا بإتجاه المدينة فى دروب غير معلومة للكفار ووصل الصاحبان المدينة –يثرب-فى أمن وسلام واستقبلهم أهل المدينة المسلمون أفضل استقبال وكان لابد لهما من مأوى يبيتان فيه فباتا فى دور بعض المسلمين الأنصار وفى اليوم التالى كان لابد للنبى (ص)أن ينظم شئون دار الإسلام حتى تقدر على مواجهة الأعداء مستقبلا وكان للهجرة نتائجها فى مكة والمدينة ففى المدينة حدث التالى :
– تغيرت القيادة فبدلا من الرؤساء الذين كانوا فى المدينة أصبح النبى (ص)هو الحاكم بحكم الله ونتيجة لهذا التغير حدث النفاق فى بعض الناس من الرؤساء السابقين
– أصبحت أموال الأنصار برضاهم شركة مع المهاجرين حتى أنهم كانوا يعطون من نصيبهم الأخر للمهاجرين مؤثرين لهم على أنفسهم وهذا مايسمى الاقتصاد الإشتراكى أو اقتصاد الشراكة المتساوية وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر”والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ”
– أصبح الأنصار والمهاجرين أولياء أى أنصار أى إخوة ينصرون بعضهم على عدوهم وإخوة فى المال يتقاسمونه وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال “إن الذين أمنوا وهاجروا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ”
– أسس المسلمون مسجد التقوى وهو مسجد النبى (ص)حتى يكون بيتا للصلاة وأعدوا مكان للتشاور ومدرسة للتعلم ومحكمة للفصل بينهم ومأوى لمن ليس له مأوى منهم حتى يجد المأوى له
– أسس النبى (ص)بيتا له ولنساءه بالإشتراك مع المسلمين
– عقد النبى (ص)مع أهل الأديان الأخرى فى المدينة عقد ينص على التعايش السلمى وعلى حماية المدينة ممن يريدون أهلها بسوء
وأما فى مكة فقد حدث التالى :
-نزول العذاب الممثل فى الدخان على الكفار نتيجة إلحادهم وهو ظلمهم للنبى (ص)والمؤمنين وفى هذا قال تعالى بسورة الحج”ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ”
-استولى الكفار على دور النبى (ص)والصديق ومن هاجر أو أخرج وما فيها من متاع وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر “للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ”
-إزداد الكفار فى تعذيب المسلمين الضعاف خاصة بعد كشف عذاب الدخان عنهم حتى جعلوا غالبيتهم يكفرون بالإسلام فى الظاهر وإن كانت قلوبهم عامرة بالإيمان وفيهم قال تعالى بسورة النحل “وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان “وعملوا على إخراج من لديه مال أو ديار من المسلمين بشتى الوسائل حتى لحقوا بالنبى (ص)فى المدينة وذلك حتى يستولوا على المال والدور
وعلى المستوى التاريخى كانت الهجرة نقطة تحول فبعد أن كان المسلمون مشردين ضعفاء أصبح لهم دولة تحميهم فالهجرة كانت بداية الدولة الإسلامية ومن ثم يعتبر حادث الهجرة من أهم الحوادث فى تاريخ المسلمين مثله مثل نزول الوحى الإلهى على النبى (ص)وإكتمال الدين الإسلامى وكلها أحداث تمثل سلسلة متماسكة متتابعة كان لابد من حدوثها
موعد وصول النبى (ص)للمدينة :
“روى ابن اسحاق لاثنتى عشرة ليلة من ربيع الأول للسنة الرابعة عشر من البعثة الموافق 28 من يونيه سنة 662 م وأنه توجه إلى قباء وأسس مسجدها فكان أول مسجد بنى فى الإسلام(مجلة منبر الإسلام عدد محرم 1410 ه مقال المجتمع الإسلامى للشيخ إبراهيم الدسوقى ص 32)وجاء فى السيرة النبوية لأبى العيون ورخا ص40″”ثم سارا حتى قدما على قباء ظهر يوم الاثنين بعد أيام خلت من ربيع الأول لثلاث وخمسين سنة مضت من مولده (ص)وهو يوافق 20 سبتمبر سنة 600م”ومن هنا نرى إختلافا وتطابقا فيوم الوصول الإثنين وشهره وهو ربيع الأول ولا خلاف بين المؤرخين فيهما ولكن اليوم كعدد مختلف فيه وهناك خلاف أخر فى مدة الإقامة فى مكة ففى صحيح مسلم ورد ما يلى “عن ابن عباس أن رسول الله(ص)مكث بمكة 13 سنة”(ج4حديث 117-(2352)ص 1826)و”عن ابن عباس قال أقام رسول الله بمكة 15 سنة “(صحيح مسلم كتاب الفضائل ج4-حديث 123-(00)ص1827)وهذه الروايات تبين الخلاف فى مدة الإقامة ومن ثم تبين الخلاف فى سنة الوصول للمدينة ومما ينبغى قوله أن الإسلام لا يعير لعدد السنين اهتماما ما دامت ليست مرتبطة بحقوق الناس وإنما يعير الاهتمام فى القصص والحكايات للعبرة والعظة ونحن فى هذا البحث ما يهمنا هو أخذ العظة والعبرة مما حدث ولا يهمنا متى حدثت الهجرة لأن هذا يبعدنا عن الهدف ويشغلنا بما يوقع الخلاف ومن ثم الكراهية بيننا
التأريخ
أخرج أبو نعيم فى تاريخه عن طريق الحاكم عن الشعبى “أن أبا موسى كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فجمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه الناس فقال بعضهم أرخ بالمبعث وقال بعضهم بالهجرة 000فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها وبالمحرم لأنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه وذلك سنة 17″والحق هو أن التأريخ بالهجرة هو الذى مضى وسار واشتهر بين المسلمين وإن كان بعض المسلمين قد اختاروا التأريخ من وفاة النبى (ص)كما فعلت ليبيا فى هذا العصر وهو إختيار لا يخالف الهجرة ما دام مبدأ التأريخ هو المحرم ولو خرج علينا أحد من المسلمين وقال نؤرخ بمبعث الرسول (ص)أو بفتح مكة أو غير هذا من أحداث التاريخ فى عهد النبى (ص)فلا إثم عليه لأن كل هذا يقع فى دائرة الإجتهاد الذى ليس فى دائرة المحرمات – حتى يظهر النص الحقيقى للإسلام خلاف هذا – فالخلاف فى مبدأ التاريخ الإسلامى مباح والمحرم فيه هو تغيير شهور السنة القمرية فى عدد أيامها أو تبديل أماكنها أو تغيير الأسماء والسبب هو إرتباطه بأحكام شرعية كصوم رمضان والحج والعمرة والعيد والطلاق ومن ثم لا يجب أن ينشغل المسلم بالمختلف فيه وإنما ينشغل بما ينفعه ولا يضره
نشيد الهجرة
من الحكايات الرائجة عن استقبال أهل المدينة للنبى (ص)إنشادهم :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
جاء فى السيرة النبوية لمحمود أبو العيون ورخا ص41″ثم تحول إلى المدينة والأنصار محتاطون به إحاطة الهالة بالقمر والأكمام بالثمر وخرج النساء والصبيان والولائد ينشدون أمامه :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث جئت بالأمر المطاع
“وروى عن عائشة لما قدم رسول الله(ص)المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن طلع البدر علينا000بهذا النشيد المعروف (مجلة منبر الإسلام عدد محرم 1410 هجرية مقال المجتمع الإسلامى للشيخ إبراهيم الدسوقى ص32)ومما لاشك فيه أن الأنصار قد استقبلوا النبى (ص)خير إستقبال ولكن هذه الحكاية الشائعة كنت قد قرأت منذ فترة أنها ليست ثابتة وساعتها لم أفكر فيها والآن ثبت لدى أنها موضوعة للتالى :
-إنشاد النساء والصبيان والولائد أمام النبى(ص)يعنى السماح بالنظر المحرم فلا النساء ولا الولائد إن كن واضعات الحمل يجوز لهن النظر للنبى لقوله تعالى بسورة النور “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن “ولا يجوز للنبى(ص)أو من معه من الرجال النظر لهن لقوله بنفس السورة “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم “ومن ثم فهو لن يسمح بهذا
-ذكر ثنيات الوداع وهى مكان توديع الحجاج ولم ينشىء هذا الإسم إلا بعد عدة سنوات لما فرض الحج حتى يودع الأهل الحجاج عنده
-أن الروايات الأخرى تخالف رواية النشيد ففى صحيح البخارى ومسلم “000وخرج الناس حين قدمنا المدينة فى الطرق وعلى البيوت والغلمان والخدم يقولون الله أكبر جاء رسول الله الله أكبر جاء محمد”وفى مسند أحمد عن أنس بن مالك قال “إنى لأسعى فى الغلمان يقولون جاء محمد فأسعى ولا أرى شيئا ثم يقولون حتى جاء رسول الله (ص)وصاحبه أبو بكر فكمنا فى بعض خرب المدينة ثم بعثا رجلا من أهل البادية يؤذن بهما الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار انطلقا آمنين مطاعين فأقبل رسول الله وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن أيهم هو فما رأينا منظرا شبيها به “وفى صفة الصفوة لابن الجوزى ج1ص45″ومضى رسول الله(ص)وأنا معه حتى قدمنا المدينة فتلقاه الناس فخرجوا فى الطرق وعلى الأناجير واشتد الخدم والصبيان فى الطريق الله أكبر جاء رسول الله جاء محمد”والملاحظ هنا أنهم لم يقولوا النشيد وإنما قالوا ما معناه حضر النبى (ص) والله أكبر
-أن المشهور فى الروايات هو أن النبى (ص) استقبل أول شىء فى قباء ثم بنى سالم ثم بنى النجار ولا ذكر لثنيات الوداع
-أن النشيد سمى يثرب المدينة فى قوله جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
ولم تكن التسمية قد ولدت بعد لأنها جاءت بعد الهجرة بمدة
العنكبوت والحمامة
من الحكايات التى روجها الناس فى رحلة الهجرة حكاية نسج العنكبوت خيوط بيته على باب الغار ورقود الحمامة على عشها أمام الغار ومن الأقوال فيها “ومن ذلك ان نسج العنكبوت خيوطه على فم الغار وأن تبيض الحمامة بجوار نسيج العنكبوت (مجلة الأزهر عدد المحرم 1405هجرية مقال من وحى الهجرة : محمد جمال الدين ص28)وفى السيرة النبوية لمحمود أبو العيون ومحمد الحسينى رخا ص39 “ولقد زادهم ضلالا أن رأوا نسج العنكبوت الذى خيم على باب الغار معجزة للنبى (ص)حتى خيل للرائى أنه من عهد قديم”وقال الإمام أحمد فيما رواه عن ابن عباس قال “000فاقتفوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا نسيج العنكبوت على بابه فمكث فيه(ص)ثلاث ليال “قال ابن كثير هذا إسناد حسن وهو أحسن ما روى فى قصة الغار (مجلة منبر الإسلام عدد المحرم 1410هجرية مقال المجتمع الإسلامى فى المدينة لإبراهيم الدسوقى ص31 )وقال الشعراء فى هذه الحكاية القصائد ومنها قول الشاعر عمر موسى البرعى :
باض الحمام على الغار الذى اشتهرا بفضل أحمد حيث النور قد ظهرا
بما رآه شدا بالحب منتشيا وظل ينعم فى أنواره البصرا
غنى ورحب بالمختار مبتهجا والبشر يغمره لما رأى القمرا
والعنكبوت بنى أبياته جددا وأحكم النسج فوق الغار فانتشرا
هو النبى الذى فى الغار يحرسه عون من الله فى الآفاق قد بدرا (مجلة منبر الإسلام عدد المحرم 1410هجرية قصيدة الأنوار للجميع لعمر موسى البرعى ص47)وقول الشاعر
والكفر جن جنونه من هجرة للحق كيف يتيه بالإفلات
فالغار يحرسه الإله بجنده بحمامة نامت على بيضات
والعنكبوت ينسجه أقوى من القضبان والأجناد والقوات (مجلة منبر الإسلام العدد 1 السنة 48 عدد محرم 1410هجرية قصيدة صمود على الحق لعبد الغنى أحمد ناجى ص58)
وحكاية العنكبوت والحمامة موضوعة تعارض قوله تعالى بسورة التوبة فى آية الغار”وأيده بجنود لم تروها “فالعنكبوت والحمامة تمت رؤيتهم من قبل الناس فلو صدقنا الحكاية لكذبنا القرآن وهو المحال زد على هذا أن الله منع الآيات وهى المعجزات عن الناس فى عهد النبى (ص)وبعده فقال بسورة الإسراء “وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون” ولم ير معجزات سوى محمد(ص) وهى الإسراء والمعراج ورؤية جبريل حقيقة ونعود للحكاية فنقول أن القول “لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا “يدلنا على عدم وجود شىء يخفيهما عن النظر فلو كان نسج العنكبوت وعش الحمامة موجودين حقا ما قال أن مجرد النظر يكشف عن مكان تواجد النبى(ص)والصديق كما أن وجود الحمامة فى مكان قاحل بالذات يلفت النظر لأن الحمام لا يسكن إلا بجوار مصادر المياه وليس بعيدا عنها بمسافات تتطلب جهدا وتعبا للوصول إليها
دليل الرحلة
هو المرشد للطريق وقد قيل أنه كافر يدعى عبد الله بن أريقط ومن النصوص فى المسألة قول ابن الجوزى فى صفوة الصفوة (ص42و43نشر دار ابن خلدون )”واستأجر رسول الله (ص)وأبو بكر رجلا من بنى الديل وهو من بنى عبد بن عدى هاديا خريتا- والخريت الماهر بالهداية- قد غمس حلفا فى آل العاص بن وائل السهمى وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث فانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم على طريق السواحل “وفى السيرة النبوية لأبى العيون ورخا(ص39و40نشر مجلة الأزهر المصرية )”لبث رسول الله(ص)بالغار ثلاثة أيام ثم جاء عبد الله بن أريقط وهو كافر استأجراه ليدلهما على الطريق “وعند ابن إسحاق “ولما فصلت العير جعل الدليل عبد الله بن أريقط يتحرى مواضع الأمان ويبتعد عن مسالك الخوف جهده”(مجلة منبر الإسلام المصرية المحرم1410 مقال المجتمع الإسلامى فى المدينة لإبراهيم الدسوقى ص31)وهى نصوص خادعة وضعها الكذابون لما يلى من الأسباب :
-أن النبى (ص)والصديق كانوا تجارا كما هو معروف تاريخيا ومن ثم فهما يعلمان بالطرق وهى خبرة 25 سنة على الأقل – حسب التاريخ المعروف حاليا – فهل من المعقول أن يتاجرا دليلا ولديهما كل هذه الخبرة بالطرق ؟ قطعا لا
-أن إخبار النبى(ص)للرجل بمكان الإختبار وهو الغار أمر جنونى لا يمكن لعاقل فعله –وهما لم يفعلا – لأنهما لا يمكنا أن يأمنا شره وقد علم النبى(ص)أن الكفار لا عهد لهم ولا ذمة كما قال تعالى بسورة التوبة “لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة “زد على هذا أن جائزة قريش كانت كبيرة بحيث تغرى أى كافر بالحصول عليها ومن المعروف أن أجر الدليل لن يزيد أبدا على عشر الجائزة ومن ثم لو كان هناك دليل لكان من الطبيعى أن يبلغ القوم بمكان الرجلين إما طمعا فى المال وإما إنتقاما من النبى(ص)لكونه مكذب بدينه وإما طمعا فى زيادة مكانته فى قريش خاصة أنه كان حليفا وليس أصيلا فى قريش
-أن أول مبادىء خطط النجاة هو الحذر وإخبار كافر وإتخاذه دليل فى رحلة الهجرة يتنافى مع الحذر
-أن الوحى الإلهى يتنزل على النبى(ص)ويخبره بما يجب فعله وأمامنا قصة لوط(ص)قبل نزول العذاب بساعات فقد أرشدته الملائكة للطريق وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر “فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون “ومن ثم فالدليل لابد أن يكون الملائكة إن لم يكن الرجلان يعرفان طريقهما وهو ما يوافق قوله بسورة التوبة “وأيده بجنود لم تروها ”
الشيخ النجدى
هو إبليس كما زعموا فقد روى ابن كثير عن ابن عباس قال “إن نفرا من قريش من أشراف كل قبيلة قد اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة فاعترضهم إبليس فى صورة شيخ جليل فلما رأوه قالوا له من أنت قال شيخ من أهل نجد سمعت أنكم اجتمعتم فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم رأيى ونصحى قالوا ادخل فدخل معهم فقال انظروا فى شأن هذا الرجل والله ليوشكن أن يواثبكم فى أمركم بأمره فقال قائل منهم احبسوه فى وثاق000فصرخ عدو الله الشيخ النجدى فقال والله ما هذا لكم برأى والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم فيمنعوه منكم فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم 0000فقال أبو جهل لعنه الله والله لأشيرن عليكم برأى ما أراكم أبصرتموه بعد لا أرى غيره قالوا وما هو؟قال تأخذون من كل قبيلة غلاما شابا وسطا مهدا ثم يعطى كل غلام منهم سيفا صارما ثم يضربونه ضربة رجل واحد فإذا قتلوه تفرق دمه فى القبائل كلها فما أظن هذا الحى من بنى هاشم0000فقال الشيخ النجدى –إبليس- هذا الرأى القول ما قال الفتى (تفسير ابن كثير ج2 ص302)والحكاية بها عيوب كثيرة تبين كذبها أهمها:
-رؤية القوم لإبليس فى صورة شيخ نجدى وهو يخالف أن إبليس فى جهنم من يوم طرده من الجنة لقوله تعالى “اخرج منها مذءوما مدحورا”
-أن القوم أدخلوا الشيخ النجدى دار الندوة دون أن يسألوه حتى عن اسمه وهم لا يدخلونها أحد سوى كبارهم وحتى بعض الكبار يظلون خارجها سنوات حتى يقرر قدامى الأعضاء دخولهم – حسب التاريخ المعروف حاليا -فكيف أدخلوه مع العلم بأن هذا الإجتماع لابد أن يكون سريا حتى لا يعلم محمد (ص)بما يريدون فعله حتى لا يأخذ حذره منهم أليس هذا غريبا؟
-وجود تناقض بين قول الشيخ “والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه “الذى يدل على أن الله هو المخرج له وبين قوله خلفه “فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم فيمنعوه منكم “الذى يدل على أن المخرج المنقذ له هم أصحابه
-أن واضع الحديث استعمل كلمة قبيلة وقبائل للدلالة على قريش بقوله “من كل قبيلة “وقوله تفرق دمه فى القبائل كلها “مع أن قريش قبيلة واحدة ثم عاد فاستعمل كلمة الحى فى قوله هذا الحى من بنى هاشم ”
فرس سراقة
من الحكايات فى الرحلة حكاية فرس سراقة الذى أبت فرسه أن تكمل به الطريق ليقبض على النبى(ص)وصاحبه وقد ورد عنها نصوص كثيرة منها فى صفوة الصفوة لابن الجوزى (ج1ص43)”قال ابن شهاب وأخبرنى عبد الرحمن بن مالك المدلى وهو ابن أخى سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم قال جاءنا رسول كفار قريش يجعلون فى رسول الله(ص)وأبى بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره فبينما أنا جالس فى مجلس قومى بنى مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة إنى قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت إنهم ليسوا هم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت فى المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتى أن تخرج بفرسى من وراء أكمة فتحبسها على وأخذت رمحى فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسى فركبتها فرفعتها تقرب بى حتى دنوت منهم فعثرت فرسى فخررت عنها فقمت فأهويت يدى إلى كنانتى فاستخرجت منها الآزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذى أكره فركبت فرسى وعصيت الآزلام تقرب بى حتى إذا سمعت قراءة رسول الله(ص)وهو لا يلتفت وأبو بكر كثير الإلتفات ساخت يدا فرسى فى الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت ولم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا أثر يديها غبار ساطع فى السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذى أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسى حتى جئتهم ووقع فى نفسى حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله(ص)فقلت له إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزءانى ولم يسلانى إلا أن قالا اخف عنا فسألته أن يكتب لى كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب لى فى رقعة من آدم ثم مضى رسول الله”وفى السيرة النبوية لأبى العيون ورخا ص40″فبعثت قريش سراقة بن مالك فى أثرهما فنجاهما الله منه وقيل “ومن هذه الجند الذى أيده الله بها خسف الأرض بفرس سراقة بن مالك روى ابن إسحاق بسنده عن سراقة أن قريش جعلت مائة ناقة لمن يرده عليها فركب سراقة فى أثره(ص)يقول سراقة فبينما فرسى يشتد بى عثر بى فسقطت عنه قال فقلت ما هذا ثم أخرجت أقداحى فاستقسمت بها فخرج السهم الذى أكره لا يضره قال فأبيت إلا أن أتبعه قال فركبت فى أثره فبينا فرسى يشتد بى عثر بى فسقطت عنه قال فقلت ما هذا ثم أخرجت قداحى فاسقسمت بها فخرج السهم الذى أكره لا يضره قال فأبيت إلا أن أتبعه فركبت فى أثره فلما بدا لى القوم ورأيتهم عثر بى فرسى فذهبت يديه فى الأرض وتبعهما دخان كالإعصار –والإعصار ريح معها غبار- قال فعرفت حين رأيت ذلك أنه ممنوع منى وأنه ظاهر “(مجلة منبر الإسلام عدد محرم 1410مقال الهجرة الإسلامية للحسينى أبو فرحة ص8و9)وهذه الحكاية موضوعة للتالى من الأسباب :
-تعارضها مع قوله تعالى فى آية الغار بسورة التوبة “وأيده بجنود لم تروها “وهنا رأى سراقة الفرس وهو تغوص فى الرمال ورأى الدخان الصاعد فى السماء وهو ما يخالف الآية
-التعارض بين الروايات فى اسم والد سراقة فمرة جعشم فى الأولى ومرة مالك فى الروايات الأخرى
-التعارض بين الروايات فالأولى جعلت الجائزة دية الصاحبين فى قوله “دية كل واحد منهما “والثالثة جعلتها دية النبى(ص)وحده فى قولها “مائة ناقة لمن يرده إليها “وهو تناقض بين 200و100 كجائزة
-التعارض بين الروايات فى وصف الغبار فالرواية الأولى قالت “مثل الدخان “والثانية قالت وتبعهما دخان “وهناك فرق بين ما يشبه الدخان وبين الدخان نفسه
-أن النبى (ص)وصاحبه وقفا فى الروايات يتكلمان مع سراقة وهو إضاعة للوقت الذى هما فى أمس الحاجة إليه للبعد عن قريش كما أنهما نسيا أن سراقة كافر قد يغدر بأبى بكر باعتبار النبى(ص)معصوم من أذى الناس
-أن النبى (ص)أمر عامرا بكتابة عهد لسراقة وفى رواية أنه وعده بسوارى كسرى وهو تخريف لأن المهاجر لن يحمل معه أدوات الكتابة لأنه مشغول بالنجاة من أذى الناس ثم ما حاجته للكتابة فى رحلة كلها مخاطر ؟
-زد على هذا أن الرحلة كانت ثنائية لقوله بسورة التوبة “إذ يقول لصاحبه” فهما إثنان فكيف انضم لهما عامرا فى الرحلة ؟أليس هذا تكذيبا للقرآن ؟
-أن الرواية الأولى ناقضت نفسها فى قولها “دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره”وبين قولها “إن قومك قد جعلوا فيك الدية “ففى القول الأول يتحدث عن ديتين وفى القول الثانى عن دية واحدة
الإختباء فى الغار :
اختبأ النبى (ص)وصاحبه فى الغار وهو كهف – يسمى عندهم ثور -وقد طاردهم الكفار حتى وصلوا لقرب الغار فخاف الصديق وحزن فقال النبى له(ص)لا تحزن إن الله معنا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا “وقد روى فى الإختبار حكايات عدة منها :
-حدثنا أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق حدثه قال نظرت إلى أقدام المشركين على رؤسنا ونحن فى الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك بإثنين الله ثالثهما “_صحيح مسلم ج4كتاب فضائل الصحابة ص1854)وهى رواية كاذبة للتالى
-أن الآية ليس بها ما يدل على قرب الكفار من الغار بينما القول يبين وصولهم لباب الغار
– التناقض بين قوله “نظرت إلى أقدام المشركين على رؤسنا “فهو يدل على وقوف المشركين على رءوسهم حقا وقوله “نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه أيضا يدل على نفس المعنى ولكن التناقض هو فى قدرته على النظر لأقدامهم وهو تحتها فلو وقف إنسان على رأس إنسان لاستحال على التحتى أن يرى أقدام الذى فوق رأسه ما لم تكن بارزة أمام عينيه ولو برزت لوقع من فوقه
– أن الصاحبين تحدثا والمشركين فوقهم ومع هذا لم يسمعوهم قطعا هذا تخريف لأن المختبىء يكتم أنفاسه حتى لا يسمعها من يبحث عنه فكيف يخالفون الحذر هنا أليس هذا جنونا ؟
– أن القول فى الآية “لا تحزن إن الله معنا “يخالف القول يا أبا بكر ما ظنك بإثنين الله ثالثهما “فأولهما نهى وثانيهما سؤال وهو تناقض
زد على هذا أن القول فى الآية لا تحزن إن الله معنا يخالف القول فى رواية البخارى “يا نبى الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رأنا قال اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما “والمخالفة هى فى النهى فى الآية والأمر فى الرواية اسكت فلو كان الأمر اطمئن أو افرح لكان معناه والنهى واحد ولكن السكوت غير عدم الحزن زد على هذا وجود علامة وضع ظاهرة فى رواية البخارى تتمثل فى قول القائل “طأطأ بصره “فمن المعروف أن النظر لا يطاطأ وإنما الرأس أو الرقبة التى تطاطأ فمهما فعل النظر أى البصر للنظر لأسفل فلابد أولا من حركة الرقبة
– إن الظاهر من الروايات هو أن فتحة الغار من أعلى وليست من الجوانب والذى أعرفه جيدا هو أن فتحات الكهوف والغيران تكون من الجوانب وليس من الرأس أى القمة فالروايات تبين لنا أن فتحة الغار كانت من أعلى فى قوله “نظرت إلى أقدام المشركين على رؤسنا “وأما ما يكون له فتحة من أعلى فيسمى حفرة
-أن من غير المعقول وقوف النبى (ص)والصديق فى فتحة الغار لأن هذا يكشفهما وإنما المعقول هو الإختبار فى جانب بعيد عن الفتحة لا يظهر منهما أى شىء
رجال المخابرات
يقصد بهما عبد الله بن أبى بكر وعامر بن فهيرة فأولهما يمثل رجل الأخبار والحارس الأمين وثانيهما يمثل رجل الخداع والتمويه ويروى عنهما التالى
“قالت ثم لحق رسول الله(ص)وأبو بكر بغار فى جبل ثور فمكثنا فيه ثلاث ليال عندهما عبد الله بن أبى بكر وهو غلام ثقف لقف فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش كبائت فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يخلط الظلام يرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى لأبى بكر منحة من غنم فيريحهما عليهم حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان فى رسل وهو لبن منحتهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك فى كل ليلة من تلك الليالى الثلاث (صفة الصفوة لابن الجوزى ج1ص42)
وهو حكاية كاذبة للتالى:
– أن النبى(ص) لم يكن فى حاجة لمن يأتيه بالأخبار لأن منبع الأخبار وهو الوحى الذى كان ينزل عليه مسكنا إياه مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة “فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها “ومن ثم فجبريل(ص)كان يخبره بكل ما يستجد من أحداث حتى يطمئنه هو والصديق
– أن النبى(ص)لم يكن غبيا أبدا حتى يخبر اثنين من المسلمين بمكان الإختباء لأنه يعلم أنهما لو لم يفشيا السر بسبب التعذيب فإن الكفار سيراقبونهم ويعرفون مكان الاختباء من خلال المراقبة ومن المعلوم أن أى فار لأى سبب يتم سؤال أقاربه ومن يصاحبهم أولا فإذا شكوا فى أحدهم عذبوه أو راقبوه حتى يعلموا بالمكان الذى فر إليه
– أن أى إنسان يعد لأى سفر يكون من بين ما يعده الطعام الذى سيتناوله اثناء السفر خاصة السفر لعدة أيام فما بالنا بإثنين لا يريدان أن لا يعرف أحد مكانهما خلال السفر هل يتركان أمر الطعام للحظ خاصة أن الراعى قد ينكشف أمره لأنه يرعى ليلا وهو ما يلفت النظر وهل يتركان أمر الطعام للحظ خاصة أن الراعى من الممكن أن يلازمه راعى أخر أو أكثر فى المجىء فلا يقدر على إيصال الطعام لهما ؟إن المعقول هو أنهما أخذا الطعام معهما كما يقول جزء أخر فى نفس الرواية “فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة فى جراب فقطعت أسماء بنت أبى بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سمت ذات النطاقين “(صفوة الصفوة لابن الجوزى ج1ص42)والملاحظ أن الراوى يتحدث ليس كغائب عن الإختباء فى الغار وإنما كحاضر حيث يقول “ثم لحق رسول الله(ص)وأبو بكر بغار فى جبل ثور فمكثنا فيه ثلاث ليال “لاحظ “فمكثنا فيه”تجد المتحدث كان معهم فى الغار بينما القائل هو عائشة ونلاحظ أن المتحدث ليس عائشة لأنها لا تقول على أبى بكر أبى كما هو معروف تاريخيا ولا تقول على عبد الله بن أبى بكر أخى فى قوله”يبيت عندهما عبد الله بن أبى بكر “ولا تقول على أسماء أختى وإنما تقول “فقطعت أسماء بنت أبى بكر “وهذا يعنى أن الرواية موضوعة مؤلفة من قبل الكفار
إعماء أبصار الكفار
المشهور هو أن الله أعمى أبصار الكفار عن النبى (ص)لما خرج من بيته ووضع على رءوسهم التراب وفى هذا قال ابن إسحاق”فأقام رسول الله (ص)ينتظر أمر الله حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا أتاه جبريل (ص)وأمره ألا يبيت فى مكانه الذى كان يبيت فيه فدعا رسول الله(ص)على بن أبى طالب فأمره أن يبين فى فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل ثم خرج رسول الله على القوم على بابه وخرج معه بحفنة من تراب فجعل ينثرها على رؤوسهم وأخذ الله بأبصارهم عن نبيه (ص)وهو يقرأ “يس والقرآن الحكيم- إلى قوله- فأغشيناهم فهم لا يبصرون “قال الحافظ أبو بكر البيهقى روى عن عكرمة ما يؤكد ذلك(مجلة منبر الإسلام عدد محرم1410مقال الهجرة الإسلامية للحسينى أبو فرحة ص7)وفى السيرة النبوية “أمر رسول الله(ص)عليا أن يبيت موضعه ويتسجى بردت لئلا يرتاب أحد فى وجوده ببيته ويؤدى ما عنده من الودائع إلى أربابها ثم خرج ليلا والقوم يرصدونه بالباب فجعل يتلو يس إلى أن وصل إلى قوله تعالى “فأغشيناهم فهم لا يبصرون “فجعل يكررها ووضع على رؤوسهم التراب فلم يشعروا به وتوجه إلى بيت أبى بكر “(السيرة النبوية لأبى العيون ورخا ص39)وهى روايات كاذبة للتالى :
-أن إعماء الأبصار شىء مرئى وجنود الله التى أيدت نبيه(ص)غير مرئية لقوله بسورة التوبة “وأيده بجنود لم تروها “وفى رواية أن أحد الكفار رأى القوم على تلك الحال فأيقظهم من نومهم وهذا يعنى أنه رأى إعماء الإبصار
– أن الرواية تظهر النبى(ص)فى صورة من لا يعرف قيمة الوقت حيث ترك استغلال الوقت للهجرة من خلال وضعه التراب على رءوس القوم ومن ثم أضاع حوالى نصف ساعة فى التحرك بين40 رجلا وبالطبع هذا لا يعقل فالغار يبتعد عن المكان بكل ما أوتى من قوة
– أن آية سورة يس “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون “لا تفسر العمى فى العيون أبدا بسبب هو أن أى إنسان لا يرى خلفه أبدا زد على هذا أن ما بين اليدين مسافة قصيرة فلو ضمهما أحد لرأى مسافة قصيرة جدا أقول هذا مع أن اليدين لا يقصد بهما الذارعين أو الكفين وإنما تعنى وخلقنا فى حاضرهم كفرا وفى مستقبلهم كفرا فأضللناهم فهم لا يسلمون فالآية تتحدث عن الكفار وعدم إيمانهم سواء أنذرهم النبى (ص)أو لم ينذرهم كما فى الآية التالية لها “وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ”
– أن الرواية تظهر النبى (ص)غير مكترث بمصير على بأمره له بالنوم فى فراشه وقطعا هذا لم يحدث لوجود وسائل أخرى تغنى عن إحتمال قتل النائم فى الفراش وهى وضع أى شىء تحت البرد بحيث يدل على وجود شخص تحته
– أن الرواية تظهر لنا أن النبى(ص)خرج ليلا والطبيعى أن يرحل ليلا مع صاحبه ولكن هناك رواية تبين لنا أنهم رحلا وسط النهار وهى تقول “فبينما نحن جلوس فى بيت أبى بكر فى نحر الظهيرة قال قائل لأبى بكر هذا رسول الله متقنعا فى ساعة لم يكن يأتينا فيها (صفوة الصفوة لابن الجوزى ج1ص42)وهو جنون لأنه بهذا –وهو لم يحدث- يكشف عن نفسه فى وقت كان القوم قد استيقظوا وبحثوا عنه ،إن أى هارب يتخفى خاصة فى الليل ولا يظهر نفسه نهارا لأن هذا أول مبادىء الحذر
الشرب فى رحلة الهجرة
يقصد بالشرب شرب اللبن وقد رويت فيه روايتين الأولى عن غلام قريش والثانية عن أم معبد جاء فى الرواية الأولى “عن البراء بن عازب قال اشترى أبو بكر 000فقال أبو بكر خرجنا فأدلجنا 000ثم خرجت انظر هل أرى أحدا من الطلب فإذا أنا براعى غنم فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل فى غنمك من لبن قال نعم قال قلت هل أنت حالب لى قال نعم فأمرته فاعتقل شاة منها ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار 0000ومعى إدواة على فمها خرقة فحلب لى كثبة من اللبن فصببت على القدح حتى برد أسفله ثم أتيت رسول الله فوافيته وقد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت (صفوة الصفوة لابن الجوزى ج1ص44)وهى رواية تظهر لنا الصديق فى صورة غبى وهو ليس كذلك للتالى :
-أن النبى (ص)وصاحبه أعدا طعامها وشرابهما من قبل حتى لا يظهرا لأحد فى الطريق فيدل قريش عليهما
-أن الغلام لابد أنه كان يعرف الصديق لأنه مشهور فى قريش باعتباره الرجل الثانى بعد النبى (ص)ومن ثم فلن يغامرا الصديق أبدا بطلب اللبن منه خاصة أنه قد يرشد قريش إليهما
-أن النبى (ص)نام وقت القيلولة ومن المعروف أن أحسن وقت للسير فى الهروب هو وقت قلة حركة الناس وهو إما الليل وإما القيلولة وقطعا لم يحدث أن نام فى هذا الوقت لأنه يعرف أن من الأفضل أن يسير فى هذا الوقت
وجاء فى الرواية الثانية “عن أبى معبد الخزاعى أن رسول الله(ص)لما هاجر من مكة للمدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن أريقط فمروا بخيمتى أم معبد الخزاعية 000فسألوها يشترون فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك فإذا القوم مرملون مسنتون فقالت والله لو كان عندنا شىء ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله إلى شاة فى كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال هل بها من لبن قالت هى أجهد من ذلك قال أتأذنين لى أن أحلبها قالت نعم بأبى أنت وأمى إن رأيت بها حلبا فدعا رسول الله بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله وقال اللهم بارك لها فى شاتها قال فتفاجت ودرت واجترت فدعا بإناء لها يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى غلبه الثمال فسقاها فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى ردوا وشرب رسول الله أخرهم وقال ساقى القوم أخرهم شربا فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى اراضوا ثم حلب في ثانيا عودا على بدء فغادروا عندها حتى ارتحلوا عنها 00(صفة الصفوة لإبن الجوزى ج1ص45و46)والرواية كاذبة للتالى :
– مخالفتها لقوله تعالى بسورة التوبة “وأيده بجنود لم تروها” فمعجزة لبن الشاة العجفاء مرئية وهو ما يخالف الآية تماما ويخالف منع الله الآيات وهى المعجزات عن الناس بقوله بسورة الإسراء “وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ”
– أن الراوى ليس أبو معبد لأنه يتحدث بأسلوب غير مناسب لحديثه عن زوجته فبدلا من أن يقول زوجتى أم معبد قال بخيمتى أم معبد الخزاعية وبدلا من أن يقول امرأتى قال “وكانت امرأة جلدة ”
– أن الرواية تخالف الرواية السابقة فهى تتحدث عن أربعة النبى (ص)والصديق وعامر بن فهيرة وعبد الله بن أريقط بينما الرواية السابقة تتحدث عن اثنين فقط هما النبى (ص)والصديق
– أن الرواية قرب نهايتها ناقضت نفسها فبدلا من الأربعة تحدثت عن اثنين فى قوله ”
“جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتى أم معبد “وهذا يبين أنها رواية موضوعة
الغار
من الحكايات الرائجة عن الغار أن الصديق دخل الغار قبل النبى (ص)فجعل ينظر هنا وهناك بحثنا عن شىء قد يؤذى النبى (ص)حتى يقتله أو يطرده فوجد ثعبانا فهرب منه فى شق فأدخل النبى (ص)ثم وضع يده على الشق فلدغه الثعبان فسأله النبى (ص)فأجابه فتفل له على مكان اللدغ فبرأ الصديق من السم فى الحال وهو خرافة للتالى :
-أن الله منع الآيات وهى المعجزات عن الناس فى عهد النبى (ص)وبعده فقال بسورة الإسراء “وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا كذب بها الأولون “ومعجزة الشفاء من لدغة الثعبات تخالف الآية
-أن الله أيد النبى (ص)فى الهجرة بالجنود فكيف يسلط عليه وعلى صاحبه ما يزيد همهم ويضاعف قلقهم ؟هذا لم يحدث لأن الله كما قال بسورة التوبة “إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه “وما لاشك فيه أن الصديق كان يحب النبى (ص)حبا جما .
رضا البطاوى