أبو هولي طالب “الأونروا” بالتراجع عن سلسلة قرارات اتخذتها وتؤثر على حياة اللاجئين

أبو هولي طالب
أحمد أبو هولي

عبّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي عن رفضه قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بتوحيد السلة الغذائية، وطالب بإلغاء بصمة العين في لبنان ورفع قيمة المساعدات النقدية للاجئين ب سوريا خلال اجتماع له مع المفوض العام للوكالة الأممية فيليب لازارني اليوم الأربعاء.

وشرح أبو هولي للمفوض العام ما يلحقه هذا القرار من ظلم على اللاجئين الفلسطينيين المصنفين تحت خط الفقر المدقع والذي يقدر عددهم عن 700 الف لاجئ بتخفيض سلتهم الغذائية بـ 45% من قيمتها علاوة على حجب السلة الغذائية عن آلاف الاسر من ذوي الدخل المحدود .

وسلم أبو هولي المفوض العام “ورقة موقف” حول الحلول التي تطرحها دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية لتصويب قرار توحيد السلة الغذائية لمعالجة سلبياته وبما يعود بالنفع على اللاجئين الفلسطينيين، معتبراً ما تضمنته الورقة من سيناريوهات للحل سيشكل أرضية للحوار وصولًا الى رؤية مشتركة تصب لصالح اللاجئين وتحسين الخدمة المقدمة لهم من حيث الكم والجودة، ودون المساس بها.

ووضع لازاريني في ضور الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والتي تزداد سوءاً في ظل انهيار العملة المحلية وغلاء الأسعار وفي ظل جائحة كورونا والتقليصات والإجراءات التدبيرية التي تنتهجها الأونروا بعد قرار “الأونروا” بتحديد قيمة السلة الغذائية بـ 9 دولار للاجئ المصنف تحت خط الفقر المطلق، و14 دولار للاجئ المصنف بالأشد فقراً وهي مبالغ فقدت قيمتها الشرائية مع ارتفاع الأسعار، مطالباً “الاونروا” برفع قيمة مساعدتها النقدية لتتناسب مع ارتفاع الأسعار او إعادة العمل بالنظام السلة الغذائية بدلاً من المساعدات النقدية.

وأكد على ضرورة حل ملفات اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا الى قطاع غزة بصرف بدل ايجار وادراجهم على قوائم المستفيدين من السلة الغذائية والتشغيل الطارئ.

كما رفض أبو هولي توجه “الأونروا” إلى تحديث وتسجيل بيانات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان واللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا الى لبنان الفلسطينيين، من خلال “بصمة العين” والتي ستبدأ بتطبيق المرحلة الأولى على اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا وصولاً للمرحلة الثانية التي ستشمل اللاجئين في لبنان، لافتا إلى وجود تخوفات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأن تكون عملية التسجيل، من خلال بصمة العين لها اهداف سياسية وأمنية.

وشدد على ضرورة أن تواصل “الاونروا” خدماتها الطارئة والعمل على تحسينها وتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، ومعالجة الآثار الناجمة عن جائحة كورونا في الاقاليم الخمسة على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين الذي بات مصنفاً من الأكثر الفقراء ضعفاً على مستوى العالم، داعياً “الأونروا” إلى توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لجميع اللاجئين في مناطق عملياتها في اسرع وقت ممكن، والتنسيق مع الدول المضيفة للاجئين بخصوص آليات التطعيم.

وأطلع أبو هولي، لازاريني على مشروع قرار تخصيص موارد إضافية من الميزانية العادية للأمم المتحدة لصالح “الأونروا” تغطي قيمة العجز المالي للأونروا والذي يأتي ضمن التحرك الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة بتخصيص موارد إضافية سنوية ثابتة من ميزانيتها الاعتيادية لصالح الأونروا، موضحاً أن الظروف باتت مهيئة لتمرير القرار في ظل التوجهات الإيجابية لإدارة بايدن تجاه الاونروا.

وطالب المفوض العام التواصل مع الأردن والسويد لتحديد موعد انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الاونروا ولحشد الموارد المالية وتحقيق التمويل الدائم والمستدام من خلال توقيع اتفاقيات متعددة السنوات مع المانحين في اسرع وقت ممكن في ظل عدم قدرة الاونروا على تلبية الاحتياجات المتزايدة لمجتمع اللاجئين، وتدهور الأوضاع المعيشية والحياتية في المخيمات ووصولها الى حافة الانهيار.

وشدد على ضرورة تحرك الاونروا نحو الدول المانحة والمنظمات الدولية الممولة للحصول على تمويل إضافي جديد يغطي العجز المالي في موازنتها العامة والطارئة باعتبار ذلك افضل الحلول.

واعتبر أبو هولي خلال لقائه لازاريني أنّ سياسة الاونروا الجديدة التكيف والمواءمة بين الموارد المالية المتاحة واحتياجات اللاجئين، غير مجدية لمعالجة ازمتها المالية وغير مناسبة لمجتمع اللاجئين المتغير في ظل ازدياد احتياجات اللاجئين ومتطلباتهم بشكل مستمر مقابل ثبات الموارد المالية المتاحة.

كما بحث اللقاء تطورات أزمة الاونروا المالية، والجهود التي تبذلها لحشد مواردها المالية، والتحضيرات الجارية لإنجاح المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوكالة برعاية الأردن والسويد.

بدوره، استعرض لازارني الوضع المالي للأونروا وتوقعات العجز المالي للعام الحالي الذي يقدر بـ 200 مليون دولار في الموازنة الاعتيادية، وتحركاته باتجاه المانحين لحشد المويل المالي، خاصة الدول العربية الخليجية التي سيكون له جوله جديدة اليها خلال الأسابيع المقبلة.

وقال: إن “الأونروا” تجري اتصالاتها مع بريطانيا للاحتفاظ بمساهمتها المالية في العام 2021 كما كان في العام 2020 بعد قرار الحكومة البريطانية بتخفيض حصة المساعدات الخارجية من إجمالي الناتج المحلي إلى (0.5%)، حيث كانت في السابق (0.7 %).

وأكد لازاريني أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات “الأونروا” صعبة للغاية وتزاد سوء، خاصة في لبنان وسوريا وقطاع غزة حيث يتجه مجتمع اللاجئين الى الفقر، و”الاونروا” عازمة بكل قوة واصرار نحو استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيين وتكثيف اتصالاتها مع المانحين لحثهم للاستثمار فيها لتحسين الخدمة المقدمة للاجئين الفلسطينيين من حيث الزيادة والجودة لتفي بمتطلبات اللاجئين واحتياجاتهم المتزايدة.

وأضاف، أنه على قناعة تامة أن غالبية اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة يستحقون الكابونة الصفراء، وانه سيعمل جاهداً على اعتمادها، كمعيار للكابونة الموحدة في حال توفرت الأموال اللازمة، لافتا الى وجود تفاؤل باتجاه إعادة التمويل الأميركي للأونروا.

ووعد بمتابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا الى قطاع غزة وإيجاد حلول لمشاكلهم فيما يتعلق بصرف بدل ايجار المسكن والاستفادة من المساعدات الغذائية، وأنه سيدرس الورقة المقدمة من دائرة شون اللاجئين بخصوص الكابونة الموحدة التي يرى فيها أرضية صالحة للحوار والوصول الى حلول عملية تعالج الإشكالات القائمة.

وشدد على أن الأونروا على اتصال مع بعض المانحين لتقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لجميع اللاجئين الفلسطينيين دون استثناء في مناطق عملياتها الخمسة.

وأكد لازاريني أن إدارة “الاونروا” تعمل على قدم وساق في اعداد خططها وتطوير برامجها وخدماتها بما يتوافق مع التكنولوجيا والمستجدات والحداثة التي افرزتها جائحة كورونا لتقديمها في المؤتمر الدولي للمانحين في شهر حزيران/ يونيو برئاسة الأردن والسويد بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش.

وأشار إلى أن إدارة الاونروا على اتصال مع الدول المضيفة واللجنة الاستشارية، من أجل التحضير الجيد لتحقيق مبتغاه في تحقيق تمويل دائم ومستدام “للأونروا”، من خلال توقيع اتفاقيات مع المانحين متعددة السنوات.

يشار إلى أنه حضر الاجتماع مدير عام الاعلام والعلاقات العامة ومسؤول ملف الاونروا بدائرة شؤون اللاجئين رامي المدهون، ومدير عام المخيمات في المحافظات الجنوبية د. عادل منصور ومدير مكتب رئيس الدائرة في المحافظات الجنوبية نبيهة الحافي ومدير عمليات الاونروا في قطاع غزة متياس شمالي والناطق الإعلامي لرئاسة الاونروا عدنان أبو حسنة ومساعد مفوض عام الأونروا سنيلي ستادلي .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن