“أسر جنود الاحتلال” هل سيكون رد المقاومة على احتجاز شهداء النفق؟

صورة ارشفية
صورة ارشفية

التقديرات الإستخبارية في إسرائيل لا تزال تتخوف من رد حركة الجهاد الإسلامي، على جريمة شهداء النفق التي وقعت الأسبوع المنصرم شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة .

في إسرائيل وضعت تصورات أن يكون رد الجهاد بعيدا عن إطلاق صواريخ من القطاع ، وإنما ستكون هناك احتمالية الرد عبر عمليات إطلاق نار أو طعن في الضفة الغربية و القدس.

والآن بعد أن أعلن المحتل بكل عنجهية أنه يحتجز جثامين الشهداء و أن تسليهما لسرايا القدس الجناح العسكري لحرك الجهاد الإسلامي يجب أن يكون مقابل معلومات عن الجنود الأسرى، و هذا ما رفضته السرايا و أعلنت عن استشهادهم في خطوة استباقية و إقامة صلاة الغائب عليهم ، ولكن يبقي السؤال هل يمكن أن نشهد في القريب محاولات لأسر جنود الاحتلال عبر “سلاح الأنفاق” من قبل فصائل المقاومة وخاصة سرايا القدس ليكون الرد بحجم الجريمة.

كذلك رأى الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم، أن” إقامة صلاة الغائب على شهداء النفق ، هو الرد الوطني الحقيقي على مساومة الاحتلال بانتشال جثامينهم والمقايضة بالحصول على معلومات حول الجنود المختطفين لدى المقاومة. سلام لأرواحهم والرحمة لهم”.

إسرائيل تحتجز جثامين 5 شهداء

هذا وسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، بالنشر عن أن إسرائيل تحتجز جثامين 5 شهداء فلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي فقدت آثارهم الأسبوع الماضي منذ استهداف نفق للمقاومة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال في بيان “خلال الأيام الأخيرة نفذت القيادة الجنوبية العسكرية نشاطات استكمالية للكشف وإحباط النفق في 30 أكتوبر الماضي وتم العثور على الجثامين الخمسة المفقودة “.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن في وقت سابق اليوم أن جميع عناصر المقاومة الفلسطينية الذين تواجدوا في النفق الذي دمّره الجيش شرق خان يونس وخلف 12 شهيدا، الأسبوع الماضي، قد فارقوا الحياة، وذلك في مجمل رده على التماس قدمه مركزا حقوقيان للدفاع عن العرب في إسرائيل باسم ذوي الشهداء.

المقاومة تعرف الطريق لتحرير الجثامين

حركة الجهاد وعلى لسان القيادي بها أحمد المدلل ،أعلنت أن الرد على احتجاز جثامين شهداء المقاومة لدى الاحتلال الإسرائيلي “لن يطول” وأن المقاومة تعرف الطريق الذي يمكن من خلاله أن تحرر الجثامين.

وذكر المكتب الإعلامي لحركه الجهاد الإسلامي في بيان له، بأن “إعلان الاحتلال عن احتجاز جثامين الشهداء لم يكن مفاجأة ، وأنهم منذ قصف النفق وانتهت أعمال البحث في المنطقة الخاضعة للسيادة الفلسطينية كان هناك إدراك أن الاحتلال الذي منع مواصلة البحث كان يرتكب جريمة مركبة بمنع الوصول للمفقودين داخل النفق فربما كانوا مصابين مثلا ، لكن الجيش الصهيوني منع الطواقم الفلسطينية من البحث وأيضا هم لم يتخذوا أي خطوات للبحث عن المفقودين في ذات الوقت . ”

وذكر البيان، أن “الاحتلال انتظر حتى أعلنت سرايا القدس رسميا عن استشهادهم ليكمل جريمته باحتجاز هذه الجثامين محاولا التأثير معنويا على ذويهم ، ما يعني أن هذه جريمة مركبة ارتكبها الاحتلال وهو مسؤول مسؤولية تامة عنها ، نحن نلتزم بالعمل على استعادة هذه الجثامين الطاهرة بالطريقة والكيفية التي تجبر العدو على ذلك ، وهذه مسؤولية مضاعفة أمامنا وهذا التزامنا لشعبنا ولأهالي الشهداء.”

رفض للابتزاز

من جهتها عقبت حركة حماس على جريمة احتجاز الجثامين قائلة على لسان الناطق باسم حماس فوزي برهوم :” إن سلوك الاحتلال الضعيف باحتجاز جثامين الشهداء الخمسة، لن يثني المقاومة عن الاستمرار في تطوير قدراتها والاستعداد للدفاع عن شعبنا الفلسطيني “.

منظمة الصليب الأحمر من جهتها أيضا عقبت على ذلك بالقول:” منذ أن تم استهداف النفق عملنا كوسيط محايد للتوسط بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية لتسهيل وصول طواقم الدفاع المدني إلى المفقودين داخله ، ولم يتبق في أيدينا كلجنة دولية ما نفعله إن لم تتوصل الأطراف لاتفاق فيما بينها”.

كذلك قال والد الشهيد محمد خير الدين البحيصي ردا على جريمة الاحتجاز:” نقول للاحتلال افعل ما شئت ونناشد المقاومة أن لا تعطي أي تلميح يخص أبنائنا ولا مفاوضات مع الاحتلال ولن نساوم على أبنائنا”.

ورقة للضغط مقابل معلومات

وحول شهداء النفق والابتزاز الإسرائيلي قال الخبير في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، :” هذه هي ليس المرة الأولى التي تعلن فيها دولة الاحتلال عن احتجازها لجثامين شهداء فلسطينيين لغرض الضغط أو المساومة والابتزاز، فلقد مارست ذلك مرارًا من قبل في إطار سياسة رسمية عنوانها: احتجاز جثامين الشهداء. والتي تُعتبر واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية وفقا للقانون الدولي.

وأوضح فروانة، ان إسرائيل وجدت ترجماتها بشكل واضح وجلي منذ اتمام احتلالها لباقي الأراضي الفلسطينية عام1967، واحتجزت منذ ذلك الحين مئات الجثامين لشهداء فلسطينيين وعرب، وما زالت تحتجز نحو مئتين وخمسين جثمان في ثلاجات الموت أو في ما يُعرف بـ “مقابر الأرقام”، لشهداء سقطوا في فترات متفاوتة وظروف مختلفة، بعضهم استشهد في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وبينهم من استشهد في العدوان الأخير على غزة صيف 2014، بالإضافة الى قرابة عشرة جثامين لشهداء سقطوا خلال “انتفاضة القدس”.

وأضاف فروانة، وعلى سبيل المثال فلقد كشفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عقب عدوانها على غزة صيف 2014، عن احتجازها لتسعة عشر جثمان لشهداء فلسطينيين سقطوا في ساحة الاشتباك في المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة، واصرت على رفضها بإعادتهم لذويهم لدفنهم في أماكن ملائمة وفقا للشريعة الإسلامية، كما ورفضت الكشف عن اسمائهم، واستخدمتهم كورقة للضغط حينما ربطت كل ذلك مقابل الحصول على معلومات حول مصير جنودها المفقودين في غزة، ومع ذلك لم تغير حركة “حماس” من موقفها ازاء من تحتجزهم من الاسرائيليين.

وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اعلنت صباح الجمعة الماضي , عن استشهاد خمسة جدد من عناصرها في وحدة “الإعداد والتجهيز” على إثر استهداف اسرائيلي , لأحد أنفاق المقاومة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما يرفع إجمالي الشهداء بالنفق إلى 12 شهيدًا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن