أمريكا وقعت في “فخ” حزب الله اللبناني!

أمريكا وقعت في
أمريكا وقعت في "فخ" حزب الله اللبناني!

نشرت صحيفة (ذي فرونتير بوست)، مقالاً بعنوان “حزب الله يجبر أميركا على تقديم التنازلات”، للكاتبة ماريانا بيلنكايا، التي أشارت الى أن “الولايات المتحدة وقعت في الفخ الذي نصبه لها “حزب الله”، وإيران وسوريا”.

وقالت: “تتجه ناقلة وقود إيرانية نحو لبنان الذي يمر بأزمة حادة في نقص الوقود، وكان “حزب الله اللبناني” طلب شحنة الوقود، بينما تخضع إمدادات المنتجات النفطية من إيران للعقوبات الأميركية”.

وإعتبرت أن واشنطن في وضع صعب: الأميركيون سيترددون بشدة في فرض عقوبات على لبنان، وهم أنفسهم يرغبون في مساعدته على تجاوز الأزمة.

أضافت: “أصبحت حقيقة إرسال ناقلات من إيران إلى لبنان معروفة منذ أسبوعين من تصريحات أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، وستبحر أول سفينة من إيران في غضون ساعات قليلة، وسيعقب آخرون هذه الناقلة قريباً، في الوقت الحالي نتحدث عن ثلاث ناقلات. وشكر نصر الله القيادة الإيرانية على دعمها”.

وأشارت إلى أنه “مع ذلك، “اتضح أن المساعدة ليست سرية، وبحسب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، فمن المعروف أن الوقود اشتراه رجال أعمال شيعة من لبنان. لكن نصر الله لم يذكر ذلك”.

ولفتت الكاتبة إلى أن “لبنان يعاني من أزمة وقود حادة منذ أشهر عدة. بالنسبة لمادة البنزين، تندلع معارك حقيقية في محطات الوقود. بسبب نقص المازوت، توقف عمل اثنتين من أربع محطات طاقة حرارية، وهناك انقطاع مستمر للتيار الكهربائي في البلاد ، بما في ذلك المستشفيات. تسببت أزمة الطاقة وانهيار الاقتصاد ككل، إلى جانب المحاولات المستمرة من قبل السياسيين اللبنانيين للاتفاق على تشكيل الحكومة، المستمرة منذ أكثر من عام، باحتجاجات من المواطنين.

ورأت بيلنكايا أنه على الرغم من ذلك فإن “كثيرون لا يعتقدون أنه يمكن تصحيح الوضع. مطار بيروت مكتظ باللبنانيين الذين يفرون من البلاد هربا من الفقر وخطر الحرب الأهلية”.

وتابعت: “وبناء على جميع تلك الوقائع، قرر حسن نصرالله أن يلعب دور منقذ الأمة ويأتي بالوقود إلى لبنان، كما أصبح معروفاً يوم الأربعاء، من المفترض أن تكون أول ناقلة نفط إيرانية موجودة بالفعل في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، لكن الناقلتان الثانية والثالثة لم تنطلقان بعد، كما أعلن موقع شركة “تانكر تراكرز” ذلك في تغريدة على “تويتر”.

كما أشار قبل يومين إلى أن الناقلة الأولى تتجه نحو قناة السويس، والناقلة الثانية لم تغادر المياه الإيرانية بعد، والثالثة لاتزال في الميناء، ووعدت الشركة بنشر أسماء الناقلات بعد عبورهم قناة السويس (التي تستغرق يوماً تقريباً) لينتهي بهم الطريق في البحر الأبيض المتوسط”.

وأثار مصير الشحنة الإيرانية جدلًا في بيروت، إذ تخضع تجارة إيران في المنتجات النفطية للعقوبات الأميركية. وقالت: “ليس لدى “حزب الله” ما يخشاه. فهو، اضافة الى العديد من السياسيين ورجال الأعمال ذوي الصلة، مدرجون بالفعل على القائمة السوداء الأميركية (العقوبات)، لكن لا يزال لدى بقية النخبة اللبنانية ما تخسره إذا أعطوا الضوء الأخضر لإستقبال الشحنة”.

وأعلن وزير الطاقة ريمون غجر، أن وزارته لم تتلق بعد الطلب اللازم في مثل هذه الحالات لإصدار إذن استيراد.

وأضافت الكاتبة: “بحسب إحدى النسخ، من أجل عدم خلق مشاكل للسلطات اللبنانية، يمكن تفريغ الوقود في ميناء بانياس السوري، ما سيؤدي إلى نفقات إضافية ومشكلة لوجستية، لكن السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هو: هل سيُسمح لناقلات النفط الإيرانية بالاقتراب من شواطئ لبنان أو سوريا أصلاً؟”.

وكانت عدة ناقلات تعمل بالوقود الإيراني هدفا لهجمات تتهم طهران إسرائيل بها، أو تم تأخيرها بناء على طلب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأوضحت أن “المشكلة ليست فقط في العقوبات ضد إيران، ولكن أيضاً في الحظر على بيع المنتجات النفطية إلى سوريا، وكذلك في العمليات التجارية مع دمشق، عموماً”.

وقد حذّر نصرالله، إسرائيل من أن الهجوم على الناقلة سيعتبر تهديداً مباشراً الى لبنان،كما طالب بإستثناء لبنان وعدم فرض عقوبات عليه، والسماح له بالحصول على النفط الإيراني والقيام بمعاملات مع دمشق.

وأضافت: “على سبيل المثال، تمنح الولايات المتحدة مثل هذا الامتياز للعراق، الذي يتلقى موارد الطاقة من إيران، وتوسيع هذه القائمة سيقلل حتما من ضغط عقوبات واشنطن على طهران، لكن يبدو من القسوة رفض منح اللبنانيين هذا الإمتياز على خلفية هذه الأزمة”.

وتابعت: “هذا يعني أن حسن نصر الله نجح في دفع الولايات المتحدة نحو المأزق، يعتقد الخبراء أن “حزب الله” سيفوز في أي حال – بغض النظر عما إذا كان سيدخل الوقود الى لبنان، في حال فشل ذلك سيلقي “حزب الله” باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل لوضعهما عراقيل لحل مشاكل اللبنانيين”.

ولفتت الى أنه “من غير المستغرب، قول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في مؤتمر صحفي للصحفيين الأجانب يوم الأربعاء إن لبنان أصبح دولة “تديرها منظمة إرهابية”، أي حزب الله.

أما احتمالات وصول ناقلة نفط إيرانية إلى لبنان، فقد وصفها بـ “قضية أمنية”.

وبحسب لبيد، فإن الموضوع قيد المناقشة مع الدول المعنية بهذا الوضع”، وأشار إلى أن القرار سيُتخذ مع مراعاة “الجانب الأمني”، مضيفًا أن إسرائيل غير معنية بـ “انهيار لبنان” وتريد أن يرى هذا البلد مستقراً.

في الوقت عينه، نقلت وسائل الإعلام اللبنانية كلام السيناتور الديموقراطي الأميركي كريس مورفي بعد لقائه المسؤولين في بيروت، حيث قال: “أي وقود ينقل عبر سوريا يخضع للعقوبات، وواشنطن تبحث عن طريقة للقيام بذلك من دون عقوبات”.

وقالت: “صحيح أن خيار المساعدة الذي تعرضه واشنطن على اللبنانيين حتى الآن ينطبق أيضا على سوريا، وفور إعلان نصرالله إرسال الناقلة الإيرانية، وعدت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا بمساعدة أميركية في تنفيذ مشروع توريد الغاز المصري إلى محطات الكهرباء اللبنانية عبر الأردن وسوريا، وأشار بيان لرئيس الجمهورية ميشال عون إلى أن الولايات المتحدة “ستساعد في تنفيذ هذا المشروع الذي سيموله البنك الدولي”، في إشارة الى تصريح شيا.

ومن المقرر أن يتم نقل الغاز إلى الأردن التي ستقوم بتوليد كميات كهرباء إضافية عن طريق إرسالها إلى لبنان عبر شبكات الكهرباء التي تمر عبر سوريا”.

وبحسب صحيفة (العربي الجديد) القطرية، فإن المخطط يتطلب من السلطات اللبنانية والبنك الدولي التفاوض مع نظام بشار الأسد، “الذي من المتوقع أن يطلب بعض الغاز المار عبر أراضيه، إضافة إلى رسوم عبور، وبالتالي، قد تكون الولايات المتحدة متورطة علنًا في حوار مع الرئيس بشار الأسد، الذي تعتبره رئيساً غير شرعيا.

في ظل هذه الوقائع، أكدت (العربي الجديد) وموقع (ميدل إيست آي)، أن “السفارة الأميركية أعلنت عن خططها في الوقت الخطأ، بل إنها دخلت في نزاع مع “حزب الله”، الذي من شأنه أن يساعد لبنان بشكل أفضل، بدلاً من البقاء في الظل، على الرغم من أنه من الواضح أن العديد من القضايا لا يمكن حلها من دون الدعم الأميركي – نحن نتحدث عن التمويل والإعفاءات من العقوبات”.

للإطلاع على التقرير بنسخته الأصلية اضغط على الرابط التالي: https://is.gd/X2yMr7

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن