الحد من الشائعات قُبيل الانتخابات

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم : تمارا حداد

إن موضوع الشائعات من الموضوعات الهامة التي بحاجة للانتباه لها كونها أهم الأدوات لافتعال الحرب النفسية بهدف بث الفُرقة والخلافات بين أواسط المجتمع للوصول إلى حالة من الفوضى وضعضعة السلم الأهلي.

والشائعات تنتشر في أوقات مُعينة وبالتحديد قُبيل الانتخابات وبث معلومات وروايات قابلة للتصديق يتناقلها الناس عبر الأحاديث دون أن يكون هناك لها معايير مؤكدة للصدق، وهذه الشائعات لها أهداف عديدة من أبرزها، أهداف غير أخلاقية والتي تُشكك بقيم وأخلاق المجتمع والتشكيك بشخصيات بهدف تدميرهم والخلاص منهم، أما الهدف الآخر للشائعات هو أهداف سياسية تتمثل بإضعاف مؤسسات أو جمعيات أو هيئات أو أفراد من خلال إطلاق الدعايات السامة من خلال الإعلام المضلل عبر الإعلام التقليدي أو الرقمي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر مجموعات سرية يتواجد خلالها مئات الأفراد كمجموعات الواتس أب أو تلغرام لنشر شائعات بهدف التشكيك والتضليل.

أما الهدف الآخر للشائعات وهو الهدف الاجتماعي يتمثل في نشر الفوضى وضرب المجتمع بعضه ببعض لإثارة الفتن والخصومات وتعميق الخلافات والمشاكل الذي يؤدي إلى ضعضعة السلم الأهلي وبالتالي قتل الأفراد لبعضهم البعض نتيجة الشائعات المغرضة.

أما الهدف النفسي والمعنوي وهو من أكثر أساليب الحرب النفسية تأثيراً على الروح المعنوية فهي تسعى إلى خلق جو من البلبلة وزعزعة الثقة بالنفس وبث الروح الانهزامية والتفرقة والاحباط والاستسلام، كما أن للشائعات أهداف اقتصادية حيث تستغل الشائعات الظروف الاقتصادية السيئة كعدم توفر فرص العمل والبطالة والحصار وعدم وجود الرواتب بهدف إثارة الفوضى والقلق بين أفراد المجتمع.

وهناك هدف هام للشائعات وهو الاهداف العسكرية بهدف قتل روح المواطنة للمواطن داخل مجتمعه بهدف القضاء على الإرادة والصمود ليؤدي إلى قتل الروح الوطنية التي بداخله والتوجه نحو الأفكار السلبية التي تجعل المواطن غير آبه بما يحصل في بلده وداخل أطر مجتمعه.

أين تنتشر الشائعات:

تنتشر الشائعات في الأماكن والمجتمعات التي تفتقر إلى الوعي الكافي وعدم توفر ثقافة الحوار وبالتحديد خلال الأزمات، وتكثر الشائعات بالتحديد قُبيل الانتخابات لضرب النسيج المجتمعي وتحقيق أهداف سياسية ضمن توجهات معينة بالتشكيك بالأفراد من خلال نشر الشائعات.

كما تنتشر الشائعات في أماكن انتشار المشكلات الاجتماعية كالفقر وتكالب المعارضة والخصوم وانتشار الفساد والمحسوبية وغياب معايير العدالة الاجتماعية، كما أن الشائعات تنتشر في مواقع انتشار الخلافات السياسية بين الاحزاب والفصائل نتيجة غياب خطة سياسة تُوفق بين الجميع ونتيجة غياب الديمقراطية وعدم القدرة على التداول السلمي المستمر للسلطة الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الشائعات.

كما أن الانقلابات في الدولة ذاتها يؤدي الى انتشار الشائعات كبيئة خصبة لزرعها وبثها بشكل سريع، كما أن المشكلات الاقتصادية كارتفاع الأسعار والتبعية الاقتصادية وعدم القدرة على إيجاد فرص للشباب يؤدي إلى انتشار الشائعات.

كما أن عصر الانترنت ووجود القنوات اليوتيوبية والنصوص والافلام الفيديوهاتية والهاشتاغ والتغريدات الساخرة أو الناقدة التي تنشر الشائعات بشكل فكاهي أو مسرحي كلها تمرر الشائعة وإغراق المجتمع بأفكار مضللة غير موجودة على أرض الواقع، حيث سهلت مواقع التواصل الاجتماعي نشر الشائعة وبالتحديد أن هناك غياب للرقابة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي وعدم تطبيق قانون يُجرم نشر الشائعات عبر المواقع والإعلام الرقمي.

شروط تتوافر للشائعة:

إن تحقق الإشاعة يحتاج إلى عنصرين هما: الأهمية والغموض فكلما كانت الشائعة ذات أهمية تنتشر بشكل سريع بين أواسط المجتمع، وكلما اتسمت بالغموض أيضا انتشرت بشكل سريع، حيث أن كلما كان الخبر قريبا من المواضيع الفلسطينية تهم المواطن الفلسطيني فإنه سيصدق الشائعة واذا شعر ان هناك غموضاً حولها فانه يحاول أن يصدقها وينشرها بين أصدقائه لمعرفة مدى صدق الشائعة وعند النشر تصبح الشائعة خبراً والخبر يصبح رواية والرواية تصبح مجلداً.

أدوات لمكافحة الشائعة:

1. نشر الوعي بين أواسط المجتمع من خلال المؤسسات والجمعيات والبلديات والجامعات والمراكز والجوامع والتنبه لمخاطر تلك الشائعات.

2. التيقن من مصدر الإشاعة بالتحديد في أماكن الخلافات السياسية والحزبية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

3. البحث في الأسباب والدوافع التي استندت إليها الإشاعة ولمصلحة من تبث تلك الشائعة.

4. عمل استبانات لأخذ آراء المجتمع حول الشائعات بهدف وضع استراتيجيات مستقبل لتوعية المجتمع بمخاطر نشر الشائعات.

5. تعزيز ثقافة الفكر والتفكر وتحليل ما يتم سماعه إلى حين التيقن من خبر الشائعة.

خلاصة: هدف الشائعات هو الدخول إلى الحرب النفسية حيث أصبحت أشد وطأة من الحروب العسكرية، هدفها غسل الأدمغة ونشر أفكار تتعارض مع القيم وإحداث الإرباك العقلي المرتبط بالعاطفة من خلال إغراق المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في وهم يجعل الفرد لا يستطيع أن يقرر القرار الصائب وتحقيق للخصوم أهدافهم التخريبية وتضليل عقول الأفراد والجماعات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن