الصراع الغربي الصيني ونهاية عصر الديمقراطية

الصراع الغربي الصيني ونهاية عصر الديمقراطية
جون المصري

يعتبر الكثير من الناس أن الديمقراطية هي النظام المثالي في العالم، ولكن الحقيقة أنها هي النظام الأفضل وليس المثالي حتى الآن .

فكان الاعتقاد السائد أن هناك علاقة طردية بين ديمقراطية الدولة وتقدمها الاقتصادي فكان السبب الرئيسي في تفكك الاتحاد السوفيتي هو عدم قدرته على الصمود أمام الغرب الديمقراطي على عكس الصين التي أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم وفى طريقها إلى أن تصبح الاقتصاد الأول على الرغم من أن نظام الحكم في الصين بعيدا كل البعد عن الديمقراطية، ولكنها استغلت عيوب الديمقراطية الموجودة في الغرب، كما عالجت الأخطاء الاقتصادية للاتحاد السوفيتي من خلال نظام السوق الحر وهو أفضل نظام للتقدم الاقتصادي.

وعلى الرغم من فوائد التعدد في النظام الديمقراطي لكن من أخطر عيوبه هو التغيير المستمر والصراع بين اليمين واليسار وكان السبب الرئيسي في تفوق الولايات المتحدة الأمريكية على أوروبا هو تداول السلطة بين حزبين كلاهما يميني التوجه فلم تظهر عيوب الديمقراطية الواضحة التي ظهرت في أوروبا نتيجة تداول السلطة بين اليسار واليمين وفى بعض الأحيان الائتلافات الحكومية، ولكن بعد ظهور الاتجاه اليساري الجديد للحزب الديمقراطي أصبحت أمريكا مثل أوروبا في الصراع بين اليمين واليسار.

ومع ظهور الليبرالية الجديدة أصبح اليسار أكثر تطرفا ما أدى إلى ظهور اليمين المتطرف في مواجهة اليسار المتطرف، ليحتدم الصراع بينهما فيتراجع اقتصاد الدولة وقد أثار مشهد اقتحام الكونجرس الأمريكي تساؤل الإعلام الغربي عن مدى قدرة الديمقراطية الغربية على الصمود في ظل الصراع بين اليمين واليسار أمام الصين دولة الحزب الواحد المرن، وازدادت مخاوف الغرب بعد التحكم التكنولوجي الصيني الرهيب في كل شبر من أراضيها ومراقبة كل فرد من شعبها ببصمة الوجه وإعطاء كل فرد نقاط على حسب أفعاله وأخطائه، فأصبحت الحكومة الصينية مثل الإله الذى يتحكم في أدق خصوصيات الشعب ما يعد كسرا لقواعد الديمقراطية.

والخطير في الأمر هو أن هذا النظام قد يصنع من الصين دولة نموذجية مثل ماكينات المصانع التي تستمر في العمل بأقل الأخطاء، وتتقدم وتتفوق على الغرب بصورة سريعة وبفروق ضخمة جدا، وهنا يرى الكثير من المحللين الغربيين أنه في هذه الحالة سوف تصبح الديمقراطية عائقا ضخما أمام الغرب للحاق بالصين.

وهنا السؤال الهام “هل ستصمد الديمقراطية في ظل الصراع الغربي الصيني؟” فأنا أعتقد أن العالم سوف يذهب إلى نظام جديد ليس فقط بوجود أكثر من قطب مثل أمريكا والصين لكن أيضا بظهور بديل آخر للديمقراطية، حتى الآن لا أحد يعرف الشكل العام لهذا النظام البديل وهل ستتقبله الشعوب وبالأخص الغربية، لكن الأكيد هو أن النظام الديمقراطي سوف يحتاج إلى تعديل حتى يستطيع أن يتعامل مع التقدم الصيني غير المسبوق.

الكاتب: جون المصري

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن