الغارديان: العنف ضد متظاهري غزة يقوض مكانة إسرائيل دولياً

مسيرة العودة

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن استخدام جيش الاحتلال القوة المفرطة ضد مسيرات العودة السلمية على حدود غزة، يقوض مكانة “إسرائيل” ويدمر ديمقراطيتها من الداخل.

وأشارت الصحيفة إلى تغريدة لمبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، تساءل فيها: “هل سيساعد قتل طفل في غزة على تحقيق السلام؟”.

وأجاب ملادينوف عن تساؤله الذي طرحه تعليقاً على استشهاد طفل فلسطيني أُصيب برأسه خلال التظاهرات السلمية في غزة: “لا؛ إنها تغذي الغضب وتولّد مزيداً من القتل”.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية إجراء أي تحقيق بشأن استشهاد الطفل محمد أيوب (15 عاماً)، ولم تتنازل للمجتمع الدولي، الذي دعا جيشها إلى وقف قتل الأطفال باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.

وكما ترى الصحيفة، فإن “على ما يبدو، فإن قتل الفلسطينيين والاستخدام الوحشي للقوة ضد المتظاهرين السلميين هناك، أصبح طبيعياً لدى الساسة الإسرائيليين”.

واعتبرت “الغارديان” أن استخدام “إسرائيل” القوة، التي قتلت 40 فلسطينياً وأدت إلى إصابة الآلاف، “مؤشر خطير لبقاء قطاع غزة تحت سيطرتها (بعد 12 عاماً على الانسحاب منه)”.

وبدأت “مسيرات العودة الكبرى” نهاية مارس الماضي، حيث يتجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين حتى اليوم، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل؛ للمطالبة بحقهم في العودة، وذلك ضمن فعاليات ستبلغ ذروتها في 15 مايو المقبل (النكبة).

ورأت أن “إطلاق النار على صحفي وسيارات إسعاف لا يندرج تحت عنوان حماية حدود إسرائيل، أمام تدفق السيل البشري السلمي القادم من غزة وحسب، وإنما هو محاولة للإبقاء على غزة تحت السيطرة الإسرائيلية”.

وانسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة في خطة بدأت في أغسطس 2005، بعد احتلال دامَ أكثر من 38 عاماً، وذلك بإزالة 21 مستوطنة من محافظات القطاع الخمس.

وأشارت الصحيفة إلى دعوة صحفي فلسطيني يُدعى “أحمد أبو أرتيمة”، وجَّهها على حسابه الشخصي في “فيسبوك” للاحتجاج عند السياج الفاصل بين غزة و”إسرائيل”، وجاء فيها: “ماذا سيحدث إذا حاول آلاف اللاجئين وأحفادهم عبور الحدود سلمياً إلى منازل أجدادهم؟”.

وهذه الأفكار، برأي الصحيفة، “قد تبدو مثالية، لكنها حتماً ليست تافهة، فلقد لقيت استجابة كبيرة، وهو ما لم يكن متوقَّعاً لدى إسرائيل، كما أنها وجدت قبولاً لدى حركة حماس التي تدير غزة، ولا يُعرف كم سيطول صبرها في هذه التظاهرات السلمية.”

بعد عقد من الحصار الإسرائيلي على غزة، وإغلاق مصر معبر رفح بشكل متواصل، فضلاً عن 3 حروب شنّها الاحتلال في 2008 و2012 و2014، “أصبحت غزة على حافة كارثة”.

وأضافت الصحيفة: “لقد تحولت (غزة) إلى سجن كبير يضم قرابة مليون و800 ألف نسمة. وبحلول 2020، ستصبح غير صالحة للسكن، بحسب الأمم المتحدة، وهو ما يحولها إلى ما يشبه طنجرة ضغط قابلة للانفجار بأي لحظة”.

ويعاني قرابة مليوني نسمة في غزة أوضاعاً معيشية وصحية متردِّية للغاية؛ جراء حصار إسرائيل للقطاع، منذ أكثر من عشر سنوات، في أعقاب فوز حركة “حماس” بالانتخابات النيابية في 2006.

وتتأسف “الغارديان” بشأن اعتبار ما تفعله الحكومة الإسرائيلية مكاسب لها، فلقد حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على اعتراف من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وخفض مخصصات “الأونروا”.

نتنياهو وفي ظل هذا الدعم الأمريكي، يستهدف التظاهرات السلمية التي تطالب بحق العودة، “ومثل هذا سيؤدي إلى دفع الفلسطينيين لمواصلة النضال ويقدم لهم دفعة معنوية لذلك، ويجعل المفاوضات مجرد حديث لا معنى له”.

وتقول الصحيفة: “نتنياهو يستغل هذه التفاهة العبثية التي يقوم بها ترامب، للدفع من أجل التعجيل بما يعرف بصفقة القرن، لكن حتى لو تحقق له ذلك فإن مكاسبه سرعان ما ستزول”.

وتتابع: “محاولة إخضاع الفلسطينيين ستقوض مكانة إسرائيل على الصعيد الدولي وتدمر ديمقراطيتها من الداخل، خاصة أن سياستها معروفة بتعصُّبها وعدائيتها للعرب”.

وتختم الصحيفة بإبداء رأيها: “من مصلحة إسرائيل القبول بقيام دولة للفلسطينيين”، معتبرةً أن “خيار الدولة ضمن الكيان الواحد الذي يجمع الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، سيحوّل الأخير إلى أقلية”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن