القمم العربية إلى أين..؟

كمال الرواغ
كمال الرواغ

بقلم: كمال الرواغ

إن عقد القمم العربية وعلى مدار عقود بدون أي انجازات أمنية أو إقتصادية أو سياسية ترمم الوضع العربي الهش والضعيف والمليئ بالفتن والقتل على خلفيات قومية ودينية ومذهبية وطائفية، وضع هذه القمم في دائرة الشكل أكثر من المضمون، حيث أصبحت بروتوكولات استعراضيه يتداعى لها الزعماء العرب عندما تشتد حولهم المخاطر و العواصف التي تهز أركان عروشهم وممالكهم وممتلكاتهم هذه هي المعادلة بإختصار وبدون أي تجميل.

فعشرات القرارات التي صدرت حول القضية الفلسطينية وحول العديد من الاقطار العربيه التي مرت بظروف استثنائية عاصفه وخطرة سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي، الا انها لم ينفذ منها شئ وما زالت دماء ابناء العراق تنزف في شوارع واسواق وحارات ومجافظات العراق الشقيق، لقد ذهبت جميع الاتفاقيات أدراج الرياح واستبدلت بمبادرات للتطبيع العربي الصهيوني، في ظل ما نشاهده من تهافت وإنزلاق لاقدام بعض الحكام العرب في المربع الصهيوني الأمريكي، خوفآ من البعبع الايراني .

إن القرارات التي تصدر من هذه القمم معنونة دائمآ بثلاث كلمات فقط لا غير الإدانة والشجب والإستنكار.

حتى أصبحت هذه البيانات لا تؤخذ على محمل الجد، بل ينظر لها باستخفاف واستهزاء من الشارع العربي والاقليمي والدولي ،ولا يعمل لها أي حساب من الخصوم او الأعداء .

لقد غاب عن المشهد العربي منذ عقود حركات التضامن الجماهيري من الشارع العربي مع أزمات ومشاكل المنطقة سواء بالفرح أو الغضب .

هل أصبحت المسافة بين القاعدة والقمة شاسعة لهذه الدرجة ؟هل غابت الثقة بين الحاكم والمحكوم لهذه الدرجة ؟

إن الإرتهان إلى الأجنبي المستعمر والمحتل لأرضنا وثرواتنا هو الذي خلق كل هذة المساحة من اجل تعرية الحكام من احاضنتهم الشعبية ليصبحوا أداة طيعه في ايدي التحالف الصهيوامريكي .

إلى متى سيستمر العرب في عدم القدرة على حماية أنفسهم وشعوبهم و ثرواتهم و مقدساتهم وكرامتهم .

نحن بحاجه الى أعادة تشكيل إتحادات عربية حقيقية فاعلة في داخل اطار جامعة الدول العربية، عسكرية واقتصادية وسياسية، قادرة على تحمل مخاطر المرحلة ومستقبل المنطقة وأمنها وسلامها .

يا أصحاب الفخامة والجلالة والمعالي والسيادة، أرض العرب للعرب وخيرات العرب للعرب، وليس للغرب وستسألون عنها يوم الحساب اين انفقتموها وماذا فعلتم بها، فالعرب قادرين على حماية أنفسهم وشعوبهم كما فعلو بالسابق وصدوا كل الهجمات التي إستهدفت أرضهم وثرواتهم ومقدساتهم وحمو بلادهم من الأطماع الفارسية والصليبية والمغولية وكنسوا الإستعمار الاوروبي عن بلادهم بدماء أبنائهم وصمودهم وحفظاهم على ارثهم وحضارتهم العربيه الاسلاميه والمسيحيه .

إن مئات المليارات التي تدفع سنويا وشهريا للتحالف الغربي بزعامة امريكا واسرائيل التي تتنكر للحقوق الفلسطينية ولجميع القرارات الدولية، وهم يدعون زورآ حمايتنا، فهذه القنابل والطائرات التي تقصف وتفجر المدن والشوارع العربية سواء في القدس أو غزة أو حلب أو بغداد أو صنعاء أو طرابلس هي امريكية واسرائيلية الصنع والمنشأ، اعزائي اصحاب المعالي شعوبكم بحاجه الى وقفة عز، تعيد لها جزء من معنواياتها وكرامتها وثقتها بكم ولو بأنتصار واحد .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن