بالمختصر وربما المفيد.. اخجلوا من استمرار الانقسام وسارعوا لانتخابات شاملة

بالمختصر وربما المفيد.. اخجلوا من استمرار الانقسام وسارعوا لانتخابات شاملة
إبراهيم دعيبس

بقلم: إبراهيم دعيبس

نحن في وضع سياسي من أسوأ ما يكون من كل النواحي، على المستوى العربي يزداد التطبيع مع الاحتلال وتعميق العلاقات الاقتصادية مع الذين يحتلون ارضنا ويدمرون مستقبلنا، ولقد رأينا صورا مؤلمة للتطبيع وتبادلا للمجاملات والضحكات الجوفاء، كما رأينا رجل دين يهوديا يبارك سفيرا عربيا، وعلى المستوى الرسمي الدولي ما يزال التأييد قويا لإسرائيل، وان كان على المستوى الشعبي شيئا مختلفا حيث رأينا تظاهرات تأييد كبيرة لنا ولحقوقنا وضد الاحتلال.

الأمر المؤلم حقا هو ما نفعله نحن ضد أنفسنا وقضيتنا، والمقصود بذلك هو هذا الانقسام المتواصل الذي يزداد توسعا وتعمقا حتى يكاد يكون أمرا طبيعيا، وكان آخر مظاهر ذلك ما لم يحدث في القاهرة، حيث كان من المقترح عقد لقاءات مصالحة الا انها تأجلت او تم الغاؤها بسبب مواقف بعض الأطراف التي كان من المفترض ان تشارك، ثم وضعت العراقيل وانتهت الاحتمالات وظل الانقسام سيد الموقف.

الناس يتساءلون ما الذي يمنع استعادة الوحدة؟ والجواب يبدو بسيطا وهو ان كل طرف يتمسك بالكرسي التي يجلس عليها وغير مستعد للتنازل ويطلب من الطرف الثاني ان يفعل ذلك.

وبصراحة أيضا، فان القيادات تبدو في واد والناس في واد اخر، ويبدو التجاوب منقطعا كليا بين الطرفين، ولا يتم فعل أي شيء حقيقي سوى اصدار بعض البيانات والتصريحات التي اعتدنا سماعها منذ عشرات السنين، ولم يعد الشعب يحتمل هذا التكرار المزعج خاصة والكل يرى تصرفات وممارسات الاحتلال وجنوده الذين شاركوا في إقامة بؤرة استيطانية قرب نابلس، كما اتفق المتطرفون مع الشرطة الإسرائيلية بشأن «مسيرة الاعلام» الاستفزازية وحلقات الرقص والعربدة في القدس القديمة وابوابها بصورة خاصة.

ومما زاد الطين بلة، تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة وكانت تبدو مخرجا ممكنا للمأزق القيادي والسياسي الذي نعاني منه، بدون أي مبرر منطقي وبدون تحديد موعد جديد لإجرائها.

الناس يطالبون وبقوة، باستعادة الوحدة الوطنية وانهاء هذا الانقسام، أولا، وبأجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حقيقية لتجديد الروح السياسية القادرة على مواجهة التحديات المدمرة التي تواجهنا، وبدون ذلك فان الاحتلال سيواصل استبداده واستيلاءه على الأرض والعمل على تهويدها.

ووسط هذا الوضع المأساوي فإن الشعب لا يتوقف عن القيام بدوره الوطني ومواجهة العربة الاحتلالية سواء في حي الشيخ جراح، او بطن الهوى، وهو يقدم التضحيات من دماء أبنائه ومستعد دائما لتقديم المزيد.

ملاحظة أخيرة

طيلة الأسابيع الأربعة الماضية وحتى اليوم، ما أزال أعاني من ألم شديد بسبب «حزام ناري» في ظهري وقد كنت بالمستشفى نحو أسبوع، وطيلة هذه الفترة وحتى اليوم فان معاناة الاسرى لم تفارقني ولم يغب عن فكري وانا أعاني من عزلة مرضية قصيرة، مقدار معاناتهم طيلة سنوات وراء القضبان، كان الله في عونهم وعون أهلهم وشعبنا لن ينسى أبدا هؤلاء الأبطال الصامدين والمكافحين، ولهم كل المحبة والاحترام والتقدير.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن