تدخل فرنسا بطلة العالم مواجهتها ضد بلجيكا في الدور نصف النهائي لدوري الأمم الأوروبية في تورينو الخميس، ساعية لتوجيه رسالة قوية في أعقاب خروجها المفاجئ والمبكر من كأس أوروبا هذا الصيف.

كان أبطال العالم من أبرز المرشحين للتتويج القاري منذ بضعة أشهر، لكنهم فشلوا في إظهار بريقهم رغم ضمهم مجموعة من أبرز نجوم اللعبة.

وشكل خروجهم من الدور الـ16 ضد سويسرا بركلات الترجيح بعد أن كانوا متقدمين 3-1 قبل 15 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي، صدمة كبيرة وأدى الى انشقاقات في صفوف المعسكر الفرنسي.

ونشرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الواسعة الانتشار، الثلاثاء، مقابلة مطوّلة مع المهاجم “كيليان مبابي” الذي أهدر ركلة الترجيح الخامسة والأخيرة ضد سويسرا، ما أدى الى إقصاء الديوك من البطولة، حيث كشف أنه كان يأمل بأن يحظى بـ”دعم أكبر” على أثر ما حصل.

قال مهاجم باريس سان جرمان: “ما صدمني، مرة أخرى، هو تسميتي بالقرد بسبب ركلة جزاء. لهذا السبب كنت بحاجة إلى الدعم، ليس لأنني سددت الكرة إلى الجهة اليسرى و(الحارس يان) سومر تصدى لها”.

كما كشف “مبابي” أنه كان يأمل بدعم أكبر من زملائه على أرض الملعب مباشرة بعد إهداره الركلة، لكن قلب الدفاع “رافايل فاران” أكد، الثلاثاء، أن اللاعبين يدعمون بعضهم البعض.

وقال مدافع مانشستر يونايتد الإنجليزي أمام الصحفيين: “نحن سويًا عندما تسير الأمور على نحو جيد وعندما تسير على نحو سيئ أيضًا. نتعامل مع الأمور كمجموعة، لا نترك أحدًا وحده. هذه هي فلسفتنا ولن تتغير”.

“ليس هناك ثأر”

وتشكل المباراة مع بلجيكا إعادة لنصف نهائي مونديال 2018 في روسيا عندما تفوق الديوك على الشياطين الحمر بهدف دون رد في طريقهم إلى اللقب.

وتدخل فرنسا المواجهة، الخميس، بفورمة غير مقنعة، بعد فوزها 2-صفر على فنلندا في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 الشهر الفائت، كان الأول بعد سلسلة من 5 تعادلات.

سيغيب عن صفوفهم لاعب الارتكاز المتألق “نجولو كانتي” بعد إصابته بفيروس “كورونا” قبل مباراة فريقه تشيلسي الإنجليزي التي خسرها أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الفائت.

وقال مدرب فرنسا ديدييه ديشان: “لا يجب أن نقلل من أهمية هذه البطولة، لقد حلّت مكان المباريات الودية التي لم تكن تحظى بشعبية، نحن هنا من أجل هدف محدد وعلى عكس البطولات الأخرى، نحن في نصف النهائي الآن”.

من جهتها، ستتطلع بلجيكا لتعويض خيبتها القارية على أرض المنتخب الذي أخرجها من الدور ربع النهائي قبل أن يمضي ويحقق اللقب.

صحيح أن رجال المدرب الإسباني “روبرتو مارتينيس” بلغوا مرحلة متقدمة أكثر من فرنسا في البطولة القارية، لكن الخيبة كانت كبيرة للمنتخب الذي يتصدر ترتيب المنتخبات في العالم بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”.

واعتبر “مارتينيس” أنه “ليس هناك من ثأر، ولكن رغبة في التقدم والوصول إلى النهائي والإفادة من هذه المباراة الكبيرة”.

يعود اللقب الوحيد لبلجيكا في تاريخها إلى ذهبية أولمبياد 1920 على أرضها في أنتويرب، في حين فشل الجيل الذهبي الحالي في تحقيق نتائج مميزة بعد اكتفائه ببرونزية مونديال روسيا على حساب إنجلترا.

وستشهد المباراة على ملعب أليانز ستاديوم الخاص بيوفنتوس أمام 20 ألف مشجع بسبب بروتوكولات جائحة “كورونا”، مواجهات بين أبرز نحوم الكرة المستديرة على مثال لاعبي الوسط “بول بوغبا”، و”كيفن دي بروين”، والمهاجمين “كريم بنزيمة” و”روميلو لوكاكاو”، و”مبابي” و”إيدين هازار”، وغيرهم.

وعلّق “ديشان”: “لديهم 6 أو 7 لاعبين خاضوا أكثر من 100 مباراة دولية وهم مع المنتخب منذ فترة طوية. لا يتصدرون ترتيب المنتخبات من لا شيء. إنهم منظمون جدًا، لديهم لاعبون شباب مميزون إضافة الى نواة من اللاعبين المخضرمين مما يجعلهم أحد أفضل الفرق في أوروبا والعالم”.

وتابع قائد المنتخب الفرنسي السابق المتوج بكأس العالم 1998 وببطولة أوروبا عام 2000: “إنهم جيل رائع من اللاعبين الذين لم يختبروا بعد فرحة الفوز بلقب بطولة ما”.

السعودية – اليابان

رغم خسارة المنتخب السعودي أمام نظيره الياباني في آخر لقاء جمع بينهما في بطولة كأس آسيا 2019 التي أقيمت في الإمارات، فإن الجماهير السعودية تستحضر اللقاء المثير الذي جمع بين المنتخبين على ملعب الملك عبدالله الشهير بالجوهرة المشعة وفيه خطف الأخضر السعودي بطاقة الصعود نحو مونديال روسيا 2018.

ملعب الجوهرة الذي شهد فوز الأخضر السعودي أمام نظيره الياباني بهدف وحيد حمل توقيع المهاجم “فهد المولد”، يعود مساء الخميس، لاحتضان مواجهة المنتخبين مجدداً ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات الحاسمة والنهائية المؤهلة لمونديال قطر 2022.

في المواجهات السعودية اليابانية المباشرة، يملك منتخب الساموراي تفوقاً واضحاً من خلال نتائجه الإيجابية المسجلة أمام نظيره السعودي، حيث التقى المنتخبان في 14 مباراة جمعت بينهما في مختلف المناسبات والبطولات، كسب اليابان منها 9 مباريات فيما حقق الأخضر الفوز في 4 مباريات وحضر التعادل بينهما في مباراة وحيدة فقط.

اليابان والسعودية، مباريات مُثيرة لا تعرف الهدوء إلا في حالة حدثت لمرة واحدة عندما تعادل المنتخبان في تصفيات كأس العالم 1994 التي أقيمت بالدوحة وانتهت بالتعادل السلبي دون أهداف، فيما تحضر الأهداف دائماً في بقية المواجهات التي جمعت بينهما.

وبحسب موقع المنتخب السعودي، فإن أول مواجهة جمعت بين السعودية واليابان كانت في دورة الألعاب الآسيوية بكين 1990 وحينها حقق الأخضر فوزه بهدفين دون مقابل حملت توقيع الثنائي “فهد الهريفي”، و”خالد مسعد”، وكان ذلك الانتصار الأول للأخضر السعودي.

فيما حضر ثاني فوز في المواجهات المباشرة بينهما للأخضر السعودي في تصفيات كأس آسيا 2007 بهدف وحيد دون رد حمل توقيع المهاجم “صالح بشير”، وهي المواجهة التي أقيمت في مدينة جدة على ملعب الأمير عبد الله الفيصل.

وحضر الفوز الثالث للأخضر السعودي أمام اليابان في دور نصف نهائي آسيا 2007 بعدما حقق الأخضر فوزاً مثيراً بثلاثية مقابل هدفين حملت توقيع “ياسر القحطاني”، و”مالك معاذ” “هدفين”، وكان آخر الانتصارات السعودية في تصفيات مونديال روسيا 2018 بهدف فهد المولد. أما منتخب اليابان فقد بدأ رحلة انتصاراته في مبارياته أمام السعودية بدأ بمواجهة كأس آسيا 1992 والتي كسبها بهدف وحيد دون رد، ليحقق الفوز تباعاً في مباراتين وديتين حضرت في عام 1995 وكسبها اليابان بنتيجة 2 – 1، أما الانتصار الرابع فقد حضر في بطولة كأس آسيا 2000 برباعية مقابل هدف ليكرر منتخب الساموراي انتصاره في ذات البطولة بهدف وحيد دون رد وهو الفوز الخامس.

وحضر الانتصار السادس لمنتخب اليابان في مواجهة إياب تصفيات كأس آسيا 2007 والتي كسبها بثلاثة أهداف مقابل هدف، فيما شهدت بطولة آسيا 2011 أكبر نتيجة في تاريخ مواجهات المنتخبين حينما كسب اليابان نظيره السعودي بـ5 أهداف دون مقابل.

وجاء الانتصار الثامن لمنتخب اليابان في تصفيات كأس العالم 2018 حينما كسب المباراة بهدفين مقابل هدف، فيما كان آخر فوز حققه وهي المواجهة الأخيرة التي جمعت بينهما في بطولة كأس آسيا 2019 والتي كسبها اليابان بهدف وحيد دون رد وهو الانتصار التاسع في تاريخ المواجهات المباشرة بينهما.