جلال نشوان يكتب: الإنسانية بين معيارين

جلال نشوان يكتب: الإنسانية بين معيارين
جلال نشوان يكتب: الإنسانية بين معيارين

الكاتب: جلال نشوان

بكى شعبنا الفلسطيني والعالم كله الطفل ريان الذي رحل عن عالمنا ، بعد أن سقط في بئر عميقة ، وتسمرت الملايين أمام شاشات التلفاز، انتظاراً لخروجه حياً يرزق ، لتشارك أسرته والشعب المغربي الشقيق فرحة اللقاء ، لكنها إرادة الله التي لا راد لها ، ما لفت نظري ، حجم التضامن الكبير من بني الإنسان في العالم كله ، وهنا أقول أين الإنسانية من أطفال فلسطين الذين قضوا من حمم الطائرات الصهيونية (الأمريكية الصنع).

وهنا يداهمنا السؤال الأكثر إلحاحاً :

لماذا لم نر هذا الزخم الكبير عندما استشهدت الرضيعة إيمان حجو ؟!!!!!!!!

ألم ير العالم والدها وهو يحتضنها بالم وحزن ؟ !!!!!

ألم ير العالم إعدام الشهيد الطفل محمد الدرة وعلى الهواء مباشرة ؟ !!!!!

ألم ير العالم كيف أُستشهد مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ؟!!!

ألم ير العالم أطفال العراق كيف استشهدوا في ملجأ العامرية في أماكن أخرى في العراق الشقيق ؟!!!!

ألم ير العالم الآلاف من أطفال سوريا الذين استشهدوا تحت أنقاض المباني ؟!!!!

القضية يا سادة :

إن الإنسانية بين معيارين !!!!

فالإنسانية هي أكثر الروابط البشرية سموًّا ورقياً ، وهي العابرة فوق أي حواجز دينية أو عرقية أو فكرية..

هي لغة عالمية بكل معنى الكلمة تتساقط أمامها القيود والتباينات.. الإنسانية رحمة ونشر للخير ومواقف واضحة، وليست مجرد كلمة تنتطقها الألسن وتتباهى بها الأمم في بياناتها وتصريحاتها التي لا تساوي الحبر الذي كتب عليه الإنسانية عدم التمييز بين بني الإنسان.

حقا:

تألمنا، وخيم علينا الحزن ، عندما تواردت الأنباء عن رحيله وكم كنا نتمنى أن يُنقََذ ويُخرَج حيّا من البئر العميق الذي سقط فيه ولكن هل ريّان هو الطفل الوحيد الضحية في عالمنا العربي؟.

ريّان ربما كان ضحية عدم انتباه والديه وعدم إكتراث السلطات المحلية الذين تركوا البئر بِلا غطاء، فسقط بهِ الطفل وهو يلعبُ بجانبهِ.. ولكن ماذا عن أطفال فلسطين الذين استشهدوا من حمم الطائرات الصهيونية ؟ وماذا عن أطفال العراق وسوريا ولبنان الذين هُم ضحايا المشروع الصهيوأمريكي؟
لقد تعرض شعبنا الفلسطيني إلى أبشع صور القمع والإبادة والتدمير على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني الإرهابي التي طالت البشر والحجر.

فقد ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني العديد من المجازر الوحشية والبشعة ضد الأطفال ومنها حرق عائلة دوابشة ومحمد خضر الذي أُحرق وهو على قيد الحياة، ومئات الأطفال في غزة الذين استشهدوا تحت الأنقاض وقد رافقت هذه المجازر ممارسات أخرى ارتكبت بحق النساء والشيوخ تمثلت في القصف المكثف للتجمعات السكنية بواسطة الطائرات والدبابات والصواريخ ، وإغلاق المناطق والتنكيل بالمواطنين وهدم المنازل، والقتل والتدمير لكل ما يقع تحت أيدي جيش الاحتلال الصهيوني المجرم .

يبدو أن العالم أصيب بضعف الذاكرة ونسأل هذا العالم الظالم الذي أغمض عينه عن المجازر التي يقترفها الإحتلال.

هل نسيتم مشهد الطفل محمد الدُرة ؟

هل نسيتم الرضيعة إيمان حجو؟

لماذا يغفل العالم عن 200 طفل فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال ؟

كل أطفال فلسطين وسوريا ولبنان هُم الطفل ريان وأخوتهِ وأشقائهِ.. فكيف الإنسانية جمعاء أن لا تنتصر لأطفال فلسطين وسوريا والعراق ولبنان؟
دموع وجراح وآلام….. كلمات تلخص حياة الطفل الفلسطيني الذي مازال يعاني من ممارسات الإرهاب الإسرائيلي منذ أكثر من تسعة وخمسين عاما، عاش خلالها كل صور المعاناة والشقاء لكنه استطاع أن يصبح رقما صعبا في معادلة الصراع مع المشروع الصهيوني بعد أن فجر بسواعده التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة شهدتها البشرية في وجه قوة محتلة خلال القرن العشرين. هذا الطفل الذي عاش وولد في الخيام، وتذوق مرارة فقد الأحبة والأهل خلال غارات المحتل المتواصلة وشاهد منزله الصغير تهدمه جرافة الاحتلال، وحرمه منع التجوال من الوصول إلى مدرسته وسلبته رصاصات الجنود أعز أصدقائه، هذا الطفل مازال يملك الكثير من طفولته رغم كل هذا الحزن والألم، ومازال يحلم أن يعيش طفولته أسوة بأطفال العالم
رسالتي للذين تناسوا معاناة أطفال فلسطين والعراق وسوريا ولبنان:

الإنسانية هي العطاء فان وهبك الله انسانيتك كاملة فستعطى كل ما تملك لمن لا يملك شيء وتسعد ما اعطيته وانت في قمة سرورك وهناك الكثير من من يدعون الإنسانية من أجل الشهرة والفنانين والمشاهير ، الذين نزلت عليهم الإنسانية فجأة وتناسوا معاناة الآخرين فاصبحنا في مجتمع الإنسانية فيه هي ان فلان فعل وفعل وفعل وهو في الحقيقة من اجل الشهرة فقط فالإنسانية الحقيقية هي معاملة بني البشر جميعاً وعلى مسافة واحدة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن