“خطاب الاستقلال”.. كتالونيا أمام حدث تاريخي اليوم

 

تترقب كتالونيا أبرز المحطات الهامة في تاريخها اليوم، مع محاولة رئيسها كارلس بيجيدمنت الانفصال وإعلان الاستقلال من مقر البرلمان الكتالوني.

ويتعرض كارلس بوجديمون حاكم الإقليم شمالي إسبانيا لضغوط سياسية كبيرة لتغيير خططه بإعلان الانفصال عن إسبانيا قبيل خطابه الهام مساء الثلاثاء.

ويتوقع كثيرون أن يعلن بوجديمون الانفصال من جانب واحد، لينفصل الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي عن إسبانيا بعد نتائج الاستفتاء الذي أجري قبل بضعة أيام، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وكانت الحكومة الإسبانية قد رفضت إجراء الاستفتاء، ودفعت بتعزيزات من الشرطة في الإقليم وأهم مدنه، ومنها برشلونة، لمنع إجرائه، لكنه جرى بعد صدامات بين الشرطة والمواطنين وجاءت نتيجته لتصب في صالح الانفصال.

وعبرت كل من فرنسا وألمانيا عن دعمهما لبقاء إسبانيا موحدة، كما طالب عمدة برشلونة بوجديمون ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إلى عدم تصعيد الصدام.

وقال ناطق باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها عبرت عن دعم بلادها القوي لبقاء المملكة الإسبانية متحدة، وذلك في محادثة هاتفية مع راخوي. أما وزيرة الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية، نتالي لوازو، فأكدت أن بلادها لن تعترف بكتالونيا إذا أقدمت على الانفصال.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أوضح أنه إذا أعلنت كتالونيا الانفصال عن إسبانيا من طرف واحد فإن الإقليم لن يتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي.

وطالبت عمدة برشلونة أدا كولاو بوجديمون بعدم إعلان انفصال كتالونيا عن إسبانيا، كما طالب راخوي بعدم نزع صلاحيات حكومة الإقليم ونقلها إلى الحكومة الاتحادية في مدريد.

وقالت كولاو: “أطالبهما بعدم اتخاذ خطوات تصعيدية تنسف أي فرصة للوساطة أو الاتفاق بطريقة سلمية”. وأضافت: “هذه أكثر خطوة شجاعة يمكنهما القيام بها”.

لكن زعيم الحزب الاشتراكي الإسباني المعارض بيدرو سانشيز المعارض لانفصال كتالونيا أكد أنه سيدعم حكومة مدريد في أي خطوة تتخذها إذا أعلنت كتالونيا الانفصال من طرف واحد.

وقال سانشيز من برشلونة: “أدعم أي خطوة تقدم عليها حكومة مدريد في مواجهة أي إجراء يستهدف كسر الوحدة المجتمعية”. وكانت حكومة مدريد قد هددت بتعليق مهام حكومة الإقليم الواقع شمال شرقي البلاد “كإدارة حكم ذاتي”. كما اتخذت عدة شركات قرارات بنقل مكاتبها ومقارها من مدن الإقليم في محاولة للضغط اقتصادياً على بوجديمون.

وأعلنت عدة شركات كبرى في إسبانيا منها أبرتيس لأعمال البنية التحتية وإيموبيلاريا للإنشاءات وسيلينيكس للاتصالات نقل مكاتبها من كتالونيا إلى مدريد. ويعتبر إقليم كتالونيا أغنى إقليم في إسبانيا ويسهم بنحو ربع إجمالي صادرات البلاد للخارج.

وكان من المقرر أن ينعقد برلمان كتالونيا الاثنين للتصديق على نتيجة الاستفتاء، لكن الجلسة منعت من الانعقاد بقرار من المحكمة الدستورية الإسبانية في مدريد التي حاولت منع الاستفتاء نفسه الذي جرى في الفاتح من الشهر الجاري.

ويدور الكلام حالياً حول ما يمكن أن يقوله بوجديمون في خطابه أمام البرلمان، لكن “بي بي سي” ذكرت بأنه مهما يكن ما سيقوله بوجديمون، فإن برلمان كتالونيا سيكون أمامه 48 ساعة لإعلان الاستقلال حسب القانون الكتالوني.

وقال أحد نواب البرلمان من حزب بوجديمون، إن الاتجاه الراجح حالياً هو وقف محاولة إعلان الاستقلال من جانب واحد وإلقاء بوجديمون خطاباً رمزياً بدلاً عن ذلك.

وأوضحت النتائج النهائية للاستفتاء أن نسبة المصوتين بلغت نحو 43% من الناخبين المسجلين في قوائم التصويت من مواطني الإقليم، واختار 90% منهم الانفصال عن مدريد.

وتفاقمت الأزمة الانفصالية منذ بداية الملكية الثانية وتطبيق النظام عام 1979، خصوصاً بعد وصول الأحزاب الانفصالية لرئاسة الإقليم الذي تمتع بالحكم الذاتي عام 2010، كما يشعر باستقلاليته عن إسبانيا تاريخياً وثقافياً، ويمثّل نحو 20% من حجم الاقتصاد الإسباني.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن