ذكرى اغتيال الشهيد الفدائي المناضل الكبير رفيق حسين السالمي

سامي إبراهيم فودة
سامي إبراهيم فودة

بقلم الكاتب: سامي إبراهيم فودة

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير مقاتلين الثورة الفلسطينية في صفوف قوات التحرير الشعبية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح والذي أسس للعمل العسكري وبناء التنظيم الفتحاوي والذي يعتبر النواة الصلبة لحركة فتح والذي ظهر جلياً وبشكل قوي وفاعل في قطاع غزة,

وكان على رأس قائمة المطاردين والمطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني,فقد ترجل الفارس الشجاع عن صهوة جواده بعد صراع طويل من المواجهات الساخنة وما تخللها من “عمليات الكر والفر” مع أعداء الوطن في ساحات الوغى ليرحل عن عالمنا إلى عالم أخر,حيث عاش رجلٌ واستشهد بطل في عيون أبناء شعبه العظيم,وعاش حراً واستشهد كريماً وعزيزاً لا يطأطئه رأسه لعدوه وعملاءه المأجورين,انه الضمير الحي النابض والقلب المتوهج في ضلوع كل شرفاء أحرار العالم,رجل بقامة وطن وبألف رجل من الرجال الصناديد في زمن عزت فيه الرجولة,رجل المواقف والمهمات الصعبة والمبادئ والقيم الشريفة والأخلاق الحميدة,صاحب التاريخ النضالي والكفاحي الطويل والمشرف عبر مسيرته الفدائية, فقد كتب اسمه الخالد فينا ما حينا بحروف من دم ونار وسجل في صفحات المجد والبطولة منذ نعومة أظافره الشهيد الفدائي المناضل الكبير صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه انه الفارس الهمام قاهر العملاء ومخابرات الشين بيت / رفيق أحمد حسين السالمي..

ولد الشهيد الفدائي البطل رفيق أحمد حسين السالمي المكني”أبو أحمد”في مخيم الشاطئ بمدينة غزه ليعيش بكل أحاسيسه ووجدانه معاناة أطفال اللجوء في المخيم مقر سكناه ومسقط رأسه بعد سبعة سنوات من عمر النكبة فهو من مواليد 19/12/1955م وتم اعتقاله وهو في الخامسة عشر من عمره عام 1970،وحُكم عليه بالسجن عام ونصف أمضاها في سجن غزه المركزي وقد استشهد مخضباً بدمائه الطاهرة في الخامس والعشرين من كانون أول ديسمبر عام 1980 في كمين محكم نصب له من المخابرات الشين بيت وعملائه المأجورين في حي الشيخ رضوان وتم اغتياله عن عمر يناهز 25 عام..

نشأ الشهيد/رفيق السالمي في مخيم الشاطئ وترعرع في كنف عائلة مناضلة لاجئة ومحافظة على عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ويأتي الشهيد رفيق السالمي الأعزب في الترتيب السادس من بين إخوته وأخواته التسعة وهم/ خضر- محمد- رفيق- عمر- سهيل- وائل- مصطفي- مثقال- رفيق/ هو أخر العنقود وذلك تيمناً بالشهيد القائد”رفيق السالمي”وقد اسماه والد رفيق ليغيظ ضابط المخابرات الصهيوني أبو تومر الحاقد في عام 1985م,وأخواته التسعة / خضرة – انتصار- رحاب- عبلة- وعليا- والأربعة الباقي هم صغار السن وقد اعتقل اغلبهم بتهم مقاومة الاحتلال الصهيوني,وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة بشيت في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجرت منها بقوة السلاح إلى قطاع غزة في مخيم الشاطئ وعاش أسوة بأبناء قريته في الخيام،وبعد فترة استبدلت وكالة الغوث الخيام بمعسكر من الطوب..

تلقَّى الشهيد رفيق السالمي تعليمهُ الابتدائيَّ والإعداديَّ في مدارسِ وكالةِ غوثِ اللاجئين وحصل على الثانوية ألعامه داخل أسوار سجن غزة المركزي والتحق بجامعة الزقازيق ودرس في كلية التجارة إدارة الأعمال في مصر عام 1975 وأنهى دراسته في عام 1979م وأثناء دراسته قام شقيقه خضر بتزكيته للالتحاق في صفوف حركة فتح على الساحة المصرية…

محطات مضيئة في حياة الشهيد الفدائي القائد/ رفيق السالمي
لقد انخرط المُدرسون وطُلاب المرحلة الثانوية إلى صفوف المقاومة مع فدائيون قوات التحرير الشعبية وقد تسابق الصبيان إلى مُرافقة الفدائيين ليفحص لهم الطريق من الدوريات الإسرائيلية وبرز منهم رفيق السالمي وقد عمل رسولاً لهم بنقل الأخبار والغذاء والسلاح وقد ساعد احدى مجموعات قوات التحرير الشعبية العاملة بمخيم الشاطئ والتي قادها المناضل/ عبد الحليم شهاب الملقب بالمختار…

كان بداية مشواره النضالي الشهيد الفدائي البطل رفيق السالمي وهو في سن الثالثة عشر عاماً, فقد نفذ أول عملية فدائية جرئية وهو في هذا العمر بإلقاء قنبلة يدوية على عربة الحاكم العسكري الإسرائيلي للقطاع غزة في تلك الفترة

تم اعتقال الفتى اليافع رفيق السالمي وهو في سن الخامسة عشر من عمره عام 1970 وتم محاكمته بالسجن عام ونصف أمضاها في سجن غزه المركزي بعد أن تعرض لتحقيق جسدي ونفسي صعب جدا لم يتم مراعاة طفولته وتم الإفراج عنه وهو يحمل في داخلة الحقد والانتقام للعدو الصهيوني ويحمل في نفسه عشق الوطن لفلسطين وحب الفدائيين والعمل الفدائي…

عاد ليكمل مشواره النضالي بعد ثلاثة شهور من خروجه من المعتقل وهو أكثر تصميماً على مواصلة النضال,فقام بتشكل مجموعة عسكرية لقوات التحرير كان ضمنها صديقه ورفيق طفولته الشهيد القائد فايز بدوي وتم اعتقالهم بعد أن قاموا بمجموعه من العمليات والفعاليات العسكرية والحكم عليهم بالسجن ثلاثة سنوات ونصف وتمكن من الحصول على الثانوية العامة داخل السجن..

قام شقيقه خضر أحمد حسين السالمي الموجود للدراسة في مصر والذي سبقه بالانتماء للحركة فتح بتزكيته للالتحاق في صفوف حركة فتح على الساحة المصرية أثناء دراسته الجامعية عام 1975م والتحق في صفوف الحركة وكان احد مقاتليها ثم غادر مصر متوجها للأردن وكان احد مقاتليها الذين غادروها إلى سوريا،والعائدين مع طلائع السلطة الوطنية إلى قطاع غزه 1994م..

تلقى الشهيد أثناء دراسته دورات عسكريه عديدة وخاصة في مخيم الراشديه في لبنان تحت أشراف لجنة غزه التي يقودها الشهيد صبحي أبو كرش “أبو المنذر”عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومُساعده،الرائد/ ناهض الريس عاد من سوريا إلى القاهرة، حيث أخذ رفيق السالمي في تجنيد وتدريب الشباب الراغبين في التطوع للعمل الفدائي في الأرض المحتلة بقطاع غزة وكانت إحدى المهام الموكلة له هي إغلاق الباب أمام محاولات الكيان الصهيوني إقامة سلطة حكم ذاتي. بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني..

وبعد أن صدرت التعليمات له بالعودة والاستقرار في الوطن وإقامة قواعد عسكريه لحركة فتح والبدء بشن مجموعة من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني وقد تسلل في مطلع شهر/12 / 1979م مع رفيق دربه إسماعيل أبو غرارة” أبو رفيق إلى العريش وقطاع غزة وتم اعتماد المحطة الأولى فيها بطرف أبو (ح. ج) وجرى اللقاء بالمناضل (ه. ت)،والذي وعد بتقديم كل ما يلزم لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة…

توجه إلى غزة ثم إلى جباليا والتقى الشهيد رفيق السالمي مع رسمي عبيد،الذي كان يعرفه من السجن في سنة 1971،وطلب منه تشكيل خلية عسكرية ووعد بتزويدها بالسلاح وبعد أسبوع عاد إسماعيل أبو غرارة إلى العريش لمدة أسبوع،ثم عاد مُحملاً بما يلزم لشحن النقاط الميتة،وفي تلك الفترة تمكن رفيق السالمي من تنظيم بعض الشباب الذين سبق له التعرف عليهم في السجون الإسرائيلية سابقاً وهم/ فايز كامل بدوي والذي ارتقى شهيدا بعدما تعرض للإصابة بمرض سرطان الدم داخل المعتقل الصهيوني وتم الإفراج عنه بعد أن وصلت حالته إلى مرحلة صعبة جدا,

وكان ضمن تلك المجموعة الأولى التي يقودها الشهيد فايز بدوي الإخوة/سفيان الحداد- معين مسلم/ أبو حرب- رياض حلس- وبعد حوالي 3 شهور قامت الخلية بمهاجمة دورية عسكرية إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني بالقنابل اليدوية في مدينة غزة, وجرى اعتقال زكريا أبو سليمة بعد انفجار حدث في بيته وفي 11/1/1980 تمكنت القوات الإسرائيلية من اعتقال الخلية التي هاجمت الدورية أمام المعمداني,

كما اعتُقل حاتم أبو حليمة شقيق رفيق السالمي من أمه,هذه مجموعة من المجموعات الأخرى التي كان يقودها الشهيد البطل رفيق السالمي على امتداد قطاع غزة والتي نفذت أكثر من 50 عملية فدائية استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني بإلقاء القنابل اليدوية وإطلاق النار والاشتباكات المختلفة من أقصى الشمال لأقصى الجنوب والتي ألحقت خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال وقد أعادت من جديد انطلاقة حركة فتح في غزة هذه المجموعات الفدائية المقاتلة بقيادة الشهيد رفيق السالمي..

وفي تلك الفترة أقام رفيق السالمي له ملجأً في منزل خالته في حي الرمال بمدينة غزة وبعد أن مكثا خمسة عشر يوماً في غزة,عاد إسماعيل أبو غرارة إلى العريش،وبعد أسبوع من مُغادرة إسماعيل غزة،جرى اعتقال سُهيل السالمي،شقيق رفيق،فقرَّر رفيق السالمي التوجه إلى العريش، حيث ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه ثم سلمته إلى المجموعة 75 في القاهرة المُكلفة بمُكافحة الإرهاب والتجسس،ومكث لديهم حوالي 20 يوماً،ثم أُفرج عنه وبقى لمدة شهر في القاهرة، وبعدها جرى ترحيله من قبل جهاز أمن الدولة إلى سوريا.

وبدأت عملياته عمليه تلو الآخرة وكانت اغلب عملياته تلحق خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال الصهيوني وبات مطارداً ومطلوباً لقوات الاحتلال ولكن قدرته الرائعة على التخفي وتنفيذ العمليات جعلت الإمساك به شي من المستحيل,وفي السنة إلتي سبقت استشهاده نفذ 47 عمليه في سنه واحده منها ضد العملاء وضد الجيش الإسرائيلي,ولم يكون هو وحده الذي قدم نفسه لفلسطين ولفتح بل جميع إخوته دون استثناء,فأخوه الأكبر قد شارك في عدة معارك منها معركة الكرامة وفي اغلب معارك منظمة التحرير وقد كان متنقلاً من دوله لدوله كما كان حال القيادة الفلسطينية أما أخاه محمد فقد شاركه في المعارك ذاتها,وأخوه أبو احمد فقد باشره عمله النضالي مقتدي برفيق حتى ألقى القبض عليه من اليهود وحكم 30 سنه وقد خرج في عملية تبادل أسره وتم ترحيله خارج البلاد وعاد مع السلطة الفلسطينية..

ويليه أخاهم الأخر القيادي/ سهيل السالمي والذي قد قامت المليشيا السوداء بخطف ابنه علي المعاق نفس اليوم الذي خطف فيه وائل, والمناضل سهيل له سجل نضالي مشرف فقد تعرض للاعتقال وسجن وهو في سن الخامسة عشره من عمره وقد قضى في سجون الاحتلال خمسة عشر عاماً ,أما المناضل/ وائل السالمي فكان احد ابرز الناشطين في حركه فتح وقد قدم العديد من عمليات تصفية الجواسيس وألقى القبض عليه في احد العمليات في ألانتفاضه الأولى وحكم خمس سنوات وتم إطلاق صراحه مع المحررين في سنة دخول السلطة وإخوته الصغر كانوا أطفال في زمن الحجارة وبل من أطفال الحجارة والنضال..

وقد ضاعفت المخابرات الإسرائيلية من نشاطها العسكري بمطاردة وملاحقة مجموعات الشهيد رفيق السالمي المتواجدة في أنحاء قطاع غزة وجرى اعتقالهم وزجهم في غياهب السجون الإسرائيلية وكانوا هؤلاء الأبطال داخل قلاع الأسر هم قيادات الحركة الأسيرة حيث تم إطلاق سراح معظم هؤلاء الأبطال من السجون الإسرائيلية بتاريخ 20/5/1985م،ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أجرتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل ولازال هناك مناضلين وقادة عملوا وساعدوا الشهيد رفيق ولم يتم الكشف عنهم….

وقد استمرت معاناة عائلة الشهيد القائد رفيق السالمي طويلاً في ظل الحاكم العسكري وضباط المخابرات الإسرائيليين المسئولين عن مخيم الشاطئ ومنهم ضابط المخابرات أبو تومر الذي لم يتوقف عن استدعاء أفراد العائلة واعتقالهم انتقاماً من الشهيد رفيق السالمي …

ومن احدي تنفيذ عملياته بحق العملاء منها على سبيل المثال لا الحصر/

أراد رفيق السالمي تنفيذ الإعدام بحق العميل”خ- ز “فهو مرتبط مع مخابرات الشين بيت منذ 1969م واعتاد هذا العميل الوقح أن يقف على رأس شارع الفالوجا ومعه سلاح قصير مثل العاوزة وأي شاب يمر من المكان ولم يعجبه يعطي له بلاغ بالحضور إلي السرايا وهناك يقوم بتعذيبه وإذلاله وحلق شعرة على الصفر,وقد قام رفيق بالتوجه مع مرافقه بسيارة صغيرة وقبل الوقوف السيارة وركنها على جانب بالقرب من منزل العميل طلب من مرافقه أن يبقي مشغل السيارة وفي كامل الجاهزية, وكان بالصدفة في هذا اليوم يحتفل بطهور أولاده وكان منزله ملئ بالعملاء والمخابرات والمجاملين, وقد أرسل الشهيد رفيق السالمي الأطفال تخبر العميل بأنه حضر ضيوف له والسيارة نزلت في الرمل وقد حضرة أبو صخر”العميل” يرحب بالضيوف هلا فيكم وضع يده على السيارة من اجل دفعها إلى الأمام فقام الشهيد رفيق بواضع المسدس على رأسه وسحب مسدس العميل من جنبه, وقال له والله ما أعدمك إلا بمسدسك أنت, وأطلق رصاصة واحدة في رأسه فارداه قتيلا في المكان,وعلى الفور ركب رفيق السيارة وغادروا المنطقة وانسحبوا الضيوف والمخابرات هربوا ولم يلتفتوا على جثة العميل”خ- ز”..

كيفية استشهاد الشهيد الفدائي/ رفيق السالمي

اشتدت حملات المخابرات الإسرائيلية وعملاءه الخونة بملاحقة الشهيد الفدائي رفيق السالمي من اجل القبض عليه حياً أو ميتاً الأمر الذي جعل من القائد الشهيد رفيق السالمي من التحرك السريع وتكثيف جهوده في القضاء على الخونة والجواسيس بعد أن أجهض بمجموعاته الضاربة بكل إمكانياتها المتاحة من محاولات أنشاء سلطة تابعه لقوات الاحتلال الصهيوني تكون عميلة ومتواطئة مع الاحتلال في قطاع غزه شبيهة بروابط القرى العميلة في الضفة الغربية بديله لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني…

إسرائيل اكتشفت انه المطارد الذي ينفذ الإعدامات ويعيد بناء تنظيم حركة فتح موجود في مدينة غزة وبتكليف من خليل الوزير”أبو جهاد”شخصي ومن الشهيد صبحي أبو كرش مسئول لجنة غزة هو”رفيق السالمي”فقامت بإحضار مجموعة من العملاء من مواخير العار سجن المجدل الذين عاشوا مع رفيق في فترة اعتقاله الأولى في أوائل الستينات وكان معتقل على انتماءه لقوات التحرير الشعبية,وهؤلاء العملاء كانوا يعيشون معه في السجن ويستطيعون تميزه من بين العشرات,حيث وبعد إعدام أبو” ن- ك” ذهب رفيق إلى تنفيذ الإعدام بحق ابنه حيث انه عميل مثل والده ومحكوم عليه في المحاكم الثورية,

وحاول المرافق لرفيق السالمي من توضيح الأمر بأنة عزاء والده مفتوح ولم ينتهي خليها بعدين,لكن الشهيد رفيق أصر على إعدامه وعند الاقتراب من مكان العزاء شاهد رفيق السالمي بعض العملاء وتذكرهم على الفور أنهم كانوا معه في سجن غزة متعاونين مع إدارة مصلحة السجون,وعلى الفور طلب من المرافق معه بالمغادرة والانسحاب من المنطقة, وعندما حاول المرافق البقاء معه اصدر بالأمر العسكري بالانسحاب وطمأنه بأنه يستطيع الانسحاب لوحده وحتى لا يكون عبئ عليه المرافق في حمايته بعد انسحاب…

حاول الشهيد البطل من محاولة الانسحاب من المكان إلا أن احد العملاء المأجورين الذي تعرف عليه قام بالمناداة عليه رفيق وقف مكانك وسلم نفسك فكان غالبية الجالسين في بيت العزاء هم رجال المخابرات وقوات خاصة متنكرين بالزي العربي, فأطلق العميل النار عليه وأصابه في قدمه فاشتبك معهم وقتل منهم وقد ارتقى شهيداً في المكان ونقل جثمانه إلى مستشفي الشفاء وقد حضر رجال المخابرات مع قوة كبيرة من جيش الاحتلال إلى منزل عائلة الشهيد رفيق وقد ابلغوا والده بأن ابنهم رفيق قد استشهد وتعال شوفوا واستلم جثمانه إلا انه والده لديه تعليمات بعدم البوح عن معرفته المسبقة بوجوده في القطاع, فقال لهم بأنه ابني رفيق غير موجود في غزة بل هو موجود في لبنان ورفض التوجه معهم لاستلام جثمانه حتى يعطي فرصة للفدائيين بالهروب والتخفي عن أعين المخابرات وعملاءه,

فاخذوا جثمان الشهيد رفيق إلى سجن غزة المركزي وقد احضروا أفراد من مجموعاته لمشاهدة جثمانه فأصيبوا من هول الصدمة باغتيال الشهيد رفيق السالمي فاخذوا بالحضن وأجهشوا بالبكاء عليه,وهنا تأكدوا رجال المخابرات بأنه هو رفيق السالمي,وتم استدعاء الحج رشاد الشوا وأم الشهيد رفيق لمراسم الدفن في ساعات الليل ومنعوا أهله من فتح بيت عزاء وكان كل من يزور بيت الشهيد رفيق من أقاربه يتم اعتقاله..

وفي نهاية سطور مقالي أتوجه بالتحية إلى روح الشهيد البطل المناضل الكبير/ رفيق السالمي في ذاكره السنوية, كما لا يسعني إلا أن أتقدم بالتحية إلى أخواته الماجدات وإخوانه المناضلين ووالدته المناضلة أم الشهداء والمناضلين وهي على قيد الحياة أطال الله في عمرها ومنحها الصحة والعافية ووالدة صاحب المروءة الإنسانية والشهامة الرجل العصامي الفقيد المرحوم /أبو خضر وأبناء عائلة السالمي وابرق بالتحية إلى أفراد مجموعات الشهيد رفيق السالمي وتوابعها التي أعادت المجد وسطوة الحضور لحركة فتح في قطاع غزة من خلال نشاطها العسكري والتنظيمي الذي أربك حسابات العدو الصهيوني وعملاءه المأجورين…

اللهم تغمد الشهيد رفيق السالمي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

المجد كل المجد للشهداء الأبرار- والخزي والعار للخونة العملاء المتساقطين

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن