رغم التصعيد “إجماع فلسطيني إسرائيلي بأنه لا حرب”

رغم التصعيد

هناك إجماع فلسطيني إسرائيلي بأنه لا حرب في الأفق، وأن ما يحدث من غارات حربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ورد المقاومة الفلسطينية عليها، بأتي في سياق “الرد و ردة الفعل”، من أجل عدم تغيير قواعد الاشتباك.

في إسرائيل يدركون أن غزة في ظل ما تعانيه من حصار و إغلاق وحروب ثلاثة سابقة شنت عليها، لا يمكن أن تكسرها وأن الحرب لا معني لها، في المقابل يدركون أيضا أن التصعيد والوصول لحالة حرب لا أحد يريدها هو ضغط على المستوطنين وعلى الحياة في إسرائيل و أن الصواريخ ستضرب قلب تل أبيب.

ويرى محللون سياسيون فلسطينيون و إسرائيليون، أن الجميع بعيد عن مواجهة عسكرية، و أن استمرار استهداف مطلقي الطائرات الورقية المشتعلة سيؤدى لرد فعل محدود وليس مواجهة شاملة.

لن يستطيع فرض معادلات بقوة النار

وقال الكاتب و المحلل السياسي إبراهيم المدهون تعقيبا على العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف قطاع غزة :” إن غزة على صفيح ساخن, قصف مواقع للمقاومة والمقاومة ترد, يمكن أن نذهب لأبعد مدى, المقاومة تدرك تعقيدات الموقف ولكن قدرنا أن نعيش هنا حيث العين تجابه المخرز.”

وأضاف المدهون :وهذا القصف باعتقادي لن يكون رتما طبيعيا لليالي القطاع من غير رد, الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يدمر ويقتل المدنيين ويحرق ويهدم البيوت, ولكنه لن يستطيع فرض معادلات بقوة النار, وما فشل فيه في 2014 لن يحققه بألف حرب, وأي عدوان على غزة سيفشل صفقة القرن وسيعيد قضية فلسطين لما قبل ال 48 حيث تعزز الروح للأمة بإمكانية هزيمة إسرائيل.”

وأوضح المدهون، أن معادلة القصف والعدوان مقابل الطائرات الورقية تعبث بقواعد الاشتباك, ولا اعتقد ستقبل بها المقاومة, فالطائرات الورقية فعل شعبي سلمي احتجاجي إبداعي.

القصف بالقصف

يذكر أن طيران الاحتلال الحربي شن الليلة الماضية 25 غارة على مواقع للمقاومة الفلسطينية فيما ردت فصائل المقاومة بإطلاق نحو 30 قذيفة على المستوطنات الإسرائيلية.

وتواجه إسرائيل معضلة، في التصدي لظاهرة الطائرات والبالونات الحارقة، التي بدأت بالتزامن مع انطلاق مسيرات العودة، نهاية مارس/آذار الماضي.

هذا و أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية على معادلة “القصف بالقصف” وأنها “لن تسمح للعدو بفرض معادلاته العدوانية على شعبنا ومقاومته وستتحمل قيادة العدو المسئولية الكاملة عن أي عدوان وستدفع ثمن عنجهيتها”.

وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيان عسكري صدر عنها مساء الأربعاء، استهداف 7 مواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة بعدد من الرشقات الصاروخية منتصف ليل أمس وفجر اليوم رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة.

وشددت على أن” كل محاولات العدو البائسة في كسر الحراك الشعبي الفلسطيني المتصاعد عبر القصف والعدوان لن تفلح، وستزيد شعبنا إصراراً على انتزاع حقوقه وحرق كبرياء العدو الصهيوني وغطرسته.”

ضغط مجتمعي على حكومة نتنياهو

من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي منصور أبو كريم، إن القصف الإسرائيلي هو عبارة عن رسالة انزعاج شديدة من استمرار ظاهرة الطائرات والبلونات الحارقة التي أشعلت محيط غزة.

وذكر أبو كريم :أن القصف بمثابة إنذار أن الاستمرار في هذا العمل سوف يؤدي لإشعال حرب جديدة.

هناك ضغط مجتمعي على حكومة نتنياهو لإيجاد حل للأزمة في غزة ، والعودة لسياسة التصعيد لإجبار فصائل المقاومة على تهدئة الوضع الملتهب في منطقة غلاف غزة بسبب الحرائق، وأتوقع هدوء مؤقت والعودة لسياسة الكر والفر لحين اتضاح الموقف الأمريكي والانتهاء من الجدار الأرضي .

المقاومة غيرت قواعد اللعب

و يرى محللون إسرائيليون وكتاب أن حالة المد والجزر بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة ستبقى رهينة أسوار المجلس الأمني المصغر “الكابينت”.

هذا و قالت صحيفة يديعوت احرونوت أن معادلة حماس الجديدة تعني إطلاق الصواريخ بشكل فوري بعد أي هجوم إسرائيلي على القطاع.”حماس تعتقد أن إسرائيل ليست مهتمة بالحرب في الجنوب، لذلك تبنت سياسة جديدة وغير مسبوقة تمثلت بإطلاقها الصواريخ مباشرة بعد كل ضربة جوية إسرائيلية في قطاع غزة”.

بينا قال مراسل القناة العبرية (كان) جال بيرجر: “إنه وفي أقل من شهر يعودون إلى نفس النقطة: “حماس تقصف، الجيش يرد، حماس ترد، الجيش يقصف، وعلى الأرض غيرت حماس المعادلة، القصف برد وبقصف”.

من جهته قال المحلل العسكري الإسرائيلي يوسي يهوشاع إن “القصة بسيطة للغاية: القوات الإسرائيلية غيرت المعادلة بعد ظاهرة الطائرات الورقية تدفيع ثمن ومهاجمة أهداف حماس، حماس لا تقبل ذلك: “أنت تطلق النار، وأنا أطلق النار”.

وذكرت “القناة 14 العبرية”إسرائيل حاولت خلق حالة من الردع في قطاع غزة؛ فردت المقاومة وغيرت قواعد اللعب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن