ريسبونسبل ستيتكرافت: قمة النقب تنصيب لـ “إسرائيل” كضامن أمني بديل عن “أمريكا”

ريسبونسبل ستيتكرافت: قمة النقب تنصيب لـ
يائير لبيد وعبد الله بن زايد

بعثت قمة النقب بين وزراء خارجية 4 دول عربية وإسرائيل والولايات المتحدة برسالة واضحة ومباشرة مفادها أن إسرائيل أصبحت الضامن الأمني للأنظمة الاستبدادية. وكذلك أشارت القمة إلى الانخراط الأمريكي المستمر في الشرق الأوسط.

تشير نظرة فاحصة إلى أن دول الخليج، بما في ذلك الإمارات التي وصفها وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس بـ “إسبارطة الصغيرة” بسبب قوتها العسكرية، غير قادرة على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية بالرغم من كونها من بين أكثر الدول شراء للأسلحة المتطورة.

وتعد هذه الدول أقل قدرة من إسرائيل في إقناع الولايات المتحدة على استمرار انخراطها في الشرق الأوسط في الوقت الذي ترى فيه واشنطن تحديات الأمن القومي الحرجة في مكان آخر.

و مثل السعودية، لم تطلق الإمارات بعد مشروعًا عسكريًا ناجحًا ولم تنجح في تحصين أراضيها ضد الهجمات الخارجية. وقد انسحبت الإمارات جزئياً من حرب اليمن دون تحقيق أهدافها العسكرية بالرغم من ترك الوكلاء المحليين وراءها، بينما تبحث السعودية عن مخرج يحفظ ماء الوجه.

ولم تتمكن الدولتان الخليجيتان من حماية بنيتهما التحتية ومنشآتهما النفطية من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي يشنها المتمردون وربما إيران نفسها.

ومن المؤكد أن الأزمة الأوكرانية أعادت أهمية الشرق الأوسط إلى الواجهة، سواء تعلق ذلك بتنويع إمدادات النفط والغاز لأوروبا، أو تأثير الشرق الأوسط على الأمن خارج حدوده، أو تداعيات عدم الاستقرار مع صعود شبح أعمال الشغب بسبب أزمة الغذاء في مختلف دول الشرق الأوسط نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

• سمير غطاس: السلطة الفلسطينية وإسرائيل والإقليم يفضلون بقاء يحيى السنوار

ومن خلال الموافقة على حضور اجتماع بالقرب من منزل بن غوريون، الذي يحمله الفلسطينيون المسؤولية عن نكبتهم، كان وزراء الخارجية العرب يؤكدون بشكل أكبر على القوة الإسرائيلية في المنطقة. كما تجاهلوا أن العمليات الأخيرة داخل إسرائيل تشير إلى أن الفلسطينيين جزء من المعادلة الأمنية لإسرائيل والمنطقة كما هو الحال بالنسبة لإيران أو الحوثيين أو حزب الله.

علاوة على ذلك، سيلاحظ الفلسطينيون وغيرهم أنه في الوقت الذي يهيمن فيه الغزو الروسي لأوكرانيا على عناوين الأخبار، يحتل 3 من المشاركين الستة في القمة – إسرائيل والإمارات والمغرب – أراضٍ أجنبية و / أو تدخلوا عسكريًا في نزاعات خارج حدودهم.

ولا تكمن أهمية إسرائيل في براعتها العسكرية والتكنولوجية وقدرتها على مواجهة طهران داخل إيران نفسها وكذلك في سوريا والفضاء السيبراني، ولكنها أيضًا الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي يمكنها التباهي بقاعدة دعم قوية في الولايات المتحدة.

ويعني ذلك أن إسرائيل هي الدولة الإقليمية الوحيدة التي ستحتفظ باهتمام واشنطن الكامل مع اتجاه الولايات المتحدة لتقليص التزاماتها في الشرق الأوسط.

ومن المرجح أن تلعب إسرائيل دورًا أكبر ليس فقط في الأمن الإقليمي ولكن في العلاقات بين الولايات المتحدة ومختلف الدول العربية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بمبيعات الأسلحة.

باختصار، مع اتجاه الولايات المتحدة لتقليص تواجدها في الشرق الأوسط، تسعى إسرائيل لتوسيع نفوذها الإقليمي لتملأ هذا الفراغ جزئيًا على الأقل.

جيمس دورسي – (ريسبونسبل ستيتكرافت)

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن