سمير غطاس: السلطة الفلسطينية وإسرائيل والإقليم يفضلون بقاء يحيى السنوار

سمير غطاس: السلطة وتل أبيب والإقليم يفضلون بقاء يحيى السنوار
سمير غطاس

أكد النائب السابق في البرلمان المصري سمير غطاس، أن قطار الانتخابات الفلسطينية انطلق بمباركة دولية وعربية، خاصة الأردن ومصر، اللتان لهما مصلحة ذاتية لإنجاز هذا الملف، في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.

وشدد غطاس، على أن أي من الفصائل الفلسطينية ستعترض على إنجاز ملف الانتخابات وتجديد شرعيات المؤسسات الفلسطينية سيشطب عن الجغرافية السياسية. حسب حواره مع موقع (زوايا)

ولفت غطاس، إلى أن القاهرة استضافت الجولة الأولى من الحوار الفلسطيني في فبراير الماضي، وخرجت الفصائل متفقة على إجراء الانتخابات الفلسطينية، في وقت قصير.

وذلك، على عكس جولات الحوار السابقة، التي كانت حركة حماس تضع العراقيل أمام تنفيذ الاتفاقات الموقعة على الأرض، والتي كان آخرها اتفاق أكتوبر 2017، كما قال غطاس.

وتوصلت حركتا فتح وحماس يوم 12 أكتوبر 2017 إلى اتفاق برعاية مصرية، يقضي الاتفاق بـ”تمكين حكومة الوفاق برئاسة الدكتور رامي الحمد الله من تولي كافة المسؤوليات في قطاع غزة، وأن يتولى الحرس الرئاسي الإشراف على المعابر ومعبر رفح الحدودي مع مصر”.

واعتبارا من يناير 2018، فشلت الأطراف في تنفيذ الاتفاق، بحجة تفسير تفاصيله والمواعيد النهائية المفقودة التي حددها.

وكان قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار داعما قويا لتوقيع ذلك الاتفاق، وبحسب غطاس، عندما عاد السنوار من القاهرة تم فرض شبه الإقامة الجبرية عليه من التيار المتشدد داخل حماس الذي رفض الاتفاق.

واستدل على ذلك بالإشارة إلى أن الوفد الأمني المصري في إحدى زياراته اجتمع مع قيادة حماس في مكتب السنوار الذي لم يتواجد في الاجتماع، وتحدى أن يثبت أحد من حركة حماس عكس كلامه.

وتابع بالقول “القاهرة استضافت في 16-17 مارس الجاري، الجولة الثانية من الحوار والتي كانت مخصصة لمناقشة ملف انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني والمنظمة وطريقة انتخابه وتشكيله، ومع ذلك لم يحظ الموضوع خمس دقائق من النقاش، وخرجت الفضائل بوثيقة شرف، وهي وثيقة متعارف عليها في كل العالم، لكن في الشأن الفلسطيني يجب أن تكون هناك ضمانات لتنفيذها”.

وقال غطاس: “إن هذا الإسراع غير الطبيعي في إنجاز ملف الانتخابات والقفز عن ملفات أخرى، ليس نابعا من قوة دفع داخلية فلسطينية، لأنه وبرعاية مصرية تمت عدة اتفاقات بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة عام 2011، الذي أفضى إلى الاتفاق على تشكيل لجان تعمل على إنهاء الانقسام، وفي العام 2017 حيث كان هناك اتفاقاً بجدول زمني محدد لإنهاء الانقسام، ولكن تم نسفه من قبل حركة حماس”.

وأكد أن هناك رغبة فلسطينية لدى بعض الأطراف في الساحة الفلسطينية كانت متوفرة دائماً، وهي التي سمحت بإنجاز الاتفاقات السابقة من العام 2004-2011 – 2013 – 2017، ولكن كل هذه الاتفاقات تعثرت بسبب رفض حركة حماس الكامل لإنجاز ما وقعت عليه، آخر اتفاق في أكتوبر 2017 وقع السنوار في القاهرة، ثم رفضت حماس تنفيذه نتيجة ضغوطات داخلية وخارجية.

وأوضح، أن الوضع الآن تغير بعد سلسلة من الاتصالات بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وتم التوصل إلى اتفاق في إسطنبول، ولكن حاولت قوة داخل حماس أن تنسف الاتفاق بعد أن وقعت عليه قيادة حماس بالموافقة على إجراء الانتخابات بالتوالي.

ومن ثم عادت حركة حماس للقاهرة ورفضت توالي الانتخابات وطالبت بتزامنها، ومن ثم عادت وقبلت بإجرائها بالتوالي، عندما أرسل رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية رسالة للرئيس محمود عباس، بالموافقة على إجراء الانتخابات بالتتابع، وفقا لما تم التوقيع عليه في إسطنبول.

وأكد أن الاجتماعات التي تحدث في القاهرة، يتم الإعداد لها بين حركتي حماس وفتح، ومن ثم يتم التوصل لتوافقات بينهما ويتم اعتمادها في القاهرة.

وأضاف غطاس: “لا يمكن أن أقتنع أن الأمور بين فتح وحماس تنتهي في غضون يوم ونصف من الحوارات”.

وعزا ذلك إلى الإعداد الجيد لها، التي واكبتهما قرارات رئاسية (من أبو مازن) تمثلت في مرسوم الانتخابات، ومرسوم الحريات وتشكيل محكمة الانتخابات.

المرحلة الحالية صعبة

وأوضح غطاس، أن المرحلة الحالية هي مرحلة جديدة، وعنوانها “إما أن تندرج في العملية السياسية أو تشطب من الجغرافيا السياسية، نظراً لأن إجراء الانتخابات الفلسطينية هي مطلب دولي وتحديداً “أوروبي وأمريكي”، الذين أبلغوا السلطة الفلسطينية بأنهما لن يتعاملا مع أي طرف فلسطيني ما لم يجدد شرعيته، في انتخابات ديمقراطية وفق تواريخ محددة.

وأضاف، أن هذا المطلب الأساسي لأوروبا وأمريكا للتعامل مع الفلسطينيين، يأتي في إطار الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جوزيف بايدن، وتوافقت عليه أطراف إقليمية كانت عادة تمنع تطبيق الاتفاقات التي يتم التوصل لها بين حركتي حماس وفتح، وخاصة كلاً من “تركيا وقطر”، اللذين عطلا إجراء الانتخابات الفلسطينية سابقاً بسبب تأثيرهم على حركة حماس، والتوصل إلى توافق بين هذه القوى على أن أي طرف فلسطيني لا يجدد شرعيته سوف يُشطب من المعادلة السياسية في فلسطين والشرق الأوسط.

وشدد على أن خيار الانتخابات الفلسطينية هو قرار دولي بامتياز وساعدته التوافقات العربية الأخيرة.

قيادة السنوار لحماس للمرة الثانية

وحول نجاح يحيى السنوار في انتخابات حركة حماس الداخلية وقيادته قطاع غزة مرة أخرى، قال غطاس: “لقد نجح السنوار أمام نزار عوض الله، بمساعدة من صديق على طريقة الإعلامي جورج قرداحي في برنامج من سيربح المليون، الذي يتيح الاستعانة بصديق، فاستعان السنوار بصديقه السفير القطري محمد العمادي، الذي غادر قطاع غزة لإسرائيل وعاد للقطاع وحضر اجتماع إعلان نتائج الانتخابات داخل حماس، وفوز السنوار الذي يعد الرجل المفضل كما قال الإسرائيليون عنه بأنه رجل عملي براغماتي بينما عوض الله، ينتسب للحرس القديم وهواه إيراني”. على حد وصفه

ورداً على سؤال حول تفضيل القاهرة للتعامل مع “عوض الله” أم “السنوار”، أجاب غطاس، أن القاهرة لا علاقة لها بالموضوع، ولكنها تعاملت على الأقل مباشرة مع السنوار، وأن مصر تميل إليه لأنه رجل عملي ومن الممكن أن ينجز.

وكذلك بالنسبة لحركة فتح، فإن خيار السنوار أفضل، كما يقول غطاس، لأن نزار عوض الله هو الجناح التقليدي داخل حماس، وهواه إيراني وسنده محمود الزهار وفتحي حماد.

خروج القدوة وتيار دحلان

وعن تشكيل ناصر القدوة تياراً ورغبته في خوض الانتخابات بقائمة مستقلة عن حركة فتح، قال غطاس: “لو لم يكن ياسر عرفات خال ناصر القدوة لما كان شيئاً في التاريخ الفلسطيني”.

وتساءل غطاس، هل يستطيع ناصر القدوة أن يعدد ثلاثة أنشطة أو إنجازات قام بها، خلال تواجده في حركة فتح؟.

أما محمد دحلان، فلن يستطيع المواجهة بنفسه، لذلك يضع وجوهاً منتمية له في الواجهة، وفق لرأي غطاس.

واستبعد غطاس، أن يؤثر محمد دحلان وتياره في الانتخابات القادمة، واصفاً ظاهرة دحلان، وعودة قيادات تياره لقطاع غزة، بأنه جرى صفقة واتفاق بضغط ودفع إماراتي، وحركة حماس طلبت فلوس، ومصر سمحت بعودتهم مجاملة للإمارات.

ومن ناحية سلام فياض، فهو وفقا لحديث غطاس “شخص معروف تماماً أنه أمريكي”، معرباً عن استغرابه من جرأة الرئيس محمود عباس على إزاحته من المشهد الفلسطيني وهو رجل الولايات المتحدة.

البرغوثي ملتزم بقرار حركة فتح

وعن إمكانية تشكيل الأسير مروان البرغوثي قائمة أو خوض الانتخابات الرئاسية، قال غطاس: “البرغوثي يريد أن يخرج من السجن وهو هدفه الأساسي، ويعتقد أن خروجه من السجن بعد خذلانه من قبل حركة حماس في صفقة شاليط، لعدم إدراج اسمه ضمن القائمة التي توسطت بها مصر”.

وأضاف، أن أمام مروان البرغوثي خياران، وهما إدراجه في قائمة من القوائم، أو ينتخب كرئيس للسلطة الفلسطينية، لينشط الضغط الدولي على دولة الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن رئيس منتخب. وهذا هو الهدف الأساسي له.

واستبعد الخيار الأول وهو تشكيل قائمة بعد توافقه مع حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن يدعم قائمة فتح الموحدة. بينما مسألة الانتخابات الرئاسية بقي الباب مفتوحاً.

وأشار إلى أن الرئيس أبو مازن يميل إلى أن ينجز شيئاً قبل مغادرته المشهد.

علاقة الإدارة الامريكية الجديدة بالسلطة الفلسطينية

وحول وجود علاقة بين الإدارة الأمريكية الجديدة بالسلطة، أوضح غطاس، أن هناك اتصالات عبر ثلاث قنوات أخرى مع الإدارة الأمريكية، وترتيب كل شيء.

ولفت إلى أن أقصى ما يمكن أن تقدمه إدارة بايدن، هو العودة لما قبل عهد ترامب، لأن القضية الفلسطينية ليست من أولوياته.

غاز غزة

ووصف غطاس ما قاله عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، بعد توقيع مذكرة التفاهم بين مصر والسلطة الفلسطينية حول “غاز غزة” بـ”الأمر المعيب”، أي عندما تساءل أبو مرزوق عن حضور غزة في الاتفاق الموقع. وقال: “هذا الغاز ليس ملكاً لفتح أو لحماس، وإنما للشعب الفلسطيني”

وتوقع أن يتم إنجاز استخراج غاز غزة بعد ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي.

الاعتراف بحماس بعد الانتخابات

وبشأن عدم تكرار مشهد انتخابات عام 2006 التي فازت بها حركة حماس، ورفض العالم التعامل معها، اعتبر غطاس أن احترام الغرب لنتائج الانتخابات فيما لو فازت حماس بالأحلام والأوهام، لأنه يجب الاعتراف بشروط الرباعية الدولية كشرط للتعامل معها، والتي تتمثل في الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف.

وأوضح، أن حركة حماس تريد من الانتخابات تحقيق هدفين، أن تكون بديلا عن حركة فتح في تمثيل الفلسطينيين من داخل منظمة التحرير عبر المشاركة في المجلس الوطني، بعد أن اصطدموا بالفشل عندما حاولوا تشكيل جسم بديل عن منظمة التحرير كما صرح مشعل (رئيس المكتب السياسي السابق لحماس)، فيريدون الآن التغلغل في المنظمة للسيطرة عليها تدريجياً.

وأكد غطاس، أن الوضع الاقتصادي لحركة حماس صعب، وأن العمادي في حال أصيب بـ “كورونا سياسية” وامتنع عن وصول قطاع غزة، فلن تصمد حماس طويلاً. وقبول حماس بالانتخابات لم يكن بالسهولة.

الانتخابات وإسرائيل

وأوضح أن إسرائيل، كانت رافضة لإجراء الانتخابات الفلسطينية ولا زالت، لتبقى محافظة على الانقسام الداخلي الفلسطيني والتي تعتبره إنجازا لها، وحافظت على ديمومته رغم الحروب التي شنتها على قطاع غزة، لأن تل أبيب لم ترد القضاء على حكم حماس، بل أرادت أن تكون حماس مرتدعة وتبقى غزة في جهة والضفة الغربية في جهة أخرى.

لقراءة مزيد من المقالات عن (فلسطين) اضغطوا على الروابط التالية:

صحيفة: اتصالات بين التيار الإصلاحي وناصر القدوة لقائمة انتخابية موحدة

الشيخ: سنقدم قائمة فتحاوية الأسبوع المقبل والمصالحة مع دحلان غير ممكنة

قيادي بالشعبية يوضح أهم النقاط التي وافق عليها اجتماع القاهرة

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن