زوال إسرائيل بالسلام وليس بالأرقام

زوال إسرائيل بالسلام وليس بالأرقام
زوال إسرائيل بالسلام وليس بالأرقام

الكاتب: حافظ برغوثي

منذ عقود، وأحد رجال الدين ومَن لف لفه يروجون لزوال إسرائيل في سنة 2022.

ومنذ سنوات، يقف زعيم حمساوي في كل مناسبة وسط جمهرة من النساء، قائلاً إن سنة 2022 ستكون نهاية إسرائيل ويضيف: “زغردن يا بنات”، فتزغرد البنات المنومات بخرافاته ويدعوهن لارتداء الأحزمة الناسفة.

♦ عالم إسلامي يؤكد زوال إسرائيل عام 2022

الشيخ – لا داعي لذكر اسمه – بنى نظريته على المبدأ البهائي أولاً، ثم انتقل إلى خرافة يهودية تفيد بأن عمر إسرائيل لن يزيد عن 76 سنة، ثم فسر ما ورد في “سورة الإسراء”، دون ذكر الرقم أصلاً. وعلم وعد الآخرة عند الله سبحانه.

هذه النظرية عن نهاية إسرائيل تناقلتها العديد من المواقع العربية والأجنبية منذ سنوات.

بالطبع، لا يمكن لمخلوق أن يتنبأ بما لا يعرفه إلا الخالق، فهو عالم الغيب وحده، وبالتالي لا يمكن البناء على الرقم أو أية أرقام..

ومع بداية سنة 2022، كان الشيخ يرقد في مستشفى إسرائيلي بهدف العلاج ولم يخش زوالها وهو في مستشفاها.

♦ فتحي حماد: الاحتلال الإسرائيلي لم يتبقَ له في فلسطين سوى 3 أعوام

أما القائد الحمساوي الغضنفر المنحدر من سلالة عنتر، صاحب شعار “زغردن يا بنات”، فقد حمل عدداً من زوجاته وأبنائه وأمواله مثل بعض القادة غيره إلى إسطنبول وأقام هناك بعد الجهاد بأنفس أبناء غزة، ولعله يزغرد هناك بالتركية، بعد أن كدس أموالاً جمة من ريع الأراضي التي كانت مستوطنات للاحتلال وسيطر عليها واستغلها لنفسه ضمن تقاسم الغنائم بين قادة حماس.

وهناك مَن هم مثله في الضفة ممن وضعوا أيديهم على أراض حكومية واستغلوها كشركات مغلقة، واستغلوا المناصب لتحقيق مكاسب، وتقاسموا العظم، بعد أن أتوا على اللحم والشحم، لكنهم لن يتنبأوا بزوال إسرائيل، بل ربما يدعون للاحتلال بطول البقاء ليكدسوا أموالاً.

زوال الاحتلال بيد الخالق، ولا نرى قوة تخرج فجأة من باطن الأرض لتزيلها، بل زوالها في بطنها، لأنها مبنية على الحرب والنزال، وما يذيب الاحتلال هو السلام الحقيقي، لأنه سيخرج إسرائيل من دولة الغيتو إلى دولة مفتوحة.

لذلك، نجد أن السلام ليس موجوداً في القاموس السياسي الإسرائيلي، خاصة مع الشعب الفلسطيني، فلا يكتمل سلام دون موافقته.

وفي عهد السلام، تتسع الفجوات الطبقية في المجتمع الإسرائيلي وتبرز التباينات العرقية بين اليهود الشرقيين والغربيين، ثم الفوارق والصراعات الدينية بين الطوائف اليهودية، منها الإصلاحي، والأصولي، والداعشي، والمتعصب، والعلماني، فالتفكك الداخلي هو ما يفتك بالاحتلال.

السلام وحده عدو الاحتلال، لذلك نجد أن ثلثي الإسرائيليين يحملون جنسيات أجنبية لحفظ خط الرجعة.

قبل عقدين أو أكثر، كان أرييل شارون يعزف مقطوعة الخطر الإيراني على إسرائيل، ومثله بعض وزرائه، فاستدعاه الرئيس جورج بوش الابن وطلب منه الكف عن عزف المعزوفة الإيرانية، والتركيز على نظام صدام حسين، واختلاق أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، لأنها مصلحة أمريكية.

وبالفعل، سكت قادة إسرائيل واختلقوا أكاذيب عن اليورانيوم العراقي من النيجر وغيرها.

وبعد النيجر، سيتم اختلاق عدو في موزامبيق مثلاً، باعتبار أنها قد تنتج سلاحاً نووياً بتخصيب “الموزازيوم”، ابن عم اليورانيوم.. وهكذا.. السلام فقط هو السلاح الذي يفتك بالاحتلال وليس غيره.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن