غزة والفاعل ضد مجهول

الإعلامية سالي عابد

الكاتب / الإعلامية سالي عابد

من منا لا ينتابه الخوف والقلق على ما يجري الآن في غزة  الآمنة بأهلها صاحبة الكرم الأخلاقي ،صاحبة البيوت التي احتضنت العديد ممن كانوا يطاردهم  الاحتلال الإسرائيلي ، ما الذي يحدث؟

جريمة نكراء ترتكب في حق أهلها وهذه المرة الفاعل من بيتها الداخلي كنا ولازلنا نشير بأصابعنا إلى الاحتلال الإسرائيلي  وحاضر اليوم يوجه النظر بعين الاتهام لبعضنا البعض ويا أسفي على بعضي.

في الشارع تجد الجميع يتخذ التدابير اللازمة خوفا من السرقة أو الاعتداء عليه ،فلا نجدة لمن يستغيث في ظلام الليل أو في وضح النهار، والشواهد هنا كثيرة نبدأ بآخرها الحاجة سميحة عوض الله التي وجدت مقتولة في بيتها وكان الجميع يبحث عن الحقيقة بعيدا عن بيتها، من كان يصدق بان الحقيقة تتدارى بين أضلع البيت، كغزة التي تخفي الدلائل على قاتليها.

المسلسل مستمر ، وهنا لا صناعة لسيناريو فالمشهد تصنعه الظروف القاسية فقر وبطالة وبيوت مدمرة أنهكتها الحرب الإسرائيلية والانقسام الفلسطيني فبتنا منقسمين على مبادئنا وأخلاقنا ، ما كان ممنوع علينا أصبحنا نبحث في ذاتنا عن مخرج لارتكاب أبشع السلوكيات ،الاستباحة هنا فردية ونخشى أن تصبح منظمة.

الشاهد يقول هنا بان ما يحدث ينذر بالخطر الاجتماعي ، كما دائما نقول لا يخلو بيت فلسطيني إلا ويوجد به أسير أو جريح أو شهيد وغدا ربما يضاف إليه قتيل…..!

من الشمال إلى الجنوب حوادث متفرقة لكنها قاسية ومفجعة والظروف متشابهة والفاعل مجهول في اغلبها والمواطن يرتدي ثوب الباحث عن الأمن والأمان ويستجدي منقذيه بالالتفات إليه عله يجد من يساعده فينفض غبار العار المجتمعي الجديد.

وتتكرر، كمال أبو نحل مصور تلفزيون فلسطين كل من يعرفه ينطق بكلمة واحدة قلب طيب لا يحتمل أن يعادي أحدا أو يصبر على معاداة أي شخص ، كريم الأخلاق والسلوك ، وجد مقتولا عند باب بيته ، شبهة جنائية تلتف حول قضيته، عدنا من جديد لفك الألغاز والمفاتيح لهذه القضية ، في الوقت الذي تحاول الجهات الأمنية حلها هناك من يحضر ويخطط لارتكاب جرائم أخرى، إذن علينا أن نوقفها. .

المسئولية لمن؟ وتقع على من ؟ إذن وقعنا في الشرك ، لا مكان هنا لمن لا يعترف بحق غزة في الحياة والكرامة ، ولا حكم لمن يتبرأ مما يحدث ويكتفي بإلقاء اللوم على جهة معينة والضحية هنا فقط المواطن.

الصمود يعلن الحداد وغدا تدفن معه حقيقة الصراع ، العدو يتربص بداخلنا وربما ينتفض فيتفجر بنا ولا تعرف حينها وجهته ، البوصلة  انحرفت وقد تجرف معها نضال شعب شهد له التاريخ بوطنيته.

شعب جائع لا تحملوه ما لا يطيق، لن أبرأ أحدا من المسئولية كلنا مذنبون بفصائلنا، وقيادتنا، ومن يتشدق بالوطنية ومن يتبرأ مما يحدث ومن يعلن الحيادية، وجهتي تعلو إلى السماء ، فهناك أيقن بان الدعاء والاستجداء مجاب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن