لماذا تُقلق سلمية المسيرات الأوساط الرسمية والشعبية الإسرائيلية؟

هآرتس:إسرائيل تعتبر مظاهرات غزة جزء من حالة حرب

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيش ظروفاً غير اعتيادية جعلته يستدعي أعدادًا كبيرة من قواته على السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، ودفعته باتجاه التصعيد العسكري، في محاولة لخلق نوع من التوتر الميداني من خلال استهداف التجمعات السلمية، لثني الفلسطينيين عن المشاركة في المسيرة، لتبرز مجموعة من التساؤلات حول إمكانية تحوّل هذه المواجهات إلى انتفاضة ثالثة مستمرة؟ وعن احتمالات انتقالها إلى مدن الضفة؟ وهل ستستمر إسرائيل بإطلاق الرصاص على المتظاهرين؟ أم أنها يجب أن تلجأ لخيارات تغيّر من المشهد الذي صنعته الجماهير الفلسطينية وقلبت من خلاله الطاولة على إسرائيل؟.

طابع سلمي مدني..

يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، أنه “ليس هناك من معطيات ميدانية تشير إلى حصول مواجهة عسكرية كبيرة، ولكن المسيرات ستستمر في زخمها الجماهيري السلمي بشكل طبيعي في الجمعات القادمة، وليس من الوارد ان يتحول المتظاهرون إلى عسكرة هذه المسيرات”.

وأضاف أبو عامر، أن “إسرائيل تحاول قدر الإمكان أن تردع المتظاهرين سواء بإسقاط شهداء أو جرحى بهدف وقف المتظاهرين عن الاستمرار في المسيرات في الجمعات القادمة، لكن من الواضح أن هذه المحاولات لن تنجح”.

ولفت إلى أن هناك إرادة فلسطينية جادة في اتجاه استمرار المسيرات حتى تحقيق كامل أهدافها، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل العسكرية والامنية لردع المتظاهرين لا تجدي نفعًا، حتى أن إسرائيل لديها قناعة بانها أخفقت في وقف التظاهرات.

وأشار إلى أن إسرائيل تحاول ان تعسكر هذه المظاهرات، وتمنحها طابعًا عنيفًا ومسلحًا، لأنها تحاول أن تظهر للعالم أنها مظاهرات مسلحة، ولكن الفلسطينيين معنيون أن يبقى طابعها سلمي مدني جماهيري غير عنيف.

ملفا القدس واللاجئين لم يغلقا..

من جانبه، الكاتب والمحلل السياسي حسن عبده، يرى أن إسرائيل تعتقد أنها قطعت شوطًاً كبيراً في إغلاق ملفات فلسطينية أساسية كقضية اللاجئين والقدس، وأن مسيرات العودة تعيد هذه الملفات التي اعتقدت إسرائيل أنها أغلقتها وسحبتها عن الطاولة.

وتابع عبده، أن إسرائيل لا تستطيع سواء بجهدها أو بالجهد الأمريكي أن تتجاوز الحق الفلسطيني، وأن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل بحق المتظاهرين كفيلة بأن تظهرها على حقيقته، أنها دولة فوق القانون”.

ويتوقع عبده أن “إسرائيل لن تقبل أن يستمر هذا الحرك الشعبي المطالب بالعودة إلى سنوات، وهي أصلًا لا تستطيع ان تتحمله لشهور، وبالتالي هي تحاول الآن أن تحرفه عن مساره وعسكرته، لحسمه عسكريًا”.

وتابع “ردود الفعل على الإجرام الإسرائيلي حتى اللحظة، هي مشجّعة لإسرائيل أن تستمر في عمليات الإعدام للفتية الصغار المشاركين في مسيرات العودة”.

نقلا عن قدس نت للأنباء

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن