ما الفرق بين الحديث القدسي والنبوي؟

ما الفرق بين الحديث القدسي والنبوي؟
ما الفرق بين الحديث القدسي والنبوي؟

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي هو الموضوع الذي سوف يتم التفصيل فيه في هذا المقال، إذ وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، كان من ضمن تلك الأحاديث أحاديث قدسية تختلف عن الأحاديث النبوية في كثير من الجوانب، وسوف يقدم موقع المرجع للزوار الكرام تفصيلًا حول الحديث النبوي في الإسلام، كما سوف يتم توضيح الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي وأمثلة على الحديث القدسي والنبوي بالإضافة إلى ذكر الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم وغير ذلك.

تعريف الحديث النبوي لفظه ومعناه

إنَّ تعريف الحديث النبوي في اللغة يمكن أن يعرف على أنه كل جديد أو مستحدث من كل شيء، حيثُ أنه كل أمر أو شيء أو فعل الجديد يمكن أن يُسمَّى حديثًا، وهو عكس القديم بالضبط، كما يُطلَقُ هذا اللفظ أي مصطلح الحديث على الكلام أيضًا، وذلك مهما قلَّ الكلام أو زاد، حيث أن الكلام يتجدَّد ويتغيّر وهو قابل للحكم الزمني بالقِدَم أو الحداثة مثل جميع الأشياء، وجمع كلمة حديث هي أحاديث، ويعرف الحديث في الاصطلاح الشرعي بأنَّه كلُّ ما أضيفَ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أقوال أو أفعال أو أوصاف أو معاملات في مختلف شؤون ومناحي الحياة.

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي

اهتم المسلمون اهتمامًا كبيرًا بالأحاديث النبوية الشريفة، لأنَّ الأحاديث هي التي بينت آيات كتاب الله تعالى ووضحت العديد من الأحكام وأكملت بعض الأمور التي لم ترد في كتاب الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأحاديث نوعان: حديث قدسي وحديث نبوي، وفيما يأتي سوف يتم توضيح الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي بشكل مفصل:

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي في التعريف

يختلف الحديث القُدسي عن الحديث النبوي من حيث التعريف، وسوف يتم توضيح هذا الخلاف فيما يأتي:

الحديث القدسي: هو أول أنواع الأحاديث والذي يكون مَعناه ولفظه من اللهِ سبحانه وتعالى من خلال طريق الوحي، وينقله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين، وتكون روايتُه غالبًا بإضافة الحديث إلى الله سبحانه وتعالى.

الحديث النبوي: هو الحديث الذي يُضاف وينسَب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي في اللفظ والمعنى

يختلف أيضًا الحديثُ القُدسي عن الحديث النبويّ الذي يضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث اللفظ والمعنى، وسوف يتم توضيح ذلك فيما يأتي:

الحديث القدسي: هو الحديث الذي يكون لفظُه ومعناه وحي من الله سبحانه وتعالى، فيَرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: قال الله تعالى.

الحديثُ النبوي: هو الحديث الذي يكون معناه من الله سبحانه وتعالى، أمّا اللّفظ فيكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي في المواضيع

ذهب أهلُ الحديث من العلماء المسلمين إلى أنّ:

الحديث القدسي: إنَّ هذه الأحاديث لا تتناولُ أحكام تكليفيّة، ولا تتناول إجابة على أسئلة، ولا علاج قضايا قد تقع على المسلمين، وإنّما تتناول فقط توجيهاتٍ من الله سبحانه وتعالى لعباده في أُمور الاعتقادِ به تعالى، وكمالِ قُدرته ورحمته، إضافة إلى تناول موضوعات بسلامة السُّلوك، وصحّة العمل حسب تلك العقيدة الصحيحة.

الأحاديث النبويّة: إنَّ موضوعات الأحاديث النبوية تكون أشمل من مواضيع الأحاديث القدسية، لأنها تتناولُ التّفصيل والتّوضيح فيما جاء عن رسول الله عليه الصّلاةُ والسّلام، وفيما رُويَ عنه من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير وغير ذلك.

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي في صيغة الرواية

تختلف أيضًا صيغة الرواية بين كل من الحديث القدسي والحديث النبوي، وسوف يتم توضيح الفرق بين الصيغتين فيما يأتي:

صيغة الحديث القدسي: إن الحديثُ القُدُسي يُنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن بإضافته ونسبته إلى الله تعالى، وتكون نسبته إلى الله نِسبة إنشاء على أنّه هو المُتكلم، وقد يُضاف أحيانًا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام من باب الإخبار به وعنه، لذلك تعددت صِيغ الرواية في الأحاديث القدُسية عند أهل الحديث على النحو الآتي:

قال رسول الله عليه الصلاةُ والسلام فيما يَرويه عن رَبّه.

قال الله عزّ وجلّ فيما يَرويه عنه رسول الله عليه الصّلاةُ والسلام.

قال رسول الله عليه الصّلاةُ والسلام فيما يَحكيه عن ربّه.

جاء في الحديث القُدُسيّ، وذلك بدون لفظ رواية ولا حكاية.

صيغة الحديث النبوي: تكون صيغة الحديثُ النبويّ بأن لفظُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرةً وعنه يروى، وغالبًا ما يروى بقولهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الفرق بين القرآن والحديث القدسي

إنَّ القرآن الكريم والحديث القدسي كلاهما من كلام الله تعالى، غير أنَّ هناك بعض الفروق بينهما، وسوف يتم الحديث عن تلك الفروق فيما يأتي بشكل مفصل:

القرآن الكريم: هو كلام الله تعالى المحفوظ إلى يوم القيامة كما ذكر هو ذلك جل من قائل، ولا يوجد فيه تحريف أو تغيير كما ورد في قوله تعالى: “إِنَا نَحْنُ نَزَلْنَا الذِكْرَ وَإِنَا لَهُ لَحَافِظُونَ”، وبسبب ذلك فإنَّ القرن الكريم متواتر في النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرآن الكريم يتعبد المسلم بتلاوته في الصلاة، وله على ذلك أجر في قراءته، عند قراءة القرآن الكريم يجب أن يكون المسلم على طهارة كما ذكر الله في كتابه، ولا يجوز رواية القرآن بالمعنى لأنها ألفاظ الله تعالى ومعجزة في الشفاء كما هي.

الحديث القدسي: فقد يكون فيه الضعيف والحسن مثل بقية الأحاديث النبوية، ولا يتعبد المسلمون بقراءته، ويجوز للمسلم أن يقرأه على غير طهارة بخلاف نصوص وآيات القرآن، وتجوز رواية الحديث القدسي بالمعنى، وليس فيه معجزة مثل القرآن الكريم.

أمثلة على الحديث القدسي

فيما يأتي سوف يتم ذكر بعض الأمثلة على الأحاديث القدسية التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ”.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، واللَّهِ لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أحَدِكُمْ يَجِدُ ضالَّتَهُ بالفَلاةِ، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإذا أقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي، أقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ”.

أمثلة على الأحاديث النبوية

فيما يأتي سوف يتم إدراج بعض الأمثلة على الأحاديث النبوية مما ورد في الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: “جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ حتَّى دَنا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ، واللَّيْلَةِ فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ، وصِيامُ شَهْرِ رَمَضانَ، فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ فقالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ، وذَكَرَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الزَّكاةَ، فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُها؟ قالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ، قالَ: فأدْبَرَ الرَّجُلُ، وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا، ولا أنْقُصُ منه، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”.

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لاِمْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، ومَن كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ”.

في نهاية مقال بعنوان الفرق بين الحديث القدسي والنبوي تعرفنا على تعريف الحديث النبوي لغة واصطلاحًا، وعرفنا جواب هل يوجد حديث قدسي ضعيف كما تعرفنا على الفرق بين القرآن والسنة النبوية من الأحاديث القدسية، وعرفنا الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي ويكيبيديا وغير ذلك من المعلومات المتعلقة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن