ملادينوف: لا يمكن حل أزمات غزة الا من خلال التوافق وإعادة القطاع إلى سيطرة السلطات الشرعية

نيكولاي ملادينوف
نيكولاي ملادينوف

أكد السيد نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، أن منتدى الدوحة السابع عشر يعد فرصة مثالية لتبادل الآراء والأفكار حول تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وغيرها من مناطق العالم. وأوضح ملادينوف في حوار للشرق أن قطر تلعب دورا مهما في حل صراعات المنطقة، ومختلف المناطق.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، إن المساعدات القطرية لغزة كانت حاسمة في إنقاذ القطاع، خاصة في بناء مساكن وبنية تحتية جديدة بعد أن دمرتها حرب عام 2014، مشددا على أن استمرار سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها وحرمانها من التنمية الفلسطينية يضعف بشكل مطرد من إمكانية حل الدولتين.

وأشار إلى أن هناك خطرا على صحة السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام مع دخول يومهم الثلاثين.. وإلى مزيد من التفاصيل:

  • كيف ترى منتدى الدوحة الحالي في دورته السابعة عشرة؟

على مدى السنوات القليلة الماضية، اجتاحت عاصفة الشرق الأوسط من الأحداث والتطورات. ومنتدى الدوحة يمثل لنا فرصة مثالية لتبادل الآراء والأفكار حول آخر تلك الأحداث والتطورات.

وفي هذا المنتدى يتم دائما اختيار الموضوعات بشكل جيد، وكلها تركز على الوضع الحالي. ويعتبر المنتدى فرصة مهمة للاستماع إلى وجهات النظر المحلية، وفي الخليج حول كيفية حل الأزمات العديدة في المنطقة. ومن المهم جدا أن يكون هناك مثل هذه الفعاليات في تلك المنطقة. لقد أصبح منتدى الدوحة سمة دائمة على خريطة الأحداث الدولية.

  • ما رأيك في قضايا ومحاور هذا المنتدى؟

في الحقيقة، موضوعات وقضايا المنتدى موضوعة بشكل جيد. وهناك العديد من الجلسات التي تركز على التطورات العالمية، ثم على المنطقة، وتركز أيضا في نهاية المطاف على أزمة اللاجئين.. إن الشرق الأوسط يمر بتحولات سياسية كبيرة. وهذه الأحداث لا تزال تهدد السلم والأمن الدوليين. وقد نزح الملايين في أكبر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. والمجتمعات قد انقسمت على أسس إثنية أو دينية، كما أن الجهات الفاعلة غير الحكومية قد استولت على الأراضي التي تنشر الرعب خارج المنطقة. وكل تلك الأمور سيتم مناقشتها باستفاضة خلال المنتدى.

وإذا تمكنت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من مساعدة المنطقة على التغلب على الاضطرابات، فعلينا أن نفعل أمرين. أولا، التركيز على معالجة الاستبعاد والتهميش. ولاسيَّما في مجالات الصراعات الطويلة التي لم تحل بعد. يتعرض الناس للاضطهاد، حيث لا تحترم كرامتهم وهويتهم، علاوة على أن هناك أرضا خصبة للتطرف العنيف. ثانيا، علينا أن نعترف بأن الانقسامات في الشرق الأوسط فتحت الباب أمام التدخل الأجنبي والتلاعب. وقد أسهمت بعض القوى الخارجية في زعزعة الاستقرار والنزاع الطائفي.

وهذا هو السبب في أننا بحاجة إلى مناقشة كيفية التركيز على التعاون من أجل معالجة الصراعات القائمة وآثارها الإنسانية وصعود الإرهاب.

دور محوري

  • كيف تقيم دور قطر في التوسط وحل النزاعات الإقليمية والدولية؟

قطر تلعب دورا هاما في المساعدة على حل الصراعات، سواء من خلال المساعدة الإنسانية أو من خلال التنمية أو بالاشتراك مع شركائها الخليجيين والعرب، كما أن قطر تساعد على الحد من التوترات في أجزاء من الشرق الأوسط. وخلال السنوات الماضية اكتسبت الدوحة الكثير من الخبرة في الوساطة. اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالا مع غزة، حيث لدينا أزمة إنسانية طويلة. وكانت المساعدة القطرية لإعادة الإعمار حاسمة لإعادة بناء المنازل التي دمرت في حرب عام 2014، وأسهمت تلك المعونات في بناء مساكن وبنية تحتية جديدة. وقد ساعد ذلك على الحد من التوترات في قطاع غزة وتوفير فرص العمل والتنمية للناس.

وفي ديسمبر من العام الماضي، كانت قطر هي التي ساعدت على تفادي أزمة بتمويل الوقود من أجل غزة من خلال السلطة الفلسطينية. ونحن نعمل بشكل جيد جدا مع لجنة إعادة إعمار غزة القطرية.

تدهور الأوضاع في غزة

  • كيف تعلق على تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة؟

بينما نتكلم، نحن نسير في أزمة أخرى داخل قطاع غزة. وعلى مدى السنوات العشر الأخيرة، هناك 2 مليون شخص محتجزون كرهائن بسبب الخلافات والانقسامات والإغلاقات. إن أزمة الكهرباء الحالية هي مظهر من مظاهر الأزمة السياسية الأوسع نطاقا. ومنذ غلق محطة توليد الكهرباء في غزة، تعمل المستشفيات على الحد الأدنى من طاقتها، مما يعرض حياة المرضى للخطر. ولا يزود السكان بالماء النقي إلا مرة واحدة كل 4 أو 5 أيام. ويجري تصريف أكثر من 100 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميا إلى البحر الأبيض المتوسط. وتزيد هذه التطورات من المخاطر الصحية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على طول الساحل.

وتعمل الأمم المتحدة مع جميع الأطراف لإيجاد حل سياسي للأزمة. وقبل وصولي إلى الدوحة كنت في غزة، وفي رام الله وفي القدس. ولا يمكن حل هذه الحالة إلا من خلال حل توفيقي يقوم على تنفيذ الاتفاقات “الفلسطينية الفلسطينية” التي من شأنها إنهاء الانقسام وإعادة غزة إلى سيطرة السلطات الفلسطينية الشرعية. فالسلطة الفلسطينية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لمدة عقد من الزمان وإسرائيل، كل هؤلاء يتحملون التزامات تجاه رفاهية سكان غزة ويجب أن تفي بمسؤولياتها.

المستوطنات الإسرائيلية

  • مؤخرا قلت إن المستوطنات الإسرائيلية تقوض حل الدولتين في فلسطين.. لماذا؟

لأن استمرار سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها وحرمانها من التنمية الفلسطينية يضعفان بشكل مطرد من إمكانية حل الدولتين. كما أن العنف والهجمات الإرهابية ضد المدنيين والتحريض على العنف تزيد أيضا من انعدام الثقة وتتناقض أساسا مع الحل السلمي للنزاع. وهذه بعض العقبات الرئيسية أمام السلام. وتعتبر الأمم المتحدة أن جميع أنشطة الاستيطان غير قانونية بموجب القانون الدولي وإحدى العقبات الرئيسية أمام السلام.

ومنذ بداية عملية أوسلو في عام 1993، تضاعف عدد سكان المستوطنات أكثر من الضعف، مع زيادة ثلاثة أضعاف في المنطقة ج من الضفة الغربية وحدها. ويوجد حاليا ما لا يقل عن 370 ألف إسرائيلي يعيشون في حوالي 130 مستوطنة في المنطقة ج، بما في ذلك ما لا يقل عن 85 ألف مستوطنة في الضفة الغربية. بالإضافة إلى ما يقرب من 200 ألف شخص في القدس الشرقية، وبالتالي سيصل العدد الإجمالي للمستوطنين إلى 570 ألف نسمة.

خطر حقيقي

  • ما هو رأيك في أوضاع المضربين الفلسطينيين عن الطعام الآن؟

الحقيقة أنا آمل أن يتم التوصل إلى قرار في أسرع وقت ممكن، وأن تبذل جهود لمعالجة الحالة. ومع دخول الإضراب عن الطعام يومه الثلاثين يزداد الخطر على صحة السجناء يوما بعد يوم. ويجب احترام القانون الإنساني الدولي والالتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان تجاه جميع السجناء احتراما تاما.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن