الوطن اليوم – غزة: دشنّت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها المنفذون محطة توليد الطاقة الشمسية التي أُنشئت مؤخرًا في مستشفى ناصر بقطاع غزة.
وستساعد المحطة الشمسية، التي أُنشئت بتمويل من حكومة اليابان لتكون مصدرًا للطاقة البديلة، على تقليص اعتماد المستشفى على الوقود المتبرع به لتشغيل مولدات الطوارئ، وسوف تُسهم في تعزيز قدرة الأقسام الحيوية بالمستشفى على الصمود من أجل تقديم التدخلات المنقذة للأرواح.
ومن المتوقع أن تدّخر المحطة الشمسية، التي تعمل بقدرة إنتاجية تبلغ 250 كيلو واط وتوفر 420 ميجا واط من الطاقة النظيفة، نحو 000 166 لتر من الوقود سنويًا، وتخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 185 طنًا. كما ستُحسِّن من مستوى توافر الخدمات الصحية الأساسية لما يقارب 000 19 شخص في الشهر الواحد.
ويقول الدكتور جيرالد روكينشاوب، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية للضفة الغربية وقطاع غزة: “إن حالات انقطاع الإمداد بالطاقة تشكل تحديًا هائلًا أمام قطاع الصحة في غزة، الأمر الذي يعرّض حياة المرضى الأشد تأثرًا للخطر”.
ويُمثل توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بمستشفى ناصر خطوة هامة نحو ضمان استدامة أكبر لإمداد المرافق الصحية بالطاقة». وأردف الدكتور روكينشاوب قائلا: “إننا ممتنون لحكومة اليابان لتمويلها هذه المبادرة التي تُسهم بدورها في بناء نظام صحي أكثر قدرة على الصمود وتضمن الاستدامة البيئية في غزة”.
وقدمت حكومة اليابان 500 ألف دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية من أجل تنفيذ مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتلبية احتياجات السكان على نطاق أوسع، مع إيلاء التركيز إلى اللاجئين والنازحين داخليًا في غزة.
وفي ذلك يقول السيد تاكاشي أوكوبو، ممثل اليابان لدى فلسطين: “إننا نؤمن أن اليابان سيُسهم من خلال هذا المشروع في تعزيز الروابط بين الاستجابات الإنسانية والخطط التنموية ذات المدى الأطول بقصد تحقيق الاستدامة في القطاع الصحي”.
وسيحدُّ مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية من خطر تعرض المواليد ومرضى الرعاية المركزة والمرضى المحتاجين إلى غسل الدم للوفاة التي يمكن تجنبها.
وأضاف السيد أوكوبو القول: “فضلًا عن ذلك، فإننا نعلم أن نتيجة هذا المشروع سوف تتجاوز إطاره الزمني، إذ من المرجح أن يستفيد مزيد من المرضى من هذا التدخل في المستقبل”.
ولسنوات عدة، ظلت غزة متأثرة بحالات الانقطاع المزمن للكهرباء، وهو ما قوّض بدرجة كبيرة جهود توفير الخدمات الصحية الأساسية. ونتيجة لذلك، تلجأ مستشفيات غزة إلى الاعتماد على المولدات الاحتياطية للحفاظ على الخدمات الأساسية المنقذة للأرواح عند انقطاع الكهرباء من شبكة الإمداد الرئيسية.
ومنذ بداية عام 2018، منح المجتمع الدولي مجتمعًا 4 ملايين دولار أمريكي لتوفير وقود مولدات الطوارئ حتى تستمر المرافق الصحية الرئيسية في غزة في عملها.
وطبقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قُدِّم 4.29 مليون لتر من الوقود إلى القطاع الصحي بغزة لدعم 80 مرفقًا صحيًا.
وتؤثر حالات انقطاع الطاقة على أداء المرافق الصحية والمستشفيات، مما يعرّض الخدمات الرئيسية للخطر، بما في ذلك الرعاية المركزة، وغسل الدم، وغرف العمليات، وتخزين المستحضرات الصيدلانية واللقاحات.
وسعيًا للتخفيف من وطأة أزمة الكهرباء على المرضى، دأبت منظمة الصحة العالمية وشركاء المجموعة الصحية على تعبئة الموارد لتزويد المستشفيات العامة الرئيسية بمصادر للطاقة البديلة.
ويمكن أن يُسهم توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية على نحو فعّال في الحد من اعتماد المستشفيات على مولدات الطوارئ. وحتى يتسنّى ضمان القدرة الكاملة للمستشفيات والقطاع الصحي بشكل عام على الصمود من حيث وفرة الطاقة، فإن الحاجة تمسُّ إلى وضع نهج شامل بشأن الإمداد بالطاقة بصورة مستدامة وضخ مزيد من الاستثمارات في تحديث البنية الأساسية للإمداد بالكهرباء في قطاع غزة.
