مهما اختلفت الاحزاب فالايديولوجية واحدة

تمارا حداد
الكاتبة الفلسطينية : تمارا حداد

بقلم: تمارا حداد

سمعنا خلال اليومين الماضيين تفكك الاحزاب الاسرائيلية وتحالفات هنا وهناك بين اكثر من حزب رغم اختلاف الرؤى والمنهج الا ان في علم الصهيونية ولو اختلفت الاحزاب وتشكلت الا انها تجتمع ضمن فكرة واحدة وهي الايديولوجية الصهيونية والتي تُعنى باقامة الحضارة اليهودية وروحها التوراة ولا تتحقق هذه الفكرة إلا من خلال استمرار تدفق هجرة الجماعات اليهودية واستيعابهم داخل الدولة اليهودية وضمان استمرارية الاستيطان في رسم حدود دولة اسرائيل حتى تحافظ على امنها ومصالحها القومية .

اولى اسس الصهيونية الاستيطان هو جوهر منظمة الهاجاناه 1943 وقد قالها احد قادتها بن غوريون ان الصهيونية هي الاستيطان ومشروعهم استراتيجي عسكري سيرسم حدود دولة الكيان الصهيوني، استندت حركة الاستيطان الصهيوني في فلسطين على عدة اسس : السيطرة على الارض الفلسطينية واستملاكها بشتى الوسائل والطرق ومنافسة السكان الفلسطينيين عن طريق مصادرة الاراضي وإقامة المستوطنات عليها واستخدامها في امور عسكرية، تدمير الاقتصاد الفلسطيني خلال سيطرة اسرائيل على مصادر المياه في الاراضي الفلسطينية ولصالح المستوطنات، العمل على زيادة المستوطنين وهناك مساع 2020 ليصل العدد الى مليون مستوطن في الضفة الغربية، تحويل المجتمعات الفلسطينية في المدن والقرى الى تجمعات محصورة بالمستوطنات ومعزولة عن بقية التجمعات الفلسطينية الاخرى لمنع التواصل الجغرافي فيما بينها، وعزل القدس عن مناطق الضفة الغربية، هذا المبدأ سيكون في اولى نشراتهم الانتخابية ومقياس النجاح حسب الخطاب القائم على ذلك.

2015 أظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية أن الأحزاب السياسية الإسرائيلية بكافة أطيافها والمجتمع الإسرائيلي وتوجهاته نحو اليمين المتطرف، الذي لا يقبل التفاوض مع الفلسطينيين.

حيث ان السمات العامة للأحزاب الاسرائيلية تعكس صورة الحركة الصهيونية هي ليست فقط أحزاب سياسية للفوز في الانتخابات بل تقوم بعدة نشاطات سياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية فنية ورياضية وجوهر منظماتها هي منظمات استيطانية وكلها مجموعات عسكرية وجميع الأحزاب لا تؤمن بأفكار ومبادئ متناقضة بل تؤمن كلها بايديولوجية واحدة هي الايديولوجية الصهيونية والتنافس بين هذه الأحزاب هو تنافس حول المنافع السياسية والاقتصادية وليس حول المبادئ والأهداف هدفهم بناء حضارة يهودية لغتها العبرية وروحها التوراة ونظامها الحرية والعدالة الاجتماعية وإقامة دولة يهودية في فلسطين على الأسس الرأسمالية البحتة.

جميع قادة الحركة الصهيونية منذ القدم جاؤوا لزرع الأفكار العنصرية على ارض فلسطين فموشيه شاريت الذي قام بتهجير اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة فيها بالقوة المسلحة والدعم السياسي والمالي من الدول الكبرى.

وجولدا مائير تعتبر فلسطين عروسة ولكن عريسها ضعيفا فمن السهل اخذ العروسة بسهولة.

اسحق رابين يعتبر ان إسرائيل تستطيع أن تهيمن على الشرق الأوسط بالاتفاقيات الاقتصادية لزرع نواة لدولة إسرائيل الكبرى عبر الهيمنة والاستحواذ على المنطقة والسيطرة على الثروات بشكل يسير.

أما شمعون بيريس يعتبر إسرائيل لها قدرة على التلون مثل الحرباء. واسحق هرتسوغ جعل الكتل الاستيطانية اليهودية الكبرى في الضفة الغربية تبقى في أيدي الإسرائيليين في أي اتفاق سلام.

ونتنياهو يعتبر أن هدف اسرائيل المقدس هو توحيد إسرائيل وتحقيق هذا الانجاز بكافة الوسائل فهدفهم الحفاظ على دولة إسرائيل يهودية ديمقراطية والحفاظ على أمنها والحفاظ على مصالحها القومية والحفاظ على المستوطنات والحفاظ على القدس عاصمة لإسرائيل.

حتى الان حصد الليكود حسب استطلاعات الراي على اعلى المقاعد الامر الذي قد يُعيد نتينياهو الى سدة الحكم، واذا نجح سيجعل الشعب الفلسطيني على مفترق طرق بما يطرح تساؤلات ما بعد الانتخابات وبعد اعلان صفقة القرن هل ستبقى السلطة ضمن مفهومها ودورها الحالي؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن