لا زالت الضربة التي وجهتها إسرائيل لثلاث قوى إقليمة في آن واحد في الجولان السوري، والرد المتوقع عليها يثيران اهتمام الإسرائيليين، ويخوض المعلقون العسكريون والسياسيون في الصحف الإسرائيلية في تحليل جوانبها وتداعياتها.
المعلق العسكري في صحيفة ‘هآرتس’ عاموس هرئيل يتوقع ردا محدودا من حزب الله لا يؤدي إلى إشعال حرب شاملة، وقال إن حزب الله منشغل في هذه الأيام في المعضلة السورية وفي مواجهة التنظيمات الجهادية التي تسعى للنيل منه، لهذا يتوقع أن يبادر لتوجيه ضربة لإسرائيل في دول أجنبية ولا يعلن مسؤوليته عنها.
من جانبه استذكر المعلق العسكري في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، أليكس فيشمان، مقولة للأديب الإسرائيلي الراحل أفرايم كيشون ‘نأسف لنجاحنا’، وقال إن من وقفوا خلف العملية قد يرددون هذه الجملة ويقولون ‘نأسف أننا نجحنا أكثر مما ينبغي’، فالعملية التي كانت تهدف إلى إحباط نشاط عملاني تحولت إلى أزمة استراتيجية.
وأضاف: دون أن نكشف عن الجهة التي وقفت خلف عملية الاغتيال في سوريا، يمكننا أن نفترض أن المخططين لم يحلموا بنجاح باهر بهذا الشكل. فبصاروخين أصبنا ثلاثة عصافير مرة واحدة: انتهكت السيادة السورية، ضرب رمز لحزب الله، واغتيل جنرال إيراني. وتعرض محور الشر المشكل من سوريا وإيران وحزب الله لضربة واحدة ولإهانة علنية شديدة.
المعلق السياسي في الصحيفة ذاتها، يوسي يهوشاع، قال إن إعلان إيران عن سقوط جنرال في القصف يعتبر نجاحا باهرا للعملية لكنه يزيد من مخاطرها. وتهديد حزب الله بأنه سيرد دفع إسرائيل إلى رفع حالة التأهب لوحدات الدفاع الجوي، وتعزيز القوات ونشر بطاريات القبة الحديدية، وإلى رفع حالة التأهب في النقاط العسكرية الحدودية وتقييد تحركات السكان. ولفت إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتيناهو سيعقد اليم جلسة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية لبحث الاستعدادات لتصعيد محتمل.
المعلق السياسي في ‘هآرتس’ تسفي بارئيل، أكد أن الهجوم يقوض الوضع القائم، ويزيد من تدخل إسرائيل في الأزمة السورية ويرسم خطا أحمر جديدا: ‘ طالما التنظيمات المتمردة حتى لو كانت تتبع لتنظيم القاعدة تسيطر على أجزاء من الجولان، فإن إسرائيل لا ترى في ذلك تهديدا، لكن دخول قوات لحزب الله ومقاتلين إيرانيين يعتبر تحولا استراتيجيا سيواجه برد إسرائيلي عنيف.
