وفاة القائد الفتحاوي الكبير البروفيسور جمال الزعانين

وفاة القائد الفتحاوي الكبير البروفيسور جمال الزعانين

بقلم: سامي إبراهيم فودة

قال تعالى:”مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم ..

ما أصعب لحظات ألم الوداع وفراق الأحبة,حين يترجلوا عن صهوة جوادهم لتصعد أرواحهم الطاهرة إلى علياء السماء إلى بارئها, ياآآ الله في وداعهم ينتزعون أرواحنا معهم ويتركون لنا في القلب لوعة وفي الحلق غصة وفي الصدر ناراً ملتهبة,ونزيف حاداً في الذاكرة وجرحاً غائر بالروح والنفس وفي العين ألف دمعة ودمعة على فراقهم,فها هو فارس العلم والبندقية عالم من علماء رؤوس الفكر ورجل من عباقرة العلم, يترجل عن صهوة جواده ليرحل هناك بعيداً عن عالمنا,بعد أن أفنى فارسنا زهرة شبابه في ميدان الشرف والبطولة, قدم فيها كل ما تعلمه من علم في جامعات الوطن ومعترك الحياة ليكون نبراساً يضيء بعلمه دروب الأجيال الصاعدة من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم,

عاش قائداً مناضلاً جسوراً ومربى للأجيال في جامعة الأقصى,تاركاً وراءه إرثاً تاريخاً وطنياً ناصعاً زاخراً بالنضال والتضحيات والأبحاث والانجازات العلمية والذي بدوره أضفى جديداً في إسهاماته في مجال التدريس والأبحاث العلمية وتشهد له جامعات القطاع والحقل التعليمي بذلك,وقد شكلت مؤلفاته وأبحاثه وانجازاته خطوة على طريق الكتابة العلمية لينهل من فيضه رواد العلم, ويشهد له القاصي والداني بدماثة خلقه وابتسامته التي لا تفارق محياه،فهو يمتاز بالإنسانية والتضحية والعطاء والوفاء والرجولة وبسمعته الطيبة واحترامه للناس وأخلاقه الحميدة ومشهود له بطهارة القلب وعفة اللسان ونظافة اليد ومن الشخصيات الوازنة والمثقفة في المجتمع الفلسطيني…

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات العلم والتربية وأحد أعلام العلم وأعمده التربية في فلسطين ومؤسس جامعة الأقصى رجل ذو شخصية وطنية وقيمة عالية وقامة علمية باسقة, ويعتبر أحد وجهاء بيت حانون, وعنوان من عناوين العمل الوطني والأكاديمي بفلسطين, ومنارة من منارات الفتح العملاقة وعلماً من أعلامها وأحد قادة مجموعات الشهيد رفيق السالمي…

عاش متصالحاً مع ذاته منحازاً لقضايا شعبه الفلسطيني وأمته العربية فقد عرفته جبهات القتال ومواقع النضال والكفاح وقلاع الجامعات بصدق انتماءه الصادق وحبه لوطنه وأرضه وناسه,فهو ينتمي لجيل دفع ثمن مواقفه وثمن الكلمة الوطنية الحرة والالتزام الوطني الثوري اتجاه قضايا الوطن وهموم المواطن…

هو المناضل القائد والفتحاوي الكبير مربي الأجيال البروفيسور المرحوم/ جمال عبد ربه علي الزعانين المكنى بـ “أبو العبد”أستاذ المناهج وتعليم العلوم في جامعة الأقصى,حيث انه تعرض لوعكة صحية مفاجئة ألمت به في نهاية عام 2018،وعلى أثرها سافر إلى جمهورية مصر العربية بتاريخ 25/2/2019م لإجراء عملية جراحية وأجرى له العملية الجراحية في مستشفى دمشق بجمهورية مصر العربية بتاريخ 28/2/2019 م ودخل في غيبوبة بعد التخدير,وقد ساءت حالته الصحية بشكل كبير ودخل مرحلة الخطر,

تلقينا بألم كبير خبر وفاة فقيد الوطن المغفور له بإذن الله المرحوم البروفيسور / جمال الزعانين ببالغ من الحزن والأسى كالصاعق نزل من السماء على جماجمنا,فلقد خسرنا قامة وهامة وطنية كبيرة أثرى جامعات الوطن بأعماله وأبحاثه العلمية المتميزة,,فقد وافته المنية يوم السبت الموافق 23/3/2019م بعد صراع مع المرض في مستشفيات جمهورية مصر العربية عن عمر يناهز سبعة وخمسون عاماً قضاها في خدمة العلم والوطن والقضية الفلسطينية….

ولد الدكتور البروفيسور / جمال الزعانين بتاريخ 27/8/1962في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة مسقط رأسه وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلته إلى بلد بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة,فهو متزوج وأب لخمسة أبناء وهم/ عبد الرحمن- عبد الكريم- بدر الدين- محمد, وبنت واحده اسمها هبة,وله من الإخوة خمسه بما فيهم المرحوم وهم على النحو التالي/ معين- جمال – محمد- يوسف- خالد ,تلقى تعليمة الدراسي الابتدائي والإعدادي في مدارس بيت حانون،وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الفالوجة الثانوية في مخيم جباليا, توجه إلى جمهورية مصر العربية في عام 1980-1981، لتكملة دراسته الجامعية،..

محطات مضيئة في حياة الدكتور البروفيسور/ المرحوم جمال الزعانين

التحق المرحوم جمال الزعانين في صفوف حركة فتح في عام 1980,على يد ابن عمه الشهيد عطية الزعانين أثناء دراسته الجامعية في القاهرة وإقامته معه من ضمن مجموعات الشهيد رفيق السالمي..

واصل المرحوم جمال الزعانين العمل في حركة فتح وتم اعتقاله عدة مرات مابين 1985م 1986م وعاد لمواصلة عملة النضالي مع رفيق دربة أبان الانتفاضة الأولى واعتقل مثل الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني وبقي ملتزماً على درب الشهداء والجرحى والأسرى البواسل حتى وافته المنية بتاريخ 27/3/2019م …

حيث قام المرحوم البروفيسور /جمال الزعانين مع إخوته ورفاقه دربه الأبطال بتنفيذ عدة عمليات بطولية تمكنوا من العودة إلى مصر بسلام في 8/8/1982،وفي ليلة 12/8/1982، داهمت قوة من الجيش الإسرائيلي منزل الشيخ سلامة بهدف اعتقاله، ولكن الشيخ سلامة كان قد سافر قبل تلك المُداهمة, مما دفع جمال إلى السفر إلى مصر في اليوم التالي في سنة 1985،

تعرض جمال للاعتقال من قبل مباحث أمن الدولة وقد أُفرج عنه لتأدية امتحاناته ومغادرة مصر فوراً،وفي يوم 25/6/1985،توجه إلى معبر رفح،وفي صالة الانتظار عند الطرف الإسرائيلي،أمره الضابط بالحضور إلى مكتبه وحقق معه.

وفي تاريخ 31/7/1985، تلقى جمال تبليغاً من المخابرات بالحضور للمُقابلة، وعند حضوره أخذ الضابط يسأله عن عطية، وسعيد، والشيخ سلامة، وأكرم، وإبراهيم،ولم يعترف على أي منهم ولكنه لم يُنكر علاقة القرابة بابن عمه عطية،ولا شيء أكثر من القرابة.

صدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة سنة واحدة، و4 سنوات مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات، ومنع من السفر لمدة 10 سنوات، وحاول المحامي دفع فلوس عن المدة المتبقية من السنة، ورفض القاضي طلب المحامي، وبعد انقضاء فترة الحُكم أُفرج عنه.

مع اشتعال الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، استجاب جمال لدعوة الأخ الشهيد/ عطية الزعانين لحضور اجتماع مُمثلي التنظيمات في منطقة بيت حانون،حيث شارك فيه كل من الجبهة الشعبية وحركة فتح،والجبهة العربية،والمجمع الإسلامي,لتوجيه حركة الجماهير،وتعددت اللقاءات حتى أسفرت عن تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، وأصبحت تُصدر كافة البيانات الموضحة للفعاليات على مدار كل أسبوع،

حصل على الدرجة العلمية : دكتوراه تربية(مناهج وطرق تدريس العلوم)

حصل على الدرجة الرتبة العلمية: أستاذ مشارك

المؤهلات العلمية :

وفي سنة 1998- حصل درجة الدكتوراه – مناهج تدريس علوم- جامعة عين شمس. – ج.م.ع

في سنة 1995- حصل درجة ماجستير- مناهج وطرق تدريس علوم- الجامعة اليسوعية- لبنان/ الأردن

في سنة 1990- حصل على دبلوم دراسات عليا – مناهج وطرق تدريس علوم- كلية العلوم والتكنولوجيا – القدس

في سنة 1985- حصل درجة بكالوريوس – علوم وتربية فيزياء وكيمياء – عين شمس- ج.م.ع

في شهر 11/1986، التحق بدراسة الماجستير بجامعة أبو ديس، وبعد إنجازه فصلين، حصل على وظيفة للتدريس في مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة.

المنصب التي شغلها:

1- أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم المشارك بقسم أساليب التدريس ، كلية التربية، جامعة الأقصى .

2- مدرس علوم من عام 1987م وحتى عام 1994م – وكالة الغوث الدولية.

3- مدير مدرسة من عام 1994م وحتى عام 2001م- وكالة الغوث الدولية .

4- أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم المشارك – جامعة الأقصى-غزة-1998 وحتى الآن ..

5- المشاركة في تطوير خطة كلية التربية بالجامعة الإسلامية لإعداد معلم العلوم التطبيقية وتكنولوجيا التعليم .

6- تأسيس كلية مجتمع الأقصى للدراسات المتوسطة بجامعة الأقصى وتولي عمادتها من عام 2007 وحتى عام 2010.

7- عميد التخطيط والتطوير بجامعة الأقصى من 2002 وحتى 2008

8-اشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة ضمن البرنامج المشترك لجامعة الأقصى وجامعة عين شمس،وكذلك في الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر بغزة.

9- مؤسس وعميد كلية مجتمع الأقصى للدراسات المتوسطة بجامعة الأقصى من 2008 وحتى 2011

10- نشر أكثر من عشرين بحثاً محكما في مجلات عربية وأجنبية محكمة

11- حصل على جائزة أفضل بحث في المؤتمر الدولي الرابع لتكنولوجيا التعليم والمعلومات الذي عقد في المغرب 2003 .

12- عضو في العديد من الجمعيات العلمية المحلية والإقليمية,وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية محلياً وإقليمياً وعالمياً.

نظرة الوداع الأخيرة ..

لرحيل المناضل القائد الوطني الفتحاوي الكبير المرحوم/ البروفيسور جمال عبد ربه الزعانين”

وصل جثمان المرحوم البروفيسور/ جمال الزعانين من جمهورية مصر العربية لأرض الوطن إلى مسقط رأسه في بيت حانون بتمام الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً اليوم الاثنين الموافق 25/3/2019م وقد شارك في تشييع جنازة كبار الشخصيات القيادية من حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية وألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته، وأقيمت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر في مسجد النصر في بيت حانون, ودع جثمانه الطاهر جماهير غفيرة من أبناء شعبنا وسار في موكب جنائزي مهيب خيمت عليه أجواء الحزن إلى مثواه الأخير،حيث ‏وارى الثرى في المقبرة الشرقية وأقيم للمرحوم بيت عزاء في بيت حانون, وقام بتقديم واجب العزاء عامة الناس ورجال الإصلاح والوجهاء والمخاتير وأعيان البلد والشخصيات الوطنية والاعتبارية..

بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي ومحبيه وأصدقائه من مجموعات الشهيد رفيق السالمي وعلى رأسهم القائد الوطن رفيق دربه الأخ/ إسماعيل أبو غرارة “أبو رفيق”والشيخ سلامة أبو سلامة”أبو علي”والأخ زكريا أبو سليمة والأخ /عيسى المغربي والأخ رفيق مسلم,والقائمة تطول مع حفظ الألقاب,وأعتذر عن المضي في ذكر الجميع,نتقدم جميعاً بخالص العزاء لعائلة الفقيد المرحوم الأخ والصديق”البروفيسور/ جمال الزعانين أبو العبد”

بهذا المصاب الأليم سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته،وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أبناءه وذويه وأقاربه وأصدقاءه و عموم عائلة الزعانين في كل أماكن تواجدهم الصبر والسلوان…

يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ”

وإنا لله وإنا إليه راجعون

رحم الله تعالى البروفيسور/ جمال الزعانين وأسكنه فسيح جناته ..

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن