دخلت شركة ”مايكروسوفت“ الأمريكية دائرة المنافسة الساخنة بين عمالقة التكنولوجيا حول العالم، في قطاع بدأ يزدهر مؤخراً، وهو قطاع الهواتف اللوحية القابلة للطي، باختلاف أنواعها وطريقة طيها وإغلاقها، سواء للداخل أو للخارج أو بالشكل الصدفي.
وقررت ”مايكروسوفت“ منذ العام الماضي دخول هذا المعترك، بإعلانها عن مشروع هاتف لوحي قابل للطي، ولكن بمفهوم مغاير عن سلسلة Galaxy Fold من ”سامسونغ“ الكورية الجنوبية أو Huawei Mate X من ”هواوي“ الصينية وغيرها من الشركات.
وأطلقت ”مايكروسوفت“ في العاشر من الشهر الجاري هاتفها القابل للطي، على طريقة الكتاب (Surface Duo)، والذي بدأ يواجه انتقادات واسعة، مع بدء تجربته من قبل مختصي وخبراء التقنية ومراجعي الأجهزة الجديدة حول العالم.
واشتكى مراجعون من بعض المشاكل في نظام تشغيل الجهاز، حيث يعمل هاتف مايكروسوفت (Surface Duo) بنظام التشغيل أندرويد 10 الذي قامت مايكروسوفت بتعديل واجهته لتشغيل أكثر من تطبيق في وقت واحد، وهذا جيد بشكل عام عند التبديل بين أوضاع الهاتف، ولكن هناك بعض التأخير في الاستجابة.
وهذا ملحوظ بشكل خاص عند استخدام تطبيق الكاميرا، نظرا إلى أن الهاتف لا يتضمن كاميرا خلفية، فأنت بحاجة إلى قلب الجهاز فعليا للتبديل بين الكاميرا الخلفية والكاميرا الأمامية.
وبالنسبة للكاميرا في الجهاز، فيؤكد خبراء التقنية أن كاميرا (Surface Duo) لا يمكن مقارنتها بالكاميرات الموجودة في الهواتف الرائدة، ففي الوقت الذي أصبحت فيه الكاميرا القوية والمتعددة العدسات ميزة بيع رئيسية للهواتف الذكية، وعلى الرغم من جميع الميزات السابقة، قدمت مايكروسوفت في هاتفها الجديد كاميرا أحادية العدسة بدقة 11 ميجابكسل يمكنك استخدامها ككاميرا خلفية وكاميرا أمامية في الوقت نفسه.
ويعتبر سعر الجهاز مقارنة بمواصفاته المتوسطة عيباً مهماً كذلك، حيث إن الهاتف الذي يبدأ من 1400 دولار، لو قورن بأي هاتف رائد في 2019 أو 2020 من ”غوغل“ أو ”سامسونغ“ أو ”هواوي“ أو ”أبل“ ستجد أن هذه الهواتف تأتي بكاميرا خلفية متعددة العدسات ومنها: العدسة الواسعة الزاوية، والعدسة التليفوتوغرافية، وعدسة لاستشعار العمق.
واشتكى كثيرون من قياسات وأبعاد الجهاز خاصة عند اللجوء للكتابة، حيث إن أبعاد الجهاز اللوحي المزدوج أعرض وأقصر من أي هاتف ذكي آخر. كلا الشاشتين في (Surface Duo) هما 3: 4 في الوضع الأفقي، في حين أن معظم الهواتف الأخرى هي 16: 9 ، 18: 9 ، أو حتى أطول (مثل 21: 9 Xperia 1 II).
وأشار مراجعون للجهاز إلى أن إصدار ”مايكروسوفت“ يستخدم معالج Snapdragon العام الماضي، ولا يتضمن خدمة NFC للمدفوعات غير التلامسية، علاوة على أن الشاشة تأتي بمعدل تحديث 60 هرتز فقط، والشحن اللاسلكي غير موجود، ولن ينجو Duo مطلقا عند الغمر في الماء، وفقاً لهم.
ويؤكد خبراء التقنية، في مراجعاتهم المنتشرة عبر الإنترنت، أن شركة ”مايكروسوفت“ تحتاج إلى العمل بجدية أكبر على هاتفها اللوحي بإصداره المقبل، إن كانت تنوي الاستمرار في هذه السلسلة، نظراً لأنها تقتحم السوق بمفهوم مختلف عن نظيراتها ولكنها جاءت أقل منهم في الإبهار بسبب تدني مواصفات الجهاز مقارنة بأي جهاز سبقه في السوق.
