هل الصمود هو الوظيفة الاساسية في هذه المرحلة؟ ما هي أولوياتنا؟

دلال عريقات
دلال عريقات

الكاتب/ دلال عريقات

اتسائل جديا وتكرارا عن أولوياتنا كفلسطينين، ولذلك قررت ان احاول الى جانب (صمودي السلبي) كما يسميه البعض ان افكر استراتيجيا بأولوياتنا كفلسطينين. يطلق مصطلح الصمود السلبي على البعض وانا منهم  ممن ينادي بحفظ وجود الفلسطينين على ارضهم ودعم صمودهم عليها كأهم  متطلبات هذه المرحلة، نحن غير سلبيين, نحن واقعييون, نحن مقاومون  بوجودنا, نحن نحب فلسطين. ولادعائي بالإيجابية فأنا أتبنى التفكير الاستراتيجي كنهج حياة.

في التفكير الاستراتيجي، نركز ونرتكز على القيم في كافة مراحل التخطيط.

يتبع مرحلة القيم والرؤيا مرحلة في غاية الأهمية هي مرحلة تحديد الأهداف( الاولويات) في التخطيط الاستراتيجي وكما يعلم كل المختصون علينا ان نبني اهدافنا إنطلاقا من الواقع فنحن نريد لهذه الأهداف ان تتحقق ولا تأخذ شكل الأحلام، اهدافنا يجب ان تكون قابلة للتطبيق قابلة للقياس ومحددة بفترة زمنية معينة حتى يتسنى لنا تقييم مدى جدارة خطتنا وامكانية النظر في تبني خطة اخرى لتحقيق الأهداف قبل فوات الاوان.

بعد تحديد القيم والرؤيا ثم الأهداف المبنية على الواقع نعمل على وضع الاحتمالات والفرص لهذه الخطة ثم نضع نية العمل لتحقيق الأهداف.

من الجلي لأي فلسطيني اننا وبشكل رسمي نفتقر لاستراتيجية عامة وشاملة. لا بد ان اشيد هنا بالاستراتيجية الدبلوماسية الفلسطينية لما لها من فاعلية وتأثير ولا ننكر أنها تحقق أهداف لا باس بها بما يخص الاعتراف بالدولة على المستوى الرسمي الدولي ووضع فلسطين على خارطة الجغرافيا واعطائها دور مهم في المنظمات الدولية، هنا لا أقول (تدويل القضية) ولكن استراتيجية دبلوماسية لحل القضية عبر المنابر الدولية.

ولكن نحن بحاجة لاستراتيجية عامة بما بخص واقع حياة الفلسطينين اليومية.

هنا ومن منطلق إيماني بدور الفرد الايجابي بالتغيير كل من مكان تخصصه، لا بد من التوضيح انني اخاطب كل فلسطيني كل في مكانه؛ الرئيس والوزراء من سلطة تنفيذية، المحامون والمحاكم من سلطة قضائية وما تبقى من سلطة تشريعية.  اخاطب كل فلسطيني ابتداءا من رجل الاعمال الذي يحضر منتدى الاقتصاد العالمي والمهندس الذي يساعد مكتب الرباعية بتحضير الخطة السكنية لتحقيق تنمية مستدامة في فلسطين والمستشار الذي يجند أموال الدول المانحة في دراساته او في الوظيفة التي يشغلها بهدف بناء الدولة الى الطبيب الذي يحضر مؤتمرات علمية عالمية الى الاستاذ المدرسي الذي يعلم اولادنا متطلبات الحياة الى الام التي تقدم كل الأجيال السابقة الذكر.

دعونا جميعا ان نوحد طاقاتنا في سبيل تحقيق ما يمكن وضعه كهدف قابل للقياس ومحدد يمكن تحقيقه بوقت زمني:

اولا: احيينا مؤخراً يوم الأسير، اتسائل هنا هل مطلب حرية الأسرى اولوية؟ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال فعددهم معروف ولا يختلف اثنان على حقهم بالحرية. هل يعقل ان يكون 7000 أسير فلسطيني خلفالقضبان الإسرائيلية في ٢٠١٦، 400  منهم أطفال و750 معتقل اداري، الاولوية ليست لاسير بل للاسرى.

ثانيا:

الأسرى الشهداء، تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيون المحتجزة عند الاسرائيلين لذويهم هو ايضا هدف محدد من حيث الكم والوقت وإمكانية التحقيق.

هذه أهداف صريحة لا يختلف الفلسطينيون في أهميتها وأولويتها على اجندة كل فلسطيني ضميره حي.

اذا ومن وحي التفكير الاستراتيجي ما ينقص هو النية لتبني خطة استراتيجية تتخذ من الأسرى اولوية.

لقد أحيينا خلال الشهر المنصرم يوم الأسير ويوم الارض ونتغنى بالشهداء ونحتفل بذكراهم، ولكن ماذا نفعل من اجلهم ؟

ثالثا وأخيرا، حضرت ندوة عن القدس حديثا، اجمع كل المتحدثون ان القدس هي تاريخ حضارة دين حجر وبشر وذكروا حقائق مرعبة عن ١٥٠٠٠ هوية تم مصادرتها منذ ١٩٦٧ وعن البناء تحت الأقصى وعن ماساة ٣٥٠ الف فلسطيني يسكنون القدس وفرحتنا بصدور تصريح يمكننا من دخول المدينة المقدسة.

ولكن للأسف كل الأكاديميون أكدوا ان القدس ليست على سلم الاولويات !

ماذا على سلم الاولويات ؟

الأسرى في سجون الاختلال؟

أجساد الشهداء في الثلاجات الإسرائيلية ؟

إعمار غزة ؟

القدس؟

الاعتراف بالدولة؟

رفع وتخفيف الحواجز؟

تحقيق تنمية مستدامة من خلال خطة اقتصادية تتبناها دول العالم؟

مقاطعة البضائع الإسرائيلية؟

إصدار تصريح لدخول دولة الاحتلال؟

المرور عن حاجز بيت آيل؟

كل المطالب المذكورة مهمة ولا بد من دراستها حسب الاولوية. للأسف كما نرى فقد هبط سقف أولوياتنا وعلينا جميعا كل في مكانه اعادة النظر في ترتيب الاولويات فأنا لا أنكر ان حاجاتنا هي أولوياتنا ولكن لا بد من سلم نسقطه على واقعنا ويمكننا الاستعانة  بهرم ماسلو Maslow’s Hierarchy of Needs الذي يركز على الانسان.

ومن هنا ارى شخصيا واجبنا كواطنين فلسطينين نمارس الصمود السلبي أو الصمود المقاوم أو غيره ان نضع الأسرى والاسرى الشهداء على قمة الهرم في هذه المرحلة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن