صحف دولية: عقوبات أمريكا قربت العلاقات بين إيران وطالبان.. وما خيارات بوتين في أوكرانيا؟

صحف دولية: عقوبات أمريكا قربت العلاقات بين إيران وطالبان.. وما خيارات بوتين في أوكرانيا؟
الجيش الروسي - أرشيفية

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة، صباح اليوم الجمعة، أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحتين الدولية والعربية، حيث سلطت صحف الضوء على تقارير أفادت بأن العقوبات الأمريكية قربت العلاقات بين إيران وحركة طالبان في أفغانستان.

فيما ناقشت صحف أخرى السيناريوهات العسكرية الممكنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن غزو أوكرانيا المحتمل.

خيارات بوتين العسكرية في أوكرانيا

فندت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية الخيارات الممكنة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن غزو أوكرانيا المحتمل؛ ما إذا كانت ضربات جوية مكثفة أم تدخلا عسكريا شاملا.

وقالت الصحيفة، إنه بينما يهدد بوتين بعمل عسكري محتمل على أوكرانيا، يقول المحللون العسكريون الغربيون إن الرئيس الروسي يمكن أن يفكر في مجموعة واسعة من السيناريوهات، من الضربات الصاروخية الدقيقة إلى التوغل المحدود من شرق أو جنوب البلاد، أو حتى غزو واسع النطاق مدعوم بالحرب السيبرانية.

وأضافت: “يعتبر المحللون أنه بعد نشر موسكو للوحدات الرئيسية والأسلحة المتطورة (مع نشر حوالي مائة ألف جندي روسي بالقرب من الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية لأوكرانيا)، إلى جانب الخطاب الحاد من بوتين، قد يؤدي إلى زيادة احتمالية تحويل الحرب بالوكالة التي تشتعل ببطء في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا إلى صراع شامل”.

وتحت عنوان “غزو محدود”، تابعت الصحيفة: “يقول مصدران مقربان من بوتين، إنه سيضع الصراع مع أوكرانيا على أنه خطوة لحماية منطقة دونباس الناطقة بالروسية تحت عنوان (العدوان الأوكراني).. ويقول خبراء أمنيون إن حجم ومدة أي تصعيد سيعتمدان بعد ذلك على مدى سرعة استسلام أوكرانيا لمطالب روسيا”.

وأردفت: “يرى مسؤولون غربيون أن عمليات النشر الروسية الحالية تفتقر إلى النطاق الكامل للدعم اللوجستي اللازم لعملية مستدامة – مثل مخزونات الذخيرة والمستشفيات الميدانية وبنوك الدم – لكن كان هناك دليل على أن موسكو كانت بصدد نقلها نحو الحدود”.

واستطردت: “لكن محللين آخرين يقولون إن إضافة ذلك سريعا إلى الغزو إذا أرادوا في غضون مهلة قصيرة”.

• ألمانيا تتوعد روسيا بدفع «ثمن باهظ» إذا اجتاحت أوكرانيا

ورأت (التايمز) أنه يمكن لروسيا أن تلحق أضرارا جسيمة بالجيش الأوكراني من خلال الهجمات الجوية على الخطوط الأمامية والمنشآت العسكرية والبنية التحتية الحيوية.

وقالت: “رغم أن القوات الجوية الروسية لم تحلق ضد دفاع جوي معاد منذ الحرب الجورجية في عام 2008، إلا أن هناك الكثير من صواريخ كروز والأخرى الباليستية التي يمكن أن تلعب هنا إما من البحر الأسود أو من روسيا، وسيواجه نظام الدفاع الجوي الأوكراني صعوبات لمواجهة هذه القدرات”.

وأضافت: “يعتقد الخبراء أن الضربة الروسية المحتملة يمكن أن تستخدم صواريخ محمولة جوًا وكذلك مدفعية ثقيلة وقاذفات لهب بعيدة المدى، مؤكدين أنها ستكون مدمرة بشكل لا يصدق على القوة البرية الأوكرانية”.

وتابعت الصحيفة: “رغم أن أوكرانيا تعهدت بمقاومة أي غزو روسي، إلا أن التفوق العسكري الروسي سيمكن موسكو من اجتياح الجيش الأوكراني في أسابيع من خلال شن هجمات على جبهات متعددة، بما في ذلك من بيلاروسيا والبحر الأسود”.

أما عن خيار “الغزو الشامل”، فقد رأت الصحيفة البريطانية أنه سيسمح لروسيا بالسيطرة على مساحات من الأراضي يمكن استخدامها لشن هجوم مضاد في دونباس، كما أنه سيلعب مع فكرة بوتين بأن المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا شرق نهر دنيبرو هي “مناطق تاريخية” لموسكو.

وذكرت: “يعتبر المحللون أن هذا السيناريو أقل احتمالا بسبب القوة البشرية الهائلة التي قد تتطلبها والخسائر الكبيرة المحتملة للقوات الروسية”.

العقوبات الأمريكية تقرب بين إيران وأفغانستان

رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن العقوبات الأمريكية على إيران وأفغانستان قربت بين إيران وعدوها اللدود التاريخي، حركة طالبان الأفغانية، حيث تكافح كل من إيران وأفغانستان في ظل العقوبات المعوقة.

وأشارت أنها مأزق يدفعهما إلى تنحية الخلافات الأيديولوجية والسياسية الطويلة جانبا بينما يسعيان لملء الفراغ الذي خلفته القوات الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة أن العلاقات بين “الثيوقراطية الشيعية” في إيران وعقيدة طالبان مرتبطتان بعقود من عدم الثقة والصراع المباشر، مع وجود توترات كبيرة بينهما، حيث يتقاتل الجانبان على إمدادات المياه الشحيحة بشكل متزايد.

وتشكل الميليشيات المدعومة من إيران والعاملة في أفغانستان تهديدًا لطالبان، وهناك قلق في إيران من عبور تجار المخدرات الأفغان إلى أراضيها.

وأضافت في تقرير لها: “تشترك أفغانستان وإيران في حدود طولها 600 ميل تقريبا، وهما شريكان تجاريان حيويان. وفي السنوات الأخيرة، كانت أفغانستان أحد مصادر العملة الأجنبية القليلة لإيران، وأدت العقوبات الأمريكية إلى عزل طهران عن النظام المصرفي العالمي. وتم تطبيق عقوبات مماثلة على أفغانستان بعد سيطرة طالبان؛ مما أدى إلى انهيار النظام المصرفي هناك”.

وتابعت: “قبل عقدين من الزمن، ساعدت إيران الولايات المتحدة في الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001 لإزالة ما اعتبرته تهديدًا لأمنها القومي وللشيعة في أفغانستان.. ومع ذلك، اتخذت طهران موقفًا أكثر دقة بكثير في السنوات التالية، بعد أن اختار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إيران كجزء من (محور الشر)”.

وأردفت: “على مدى العقد الماضي، حافظت إيران على علاقات وثيقة مع الحكومة الأفغانية، بينما رعت أيضًا العلاقات مع طالبان ودعمت هدفهم المتمثل في طرد القوات الأمريكية من المنطقة”.

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران

وعلى عكس الدول الغربية، لم تغلق إيران بعثاتها الدبلوماسية في أفغانستان بعد سيطرة طالبان، رغم أنها منحت حق اللجوء لأمراء الحرب المناهضين لطالبان مثل إسماعيل خان، وفقا للصحيفة.

واستطردت: “يعتقد العديد من المسؤولين الإيرانيين أن طالبان تغيرت، وأصبح لديها الخبرة الكافية اليوم أكثر من عقد مضى، وأن ليس أمامها خيار سوى التعايش مع جيرانها، بما في ذلك إيران، بالتعاون الواسع في كافة المجالات وإبقاء النوافذ الدبلوماسية مفتوحة، حيث تكون طهران قادرة على حماية مصالحها الحيوية فيما يتعلق بتهريب المخدرات والإرهاب والهجرة”.

وأوضحت: “ظهر ذلك جليًا عندما أشاد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، باستيلاء طالبان على السلطة، في أغسطس الماضي، ووصف الهزيمة العسكرية الأمريكية في أفغانستان بأنها (فرصة لاستعادة الحياة والأمن والسلام الدائم).. ويقول خبراء إن طهران تتوقع الآن مكاسب في النفوذ السياسي والاقتصادي”.

• صحف عالمية: حركة طالبان تثير فزع حلفاء الولايات المتحدة.. وتوتر متصاعد بين الصين وكندا

وفيما يتعلق بقضايا الأمن، ذكرت الصحيفة: “أنه على مدى العقد الماضي، أنشأت إيران منطقة عازلة في غرب أفغانستان، جزئيا؛ لحماية حدودها من تنظيم داعش الإرهابي، من خلال دعم الجماعات المسلحة المحلية، بما في ذلك قادة طالبان”.

وأضافت: “أحد الحلفاء لإيران في أفغانستان هو ميليشيا شيعية تسمى (لواء فاطميون)، حيث تم تجنيد الآلاف من المقاتلين الأفغان الشباب فيها من قبل الحرس الثوري الإيراني للقتال إلى جانب الرئيس بشار الأسد في سوريا.. ومع انتهاء الحرب السورية، عاد العديد من مقاتلي فاطميون المتمرسين المناهضين بشدة لطالبان إلى أفغانستان أو إيران”.

وتابعت: “ولم تزل الخلافات بشكل كامل، فمن حين لآخر تندلع اشتباكات بين الطرفين على الحدود، آخرها معركة بالأسلحة النارية بين شرطة الحدود الإيرانية ومقاتلي طالبان، في أوائل ديسمبر الجاري؛ بسبب ترسيم حدود متنازع عليها في نمروز.. لكن سرعان ما قلل مسؤولون من الطرفين من شأن الاشتباكات باعتبارها سوء تفاهم”.

واختتمت (وول ستريت جورنال) تقريرها بالقول: “هناك صراع آخر قد يكون أكثر تفجرًا يختمر أكثر في الصحراء، حيث تخوض إيران وأفغانستان نزاعًا دام عقودًا على موارد المياه. ويحتاج كلا البلدين إلى كل المياه التي يمكنهما الحصول عليها”.

وتواجه أفغانستان أسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود ومجاعة وشيكة.. وواجهت الحكومة الإيرانية، هذا العام، احتجاجات على نقص المياه الناجم عن تغير المناخ وسوء الإدارة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن